رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون (AA)
تابعنا

قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، في مقطع فيديو عُرض في افتتاح معرض "الدبلوماسيين الشهداء" في فيينا إن "الجماعات الإرهابية على غرار "داعش" و"PKK" و"أصالة", لم تنجح في هجماتها الطويلة ضد الدولة التركية، ولن تنجح أبداً"

وتابع ألطون: "إننا نسعى جاهدين لقراءة التاريخ بطريقة شمولية والوقوف إلى جانب الحق في مواجهة أولئك الذين يحاولون تشويه الواقع وإعادة كتابة التاريخ بطريقتهم الخاصة، على أساس الافتراضات وليس الحقائق".

وقال ألطون: "هذا المعرض يهدف أساساً إلى إحياء ذكرى الدبلوماسيين الشهداء الذين فقدوا أرواحهم جراء اعتداءات واغتيالات التنظيمات الإرهابية. والتي كان من بينها تنظيم "أصالة" الأرميني الإرهابي، الذي تحاول التنظيمات التابعة له، تبرير اعتداءاته باستخدام أحداث 1915 كذريعة لذلك".

و في هذا السياق، شدد ألطون على أن معرض "الشهداء الدبلوماسيين" ضحايا الإرهاب العرقي الذي ينعقد في فيينا، يهدف إلى الكشف عن الهدف الحقيقي لهذه الهجمات، للرأي العام الدولي.

وذكّر بأن 58 مواطناً، 31 منهم دبلوماسيون وأفراد عائلاتهم وموظفي القنصلية، قد استُشهدوا في الهجمات التي بدأت عام 1973 من قِبل التنظيمات الإرهابية الأرمينية، لا سيما "أصالة"، مشيراً إلى أن هذه الهجمات قد وقعت في 16 دولة حول العالم.

وقال ألطون إن الهجمات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات الأرمينية قد بدأت عام 1973 باستشهاد القنصل العام التركي في لوس أنجلوس، محمد بايدار، والقنصل بهادير دمير، في سانتا باربرا.

وذكّر ألطون بأن هذه الأعمال الإرهابية، كان لها تأثير على النمسا أيضاً، كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، وقال إنه في 22 أكتوبر/تشرين الأول 1975 استشهد أيضاً سفير تركيا في فيينا، دانيش توناليجيل.

ولفت إلى أن فيينا أصبحت بعد ذلك إحدى النقاط المحورية للأعمال الإرهابية التي تستهدف الدبلوماسيين الأتراك.

وفي هذا الصدد قال ألطون: "في عملية الاغتيال الثانية التي نفذها الإرهابيون الأرمن في 20 يونيو/حزيران 1984، استشهد في هذه المدينة، المستشار العامل بسفارة فيينا، أردوغان أوزن، وفي الاغتيال الثالث في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1984، استشهد في هذه المدينة أيضاً، المدير التركي لمكتب الأمم المتحدة في فيينا إيفنر أرغون".

وتابع: "واليوم، نحيي ذكرى دبلوماسيينا الذين فارقوا الحياة بسبب إرهاب "أصالة" في المكان المناسب لإحياء هذه الذكرى. ونعتبر أنه من واجبنا أن نشارك العالم الحقيقة".

وقال ألطون إن إرهاب "أصالة"، الذي جرت محاولة تبريره من خلال أحداث عام 1915 بناءً على مزاعم لا أساس لها، كان في الواقع انعكاساً لأنشطة العصابات الأرمينية في الأناضول خلال الحرب العالمية الأولى، وكان عليهم تقييمها.

وأشار إلى أن الزناد الذي أشهرته "أصالة" على تركيا ودبلوماسييها يشبه ما فعلته عصابات "الطاشناق" ضد تركيا في القرن الحادي والعشرين. معتبراً بأن كلاً من الهيكلين يحاول إضعاف الدولة التركية، ويستخدم أساليب مختلفة لكنها تعمل للغرض نفسه.

وقال ألطون: "لهذا السبب، فإن الرصاصة التي أطلقت على سفيرنا الراحل في فيينا دانيش توناليجيل، جاءت من نفس البندقية التي أطلقت على وزير الداخلية العثماني السابق طلعت باشا في برلين" مستذكراً في السياق ذاته، مذبحة خوجالي عام 1992، وما وقع في الأناضول خلال الحرب العالمية الأولى.. وقال بأن ذلك كله "استمرار للهجمات على الشعب التركي في تركيا".

وقال ألطون: "سوف نستمر في العيش، على الرغم من كل الخطط الهدامة، وسنواصل بناء المستقبل معاً، مستوحى من تعاوننا عميق الجذور مع إخواننا الأرمن لمدة تصل إلى ألف عام".

وتابع:"إن خلق ذاكرة أكثر عدلاً هو بالتأكيد قضية ستسهم في تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا".

وأكد ألطون ضرورة خلق خطاب بنّاء يهدم الأحكام المسبقة وبفهم يركز على المستقبل.

وقال إن بلاده ستستمر في رؤية التاريخ باعتباره ثراءً من أجل إقامة علاقات مشتركة، وستستمر في النضال مع الذين يعارضون خطاب الكراهية.

وقد انطلقت أعمال الدورة الخامسة لمعرض "الشهداء الدبلوماسيين" أمس السبت، في مدينة فيينا في النمسا.

وكان المعرض قد نُظم سابقاً في كل من إسطنبول ولوس أنجلوس وواشنطن ونيويورك، تحت إشراف دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

ويتضمن المعرض، صوراً لدبلوماسيين أتراك استشهدوا بين عامي 1973 و 1984، ومقتطفات من الصحف، وصور لمسارح الجريمة، ورسومات البلد والمدينة التي تمت فيها هذه الحوادث، ودراسات الجدول الزمني التي تصف الأعمال الإرهابية والاغتيالات، والتي جرى الكشف عنها في 16 دولة وقعت فيها هذه الجرائم.

كما يجري عرض صور شهداء الدبلوماسيين في المعرض بدقة عالية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً