صحيفة التايمز البريطانية قالت إن شركة "فاغنر" الروسية للتعهدات الأمنية سترسل مرتزقتها إلى مالي (AFP)
تابعنا

انضمّت برلين إلى باريس في تحذيراتها من احتمالية استعانة المجلس العسكري الحاكم في مالي بمرتزقة مجموعة "فاغنر" الروسية، بعد تصريحات أدلت بها مصادر دبلوماسية وأمنية حول اتفاق يقضي ببرامج تدريبية يقدّمها مرتزقة "فاغنر" للجيش في مالي وتوفير حماية للمسؤولين الكبار، وفقاً لرويترز.

وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية: "إننا نجد ذلك مثيراً للقلق بشكل بالغ".

وكان وزير الخارجية الفرنسي انتقد الخطوة المحتملة، معتبراً أنها "تتناقض" مع الوجود العسكري الفرنسي في مالي.

وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إنّ "السلطات المالية إذا أبرمت اتفاقاً مع مجموعة فاغنر، فإنّ ذلك من شأنه أن يكون مثيراً للقلق"، مضيفة: "سيكون ذلك مناقضاً لكل ما حققناه ونسعى لتحقيقه في دعمنا لبلدان منطقة الساحل الإفريقي".

بدوره أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إلى أنّ الأمر سيُناقش مع "الحلفاء الأوروبيين والدوليين، كما أنّ عواقبه ستُناقش إن تطلّب الأمر"، وفقاً لما نقلته رويترز.

وقالت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير نُشر الثلاثاء، إن شركة "فاغنر" الروسية للتعهدات الأمنية سترسل مرتزقتها إلى مالي لحماية الثلّة العسكرية الحاكمة هناك.

وذكرت الصحيفة أنّ الشركة "سيئة السمعة" التي أرسلت مرتزقتها إلى ليبيا وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى والسودان وأوكرانيا، تقترب من توقيع عقد لإرسال 1000 عنصر من قواتها لدعم الحكم العسكري في باماكو، وهي خطوة أثارت مخاوف فرنسا، المستعمر السابق لمالي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية، أنّ الشركة ستحصل على 10.8 مليون دولار في الشهر مقابل نشر قواتها، وستكون مهمة هذه القوات تدريب القوات المالية، وتوفير الحماية للمسؤولين البارزين في بلد شهد انقلابَيْن منذ العام الماضي، ويواجه تمرّداً في معظم منطقة الساحل.

وتزامنت التقارير عن إمكانية الاستعانة بالمرتزقة الروس بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يونيو/حزيران الماضي تخفيض المهام العسكرية الفرنسية في العملية التي أُطلق عليها "عملية برخان" والتي يشارك فيها 5 آلاف جندي فرنسي يتخذون من مالي مركزاً لعملياتهم.

وقالت الصحيفة إنّ روسيا سارعت إلى استثمار جيوب الفوضى في إفريقيا وتراجع العلاقات بين الغرب ومستعمراته السابقة. مضيفة أنّ مرتزقة "فاغنر"، وهي الشركة التي يديرها يفغيني بريغوجين، المقرب من الكرملين، كانوا في العاصمة باماكو عام 2019.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع المالية، إنّ هناك رغبة بالتعاون الوثيق مع موسكو لكن لم يجرِ بعد توقيع اتفاقية معها، وأضاف: "الرأي العام في مالي مع تعاون وثيق مع روسيا في ضوء الوضع الأمني الراهن، لكن لم يُتخذ قرار بعد".

وتغيّرت السلطة مرتين في مالي خلال عام واحد، أولاً عندما أطاح الجيش بالرئيس أبو بكر كيتا في أغسطس/آب، ثم مرة ثانية عندما سيطر العقيد أسيمي غويتا على الحكم في فبراير/شباط.

وأشارت التايمز إلى أنّ عدد المرتزقة في "فاغنر" قد زاد في السنوات الأخيرة، حيث ظهروا في 12 دولة نصفها في القارة الإفريقية. ووقّعت في الشهرين الماضيين عقود تعاون عسكري مع أكبر دولتين تعداداً للسكان في إفريقيا وهما إثيوبيا ونيجيريا.

وتأتي تلك الأنباء في وقت صرّحت فيه مصادر لوكالة رويترز، بأن وجود المرتزقة في مالي، سيؤثر على التمويل الدولي الذي ساعد على بناء القوات المالية المسلحة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً