الأطباء عبروا عن إعجابهم بشجاعة الشعب التركي وثباته وتفاؤله رغم الكارثة / صورة: AP (AP)
تابعنا

قالت طبيبة الأورام من أصول تركية ضمن الفريق الطبي البلجيكي سويلاي ألتينطاش إنها ستغادر تركيا "بكثير من مشاعر الإعجاب والفخر بثبات الشعب التركي أمام الكارثة".

وأضافت لمراسل الأناضول أن بعض العاملين بالمستشفى الميداني البلجيكي في منطقة قيريقخان في هاطاي سوف يعودون إلى بروكسل لمدة أسبوعين، فيما سيحل مكانهم فريق طبي بلجيكي آخر، في إطار تبادل المناوبات الطبية .

الناس إيجابيون هنا

وتعبّر ألتينطاش عن تجربتها بالقول: "نصف قلبي بقي هناك، الناس هنا يخجلون من قول: أنا جائع أو أنا متعب، على الرغم من آلامهم كانوا إيجابيين وودودين للغاية".

وتتابع: "خلال أنشطة تقديم المساعدة لضحايا الزلزال شهدت حالات لا تُنسى، أطلعني أحد ضباط الصف الشباب من ضحايا الزلزال على مشاهد التقطها عندما كان تحت الأنقاض".

وأوضحت ألتينطاش: "كان يسكن في الطابق الرابع في قرقخان، وعندما انهار المبنى انفتح ثقب صغير مكّنه و6 أشخاص آخرين من التنفس".

وقال لها: "انفجر خزّان المياه على السطح، فاستطعنا أن نبلل أفواهنا بالماء المتسرب، لقد كتب الله لنا النجاة".

أشبه بالجحيم

وذكرت ألتينطاش أن المستشفى الميداني البلجيكي يستقبل ما بين 100-150 مريضاً يومياً.

وأضافت: "في الليلة الأولى، كان المكان أشبه بالجحيم، حالات لم تتمكن الكوادر الطبية من توفير الاستجابة الأولى لها، كان الجميع يعمل بشكل محموم من أجل إنقاذ العالقين تحت الأنقاض".

وأشارت ألتينطاش إلى أنها كانت في المنطقة خلال الزلزال الذي بلغت قوّته 6.4 درجة، الذي ضرب منطقة دفنة في هاطاي في 20 فبراير/شباط الماضي، وقالت إنه "زاد من عدد المرضى الذين هم بحاجة إلى الإسعافات الأولية".

وأردفت: "عملنا حتى منتصف الليل، جاءنا مرضى خائفون، أصيب مرضى بكسور في الساق، لم تكن توجد حالات خطيرة في تلك الليلة، كان الناس خائفين جداً".

وزادت: "الوضع الحالي من الناحية الطبية طبيعي جداً، لكن رؤية حجم الدمار يسبب صدمة للسكان والفرق الطبية".

"لم أشعر بالذعر"

من جهته قال الطبيب بوغرا قونورآلب دونمز إنه كان يجري عملية جراحية في مدينة أنطاكيا في ولاية هاطاي لحظة وقوع الزلزال.

وأضاف للأناضول: "كنت أجري عملية جراحية لمريض يبلغ من العمر 13 عاماً تعرّض لكسر، وكان عليّ تثبيت البلاتين على العظام، لم أشعر بالذعر، لم أستطع ترك المريض".

وأعرب دونمز عن امتنانه "لتوجّه أعداد كبيرة من الكوادر الطبية، ومن كل الاختصاصات إلى مختلف المناطق التي ضربها الزلزال في تركيا".

ذكريات كثيرة عن الأتراك

طبيب الطوارئ البلجيكي بيير فان دير ريست عبّر بدوره عن "عميق إعجابه بشجاعة الشعب التركي وثباته بوجه الكارثة وتفاؤله وتشبثه بالحياة".

وأضاف: "كنا مجرّد قطرة في محيط كارثة، لكننا لا نزال نريد مساعدة الجميع، كنا نشعر بسعادة الناس عند تقديم بعض المساعدة، نحن بدورنا كنا نشعر بالفخر لتمكننا من مساعدتهم".

ولفت دير ريست إلى أنه لم يشهد تدمير المباني فحسب، بل أيضاً البنية التحتية، إلا أن نظام الرعاية الصحية لا يزال يعمل وبكفاءة رغم كل التحديات".

وقال: "سأغادر إلى بلجيكا حاملاً معي ذكريات كثيرة عن الشعب التركي".

وفي 6 فبراير/شباط 2023 ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزالان بقوة 7.7 و7.6 درجة، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة.

وأودت الكارثة التي كان مركزها ولاية قهرمان مرعش بحياة عشرات آلاف الأشخاص وخلَّفت دماراً مادّياً ضخماً في 11 ولاية تركية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً