عقار  ريمديسيفير حقّق نتائج واعدة في مساعدة مرضى كورونا (Reuters)
تابعنا

قالت وزارة الصحة الأمريكية إنها ستسمح لوزارات الصحة في الولايات بتوزيع عقار ريمديسيفير الذي تنتجه شركة "غلياد ساينسيز"، لعلاج المرض الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وتعهدت الشركة بتوفير زهاء 607 آلاف جرعة من العلاج خلال الأسابيع الستة المقبلة في الولايات المتحدة.

وقالت الوزارة إنها ستتولى توزيع الجرعات على المستشفيات.

وأظهر العقار نتائج واعدة في مساعدة مرضى كورونا، وكانت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية منحت الشركة موافقة طارئة على استخدام العقار مما مهد الطريق لتوزيعه على نطاق واسع في الولايات المتحدة.

وأظهرت البيانات أن العقار يساعد المرضى على التعافي في فترات أقلّ.

وقال مكتب مساعد وزير الصحة الأمريكي للاستعداد والاستجابة في بيان، إنه "ستستفيد منه أكثر مناطق البلاد تضرراً من الفيروس".

وكانت إدارة الأغذية والدواء الأمريكية (FDA) رخصت باستخدام "ريمديسيفير"في حالات الطوارئ لعلاج المصابين بالمرض، لكن التجارب حول مدى فاعليته لا تزال جارية.

وذكر بيان لوزارة الصحة السبت، أنها "بدأت منذ 7 مايو/أيار الجاري إرسال شحنات من العقار إلى عدد من الولايات، وتشير الأرقام إلى اختلافات في الحصص التي ستذهب إلى كل ولاية".

وقال البيان: "الشركة المصنعة تعهدت بتوفير نحو 607 آلاف قارورة من الدواء التجريبي على مدى الأسابيع الستة المقبلة لعلاج نحو 78 ألف مريض في الولايات المتحدة".

وأشارت إلى أن "هذه الكمية هي ضمن 1.5 مليون قارورة ستتبرع بها الشركة للعالم".

وقال بيان الوزارة: "الأمر متروك لأقسام الصحة في الولايات لتوزيع الجرعات على المستشفيات لأنها أكثر دراية باحتياجاتها".

وتتوقع الوزارة أن تحصل جميع الولايات الخمسين والأقاليم على شحنات من الدواء في المستقبل.

وفي وقت سابق قال الرئيس التنفيذي للشركة دانيال أوداي، إن "شركته ستعمل مع شركاء دوليين لتوسيع نطاق إنتاج العقار ليكون متاحاً حول العالم".

وسجلت الولايات المتحدة أكثر من مليون و339 ألف إصابة بفيروس كورونا، توُفّي منهم أكثر من 79 ألفاً، فيما تماثل 232 ألفاً للشفاء.

يوم العزل الأخير

في سياق آخر تعيش عدة دول أوروبية الأحد يومها الأخير من العزل، وسط خشية من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد الذي أصاب حتى الآن أربعة ملايين شخص حول العالم ويواصل انتشاره دون هوادة في بعض المناطق.

وأصاب وباء كورونا أربعة ملايين شخص خلال أربعة أشهر، وتسبب في وفاة أكثر من 277 ألفاً منذ ظهوره أواخر ديسمبر/كانون الأول في وسط الصين، حسب تعداد عالمي أعدته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية.

ويعيد بعض الدول فرض تدابير وقائية مشدَّدة عند حصول ارتفاع غير متوقع في عدد الإصابات، كما حصل في سيول مساء السبت حيث قررت السلطات إغلاق كل الملاهي الليلة حتى إشعار آخر.

ونقل شابّ العدوى لعشرات الأشخاص بعد زيارته خلال عطلة نهاية الأسبوع عدة ملاهٍ ليلية في حيّ عصري في عاصمة كوريا الجنوبية، البلد الذي يُذكر غالباً كنموذج إيجابي لطريقة إدارته للأزمة الصحية.

وسمح التراجع في الإصابات والوفيات الذي سُجل على مدى الأسابيع الماضية، بإطلاق عملية رفع للقيود الاثنين، لا سيما في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، بعد الثمن الاقتصادي الكبير الذي دفعته الدول الأوروبية.

وسيكون رفع القيود تدريجياً ومتفاوتاً حسب المناطق، ففي فرنسا سيجري رفع عدد أكبر من القيود في المناطق المصنفة "خضراء"، أما المناطق "الحمراء" أي الأكثر خطراً، فسيكون رفع القيود فيها محدوداً أكثر.

وفي إسبانيا، لن تشمل المرحلة الجديدة من رفع العزل المدينتين الرئيسيتين مدريد وبرشلونة.

وفي مناطق أخرى في القارة العجوز، سيجري تخفيف بعض القيود في بلجيكا واليونان وجمهورية تشيكيا وكرواتيا وأوكرانيا وألبانيا والدنمارك وهولندا.

في المقابل تجد روسيا التي تسجل يومياً نحو عشرة آلاف إصابة نفسها مرغمة على تشديد قيودها.

الذروة الثانية

تبقى المملكة المتحدة البلد الأوروبي الذي يسجل أكبر عدد وفيات جراء الوباء (31 ألف وفاة على الأقل)، ومن المقرر أن يتحدث الأحد رئيس وزرائها بوريس جونسون الذي أصيب بالوباء.

وتجري دراسة إمكانية فرض حجر صحي إلزامي لمدة 14 يوماً للمسافرين الوافدين إلى المملكة المتحدة، مما يثير قلق قطاع الطيران الذي تأثر بشدة نتيجةً للوباء.

وكتب رئيس الوزراء بوريس جونسون على تويتر السبت: "لا يمكننا أن نخاطر ببلوغ ذروة ثانية" من الإصابات، داعياً المواطنين إلى "مواصلة" جهودهم منعاً لذلك.

وتخشى دول عديدة وقوع "موجة ثانية" من الإصابات في ظلّ غياب لقاح أو عقار لمعالجة فيروس كورونا المستجد، فيما تستعد لتخفيف قيودها.

وفي ألمانيا مثلاً، البلد الذي كان بمنأى نسبياً عن موجة إصابات ووفيات كبيرة بالوباء، وبدأ رفع العزل قبل الدول الأوروبية الأخرى، لا تزال الإصابات الجديدة في ثلاث مقاطعات تتخطى عتبة الخمسين إصابة لكل مئة مقيم.

ووضعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وحكام المناطق آلية لإعادة فرض العزل على مستوى المناطق إذا عاود عدد الإصابات الارتفاع.

وشددت خبيرة الفيروسات ونائبة مدير عام منظمة الصحة العالمية السابقة ماري-بول كييني، وهي عضو أيضاً في لجنة الخبراء التي تقدم المشورة للحكومة الفرنسية، على "الضرورة المطلقة" لتطبيق الناس "تدابير الوقاية والتباعد، أي أن يعبروا من مرحلة الحجر في المنزل، إلى الحجر الذاتي، والتفكير في ضرورة حماية أنفسهم والآخرين".

الكارثة

في كندا دعا رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى الحذر في تخفيف القيود تفادياً للعودة إلى الوراء، وأعرب عن قلقه من الوضع في مونتريال، وهي بؤرة أساسية للوباء في كندا.

وفي الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً في العالم (نحو 79 ألف وفاة و1,3 مليون إصابة)، بلغت حصيلة الوفيات اليومية السبت 1600 حالة لليوم الثاني على التوالي، بما يشكل تراجعاً بعد عدة أيام من تسجيل أكثر من ألفي وفاة.

وفي أمريكا الجنوبية تخطت البرازيل عتبة عشرة آلاف وفاة من 155 ألفاً و939 إصابة، وفق وزارة الصحة، وتقدّر اللجنة الصحية أن تكون أعداد الإصابات والوفيات الحقيقية أعلى بـ15-20 مرة.

وفي ظلّ الوتيرة المرتفعة لتطور الوباء في هذا البلد، يمكن أن تتحول البرازيل التي يبلغ عدد سكانها 210 ملايين نسمة، إلى البؤرة الجديدة للوباء بحلول يونيو/حزيران.

وستمدد ولايتا ساو باولو وريو دي جانيرو تدابير العزل المفروضة منذ مارس/آذار حتى أواخر مايو/أيار.

وأعلنت المحكمة العليا ومجلس النواب الحداد الرسمي ثلاثة أيام على أرواح من قضوا بسبب الفيروس. في هذه الأثناء كان الرئيس جائير بولسونارو يمارس رياضة التزلج على الماء في بحيرة ببرازيليا، وفق مواقع إلكترونية.

دول أوروبية مختلفة سمحت بتخفيف قيود العزل وسمحت للناس بالتجوال (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً