قوات الأمن السوداني في مواجهة الاحتجاجات الشعبية في الخرطوم  (Reuters)
تابعنا

ما المهم: تدخل الاحتجاجات في السودان شهرها الثاني وسط صدام حاد بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث اعترفت السلطات السودانية بمقتل 26 مدنياً منذ بدايتها في 19 ديسمبر/كانون الأول.

ورغم رفض الرئيس عمر البشير اتهام قوات الأمن بقتل المتظاهرين، حمّلت المنظمات الحقوقية والأحزاب المعارضة الحكومة مسؤولية قتل المحتجين.

ومع استمرار الاحتجاجات التي أصبحت على شكل تجمعات يومية، صعدت السلطات السودانية من وتيرة التصدي لها، الأمر الذي يطرح إشكاليات حول مدى استمرارها وقدرة هذه المظاهرات على الصمود.

المشهد: اتهم الرئيس السوداني، عمر البشير، خلال خطابه أمام أتباع طرق صوفية في ولاية النيل الأبيض جنوب البلاد، "مندسين ومخربين من حركات مسلحة متمردة بقتل المحتجين داخل المظاهرات بهدف تأجيج الصراع والفتنة في البلاد".

وردّاً على اتهامات وجّهتها منظمات حقوقية، شدد الرئيس السوداني على أن قوات الأمن السودانية لم تقتل المحتجين خلال مظاهرات مناهضة للحكومة، مشيراً إلى أن "الطبيب الذي قتل في حي بري شرقي العاصمة الخرطوم قُتل من داخل المظاهرة، وبسلاح لا وجود له في الجيش ولا الشرطة".

في المقابل تعهّد تجمُّع المهنيين السودانيين وثلاثة تحالفات معارضة، بالاستمرار في الاحتجاجات حتى تحقيق المطالب بتنحي الرئيس عمر البشير، جاء ذلك في بيان مشترك لتجمُّع المهنيين السودانيين وتحالف "نداء السودان" و" الإجماع الوطني" و"التجمع الاتحادي المعارض".

وأعلن التجمع عن تسييره موكبين، الثلاثاء الأول، في منطقة الحاج يوسف بمدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، والثاني في منطقة أمبدة بمدينة أم درمان غربي العاصمة، في حين أشار أن الخميس القادم سيكون مساراً جديداً للثورة، بمشاركة كل مدن السودان وقراه في التظاهرات والمواكب.

وأطلقت الشرطة السودانية، الأحد، الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين كانوا متوجهين إلى مقر البرلمان في أم درمان غربي الخرطوم.

بيان مشترك يا شراعاً أوصل الزورق للشاطئ فجرا شعبنا الثائر وجماهير المواكب والمسيرات السلمية الفتية، نحييكم وأنتم...

Posted by ‎تجمع المهنيين السودانيين‎ on Sunday, 20 January 2019

وقال رئيس قطاع الإعلام في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إبراهيم الصديق، إن المظاهرات في السودان انخفضت وتيرتها في الآونة الأخيرة بسبب "الوعي الشعبي".

ورأى خلال حديثه لـTRT عربي، أن الإضرابات والمواكب فشلت بنسبة 99% مشيراً إلى أن كل القطاعات لم تتوقف في السودان.

وأكد الصديق أن عدد القتلى لا يتجاوز ما أعلنت عنه وزارة الداخلية مضيفاً أن "هناك إشاعات عن وفاة أشخاص تبين أنهم أحياء فيما بعد".

ووصف الصديق المنظمات الحقوقية بالمضللة و"التي تمارس التعتيم الإعلامي"، مشدداً على أن بلاده ستواصل التصدي للهجمات الإعلامية الخارجية.

وأضاف أن "لا حل سوى مواصلة العمل ضمن الحوار الوطني ولا خيار موجود إلا انتخابات 2020 والتداول السلمي للحكم".

لا حل سوى مواصلة العمل ضمن الحوار الوطني ولا خيار موجود إلا انتخابات 2020 والتداول السلمي للحكم

إبراهيم الصديق - رئيس قطاع الإعلام في حزب المؤتمر الوطني

ردود الأفعال: في المقابل، قال الناشط المجتمعي وأحد منظمي التظاهرات في السودان ناظم حسن بشير، إن خطاب البشير جاء لتحريك العواطف تجاهه وزرع بذور الفتنة بين فئات الشعب السوداني.

وأضاف لـTRT عربي، أن من" قتل أبناء الشعب السوداني هم أفراد القوات النظامية والأمنية" مشيراً إلى أنه شهد قتل أحد المتظاهرين ويدعى معاوية في منطقة حي بري، على يد ملثم يرتدي زي قوات العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.

وأفاد بشير أن الاعتقالات تتم بعشوائية كاملة مشيراً إلى أن المعتقلين يتعرضون لكل أنواع الانتهاكات والتعذيب، بالإضافة إلى أن معظم من تم الإفراج عنهم مصابون برضوض مختلفة وكدمات وآثار لجلد السياط واضحة على أجسادهم.

وأكد بشير أن "الاعتداء على المستشفيات يتواصل في كل موكب بدون مراعاة ظروف المرضى"، مضيفاً أن "أعداد المصابين بالرصاص الحي والمطاطي الأسبوع الماضي وحده تجاوز 50 مصاباً".

وأشار إلى أن موكب الخرطوم الأخير خلّف 500 معتقل في قسم شرطة واحد مشدداً على أن "الأرقام في مقرات الأجهزة الأمنية لا تعد".

عدد المصابين بالرصاص الحي والمطاطي خلال الأسبوع الماضي تجاوز 50 مصاباً فيما خلّف موكب الخرطوم الأخير 500 معتقل في قسم شرطة واحد

ناظم حسن بشير - ناشط مجتمعي وأحد منظمي التظاهرات في السودان

وأفادت منظّمة العفو الدولية بتعرّض منشآت طبّية لهجمات متكرّرة من أجهزة الأمن، وقالت سارة جاكسون، نائب مدير برنامج شرق أفريقيا في منظمة العفو الدولية، الجمعة، إنّه "أمر مروّع استمرار أجهزة الأمن السودانيّة في استخدام القوّة المميتة ضدّ المتظاهرين، والذين يقدّمون خدمات رئيسة كالأطبّاء".

وقالت 4 منظمات إن قوات الأمن السودانية قتلت عشرات المتظاهرين واحتجزت المئات منذ بدء الاحتجاجات، وطالبت السلطات السودانية إما بالإفراج فوراً عن المعتقلين أو توجيه الاتهامات إليهم فيما يتعلق بالاحتجاجات الجارية.

بالأرقام: حسب الأرقام الرسمية، وصل عدد القتلى في مظاهرات السودان إلى 26 شخصاً بينهم رجل أمن، بالإضافة إلى 816 معتقلاً.

ما التالي:قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، محمد أحمد ضوينا، إن الاحتجاجات ستستمر لمدة طويلة دون تحقيق أهدافها.

وأشار ضوينا في حديثه لـTRT عربي، إلى أن غياب المنافس السياسي القوي ودعم الجيش للحكومة هي أهم أسباب عدم تغير الأوضاع في السودان.

وأفاد ضوينا أن بعض المعتقلين بدأ في الخروج من السجون، لافتاً إلى أن البعض الآخر سيخرج قريباً، واعتقالهم مجرد إسكات للشارع.

وعن انتخابات 2020، عبر ضوينا عن أمله في التغيير الديمقراطي "خاصة مع إمكانية عدم ترشح البشير لها"، مشدداً على إمكانية إيجاد بديل آخر خلال هذه السنة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً