يملك ريشي سوناك ثروة هائلة تجاوزت ثروة العائلة المالكة في بريطانيا (Toby Melville/Reuters)
تابعنا

يعتبر ريشي سوناك واحداً من أثرى أثرياء بريطانيا وقد يصبح قريباً الأقوى بعد تسلمه رئاسة الوزراء. وتكون بذلك المرة الأولى في التاريخ التي يصبح فيها سكان داونينغ ستريت أكثر ثراءً من سكان قصر باكنغهام.

وتقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن البريطانيون اعتادوا لفترة طويلة على أن تحكمهم النخب، وكان رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون على نفس القدر من النخبة التي حكمتهم.

لكن سوناك ليس ثرياً فحسب، بل إنه ثري للغاية، ما دفع البعض، حسب الصحيفة، إلى التساؤل عما إذا كانت ثروته الهائلة تجعله ثرياً جداً بحيث لا يستطيع أن يكون رئيساً للوزراء.

وفي هذا الصدد يقول مؤيدو سوناك إن خلفيته، مستشاراً، إضافة إلى السنوات التي قضاها في جني الأموال هي التي تؤهله لقيادة دولة تضررت بشدة خلال هذه الأوقات المضطربة اقتصادياً.

ثروة ضخمة

وتُقدَّر ثروة سوناك، المصرفي السابق، وزوجته، وريثة التكنولوجيا الهندية أكشاتا مورتي، بنحو 730 مليون جنيه إسترليني (830 مليون دولار)، وفقاً لقائمة الأثرياء التي نُشرت بصحيفة صنداي تايمز.

وقدرت في المقابل ثروة الملكة إليزابيث الثانية قبل وفاتها، في قائمة هذا العام، بحوالي 370 مليون جنيه إسترليني (420 مليون دولار).

وتأتي أموال الزوجين سوناك بشكل أساسي من حصة مورتي في شركة والدها "Infosys ".

كما أنها تملك حاضنة الشركات الناشئة Catamaran Ventures UK ولديها أيضاً أسهم في عديد من الشركات الأخرى.

كما يملك الزوجان ثلاثة منازل على الأقل في بريطانيا، بالإضافة إلى عقار في سانتا مونيكا بكاليفورنيا تقدر قيمته بنحو 6 ملايين دولار.

ووفقًا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن عائلة سوناك، ولديها ابنتان كريشنا وأنوشكا، يقضون الأسبوع في منزلهم الواقع في غرب لندن وعطلات نهاية الأسبوع في شمال يوركشاير في منزل مانور.

وقالت الغارديان إنه "جرى تحويل منزل غرب لندن إلى ما يشبه ملاذًا صحياً مع مسبح داخلي وصالة ألعاب رياضية واستوديو يوغا وحوض استحمام ساخن وملعب تنس".

هل تهم هذه الثروة الناخبين؟

قال روبرت فورد، أستاذ السياسة في جامعة مانشستر:"البريطانيون كلياً لا يعتقدون أن الثراء أمر سيء أو يجعل من صاحبه غير مؤهل. يوجد كثير من الأثرياء الذين يتمتعون بشعبية كبيرة بين الجمهور."

في وقت سابق من هذا العام، كانت زوجة سوناك في قلب فضيحة ضريبية بعد أن تبين أنها كانت تقدم في المملكة المتحدة مقيماً "غير مقيم"، مما سمح لها بتجنب دفع الضرائب البريطانية على الدخل الكبير الذي كسبته في الخارج .

وكانت الأسرة تعيش في ذلك الوقت في 10 داونينغ ستريت، في الشقة المخصصة لوزير المالية البريطاني (وهي شقق سكنية أصغر من 11 داونينغ ستريت، حيث يفضل رؤساء الوزراء العيش بشكل عام).

كما كُشف أيضاً عن أن سوناك كان يحمل البطاقة الخضراء الأمريكية عندما كان وزيراً للخزانة أو وزيراً للمالية. وقال المتحدث باسمه لاحقاً إنه أعادها العام الماضي.

وأشار منتقدو سوناك إلى أنه التحق بكلية وينشستر التي يبلغ عمرها 600 عام، وتجاوزت الرسوم السنوية فيها 52 ألف دولار.

وفي انتخابات القيادة الأخيرة هذا الصيف، تداول ناشطون مقطع فيديو من وثائقي سابق لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC" عام 2007، يظهر أن سوناك ليس لديه أي "أصدقاء من الطبقة العاملة".

كما تعرض للهجوم لأنه ألقى خطاباً أمام أعضاء حزب المحافظين على مستوى القاعدة هذا الصيف إذ قال إنه، بصفته مستشاراً، حاول عكس صيغ التمويل "التي دفعت كل التمويل إلى المناطق الحضرية المحرومة" لمساعدة المدن الأكثر ثراءً.

وفي المقابل، وخلال هذه الأوقات العصيبة من ارتفاع لأسعار الطاقة والتضخم الجامح، يعترض أنصار سوناك على أن خلفيته ليست ثروته، ولكن خبرته الخاصة في التمويل والخزانة، والتي تجعل منه الرجل المناسب للوظيفة في الوقت الحالي.

كفاءة اقتصادية

قبل أن يصبح مشرّعاً، قبل سبع سنوات فقط، وهو صعود سريع في الشروط السياسية البريطانية، عمل سوناك مصرفياً استثمارياً مع Goldman Sachs ومديراً لصندوق التحوط. وخدم مؤخراً في الحكومة مستشاراً، وأصبح يتمتع بشعبية كبيرة خلال فترة الوباء على خلفية سياسته المالية.

وأظهرت الاستطلاعات تفوقه باستمرار على منافسيه من حيث الكفاءة الاقتصادية.

وفي السباق الأخير ضد ليز تراس، قال سوناك إن خطط تراس تستند إلى اقتصاديات "خيالية"، وهو تصريح أثبت بصيرته عندما تسببت "ميزانيتها الصغيرة" في حدوث اضطراب واسع النطاق في الأسواق.

وفي السياق ذاته، قال جيريمي هانت، المستشار البريطاني في تصريح لصحيفة ديلي تلغراف إن البريطانيين يبحثون عن شخص يمكنه التعامل مع الأزمة.

وأوضح هانت "لقد تلقت مواردنا المالية العامة ومصداقيتنا في السوق وسمعتنا الدولية ضربة خطيرة. لاستعادة الاستقرار والثقة، نحتاج إلى قائد يمكن الوثوق به لاتخاذ خيارات صعبة".

وأضاف "نحتاج أيضاً إلى شخص يمكنه شرح هذه الخيارات للجمهور القلقين بشأن الوظائف والرهون العقارية والخدمات العامة. لدينا قائد يمكنه فعل ذلك بالضبط.. إنه ريشي سوناك".

ومع ذلك، قد تظل مسألة ثروته "نقطة ضعف" كما يعتقد ستيفن فيلدنغ، أستاذ السياسة بجامعة نوتنغهام.

وقال فيلدنغ إنه مع فوز سوناك، من المحتمل أن يحاول حزب العمال المعارض تسجيل نقاط ضد سوناك لكونه "بعيد المنال"، كما فعلوا في وقت سابق، عندما كان في مناقشة حول ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وتوقع فيلدنغ بالنظر إلى الرياح الاقتصادية القوية، أن تزداد أزمة كلفة المعيشة سوءاً بالنسبة لملايين البريطانيين، الذين يشعرون بالفعل بالضيق.

وأشار إلى إن السياسة الاقتصادية الكارثية التي انتهجتها تراس، والتي شهدت رفض السوق سريعًا لخططها الخاصة بالتخفيضات الضريبية غير الممولة، تعني أن سياسات الزعيم التالي "ستكون في الأساس أسيرة لسياسة ليز تراس".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً