تستخدم الشرطة الألمانية في ولاية هيسن برنامج  “هيسن داتا” للمراقبة على نطاق واسع منذ عام 2017 / صورة: TRT Arabi (TRT Arabi)
تابعنا

تنظر المحكمة الدستورية الألمانية في مدى قانونية استخدام الشرطة لبرنامج مراقبة، تموله وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA). وقد أثار برنامج “هيسن داتا” انقساماً بين الخبراء ومخاوف في عدد من البلدان الأوروبية.

وبدأت المحكمة الدستورية الألمانية جلسات استماع هذا الأسبوع حول استخدام “برمجيات مراقبة” جديدة من قبل الشرطة في ولايتي هيسن وهامبورغ والتي أدت إلى تغيير قوانين الشرطة فيهما بشكل مثير للجدل من أجل مواءمة الاستخدام.

يٌطلق على البرنامج اسم “هيسن داتا” (Hessendata) وهو مستوحي من برنامج “جوثام” (Gotham) الذي طورته شركة “بالانتير” (Palantir) الأمريكية، ويجري استخدامه على نطاق واسع من قبل الشرطة في ولاية هيسن منذ عام 2017.

ورفعت “جمعية حقوق الحرية” (GFF) في ألمانيا دعوى بعدم دستورية استخدام البرنامج أمام المحكمة الدستورية، قائلة إن البرنامج يمكن استخدامه للبحث في كم كبير من البيانات المتاحة على منصات التواصل الاجتماعي بهدف إنشاء ملفات تعريف لمجرمين مفترضين قبل ارتكابهم أي جريمة.

في المقابل، قالت حكومة ولاية هيس إن البرنامج يعمل فقط على تنسيق البيانات التي جرى جمعها بالفعل من مصادر أخرى مثل كاميرات المراقبة والسجلات العامة عبر الإنترنت، وهو الأمر الذي يعد حيوياً لمنع الجرائم الخطيرة.

بحث متشعب

وشهدت جلسة الاستماع من قبل المحكمة والتي عُقدت الثلاثاء الماضي 20 ديسمبر/كانون الأول نقاشاً حيال قضايا مثل الأمور التي يؤديها البرنامج والأمور التي لا يمكنه فعلها، وهل يمكن استخدامه بما لا ينتهك القانون، فيما لا يزال الأمر يكتنفه الغموض بسبب توافر معلومات عامة قليلة عن البرنامج.

وتبين المعلومات أن “الشرطة استخدمت برنامج هيسن داتا للبحث 14 ألف مرة في العام“، وشرح أحد المسؤولين في حكومة هيسن للمحكمة كيف أن هذا البرنامج جعل عمل الشرطة الاعتيادي أكثر فعالية، مستشهداً في ذلك بإحدى العمليات الأمنية.

وقال إنه عقب القبض على مشتبه به في جريمة سرقة ماكينة صراف آلي، جرى استخدام برنامج “هيسن داتا” لتحليل جهاز الملاحة الموجود في سيارته حيث جرى إثبات أنه كان بالقرب من عمليات سطو أخرى استهدفت ماكينات صراف آلي.

وقد ذكرت منصة “Legal Tribune Online” المتخصصة في القانون بألمانيا أن استخدام البرنامج كان “قريباً جداً من عمل الشرطة التقليدي“.

لكن يبدو أن البرنامج كان أكثر تغلغلاً في المعلومات، إذ ذكرت “AlgorithmWatch”، وهي منظمة أبحاث وحماية مصالح، أن برنامج “هيسن داتا” عمل على تنسيق المعلومات من قواعد بيانات الشرطة مع سجلات الهاتف والحسابات على منصات التواصل الاجتماعي للتحقيق مع مجرمين وإرهابيين محتملين.

وترغب شرطة ولاية هيسن في توسيع نطاق استخدام البرنامج لإنشاء ملفات تعريف خاصة للمتورطين في جرائم استغلال أطفال أو الاتجار بالبشر.

وقد أثار البرنامج الذي تستخدمه الشرطة الكثير من المخاوف في عدد من البلدان الأوروبية.

الجدير بالذكر أن برنامج جوثام، وهو اسم المدينة الخالية التي كان يكافح فيها باتمان الجريمة في أفلام الخيال العلمي، يعد مشروعاً مشتركاً بين شركة “بالانتير” الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA).

وقالت جمعية حقوق الحرية في ألمانيا إن قدرات البرنامج ترتقي إلى خوارزميات ما يعرف باسم “الشرطة التنبؤية” الخاصة باستخدام البيانات المتوافرة على الإنترنت للتنبؤ بالجرائم والكشف عن هوية المجرمين.

كذلك أثار البرنامج المخاوف من احتمالية أن يدخل في استخدامه تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل إنشاء ملفات تعريف خاصة بالمجرمين المحتملين على أساس عرقي.

ويشار إلى أن الشرطة الألمانية، خاصة في ولاية هيسن، قد واجهت دعاوى قضائية حيال مزاعم القيام بإعداد ملفات للأشخاص على أساس عرقي.

ويعمل برنامج “هيسن داتا” على تنسيق المعلومات المتوافرة في بيانات الشرطة مع سجلات الهاتف وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي.

ويرى خبراء القانون أن حسم قضية قانونية برنامج “هيسن داتا” سوف يستغرق شهوراً حتى تصدر المحكمة الدستورية قرارها، فيما ستمضي الشرطة في هيس وربما في هامبورغ قدماً في استخدام البرنامج.



TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً