نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي لم تذكر اسمه قوله: "الإرهاق من تبعات الملف الأوكراني حقيقة واقعة لبعض شركائنا" / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

يستمر القصف المدفعي والجوي المتبادل بين القوات الروسية والأوكرانية حيث تحاول الأخيرة استعادة السيطرة على مقاطعة خيرسون التي سقطت منذ بداية الحرب.

وصرّحت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان عن تمكُّنها من تدمير عدد من مخازن الأسلحة في مدينة بيرسلاف التابعة للمقاطعة.

وذكر البيان أن الهجوم الذي شنته القوات الأوكرانية خلال الـ24 ساعة الماضية على خيرسون أسفر عن مقتل 70 جندياً روسياً بالإضافة إلى إسقاط مروحيتين وعدد من المسيّرات الروسية.

الولايات المتحدة تحث أوكرانيا على التحدّث مع روسيا

ومن جانبها ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة تشجع أوكرانيا سراً على التلميح بالانفتاح على التفاوض مع روسيا، بعد أن قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن موسكو تصعد الحرب وليست راغبة بجدية في المشاركة بمحادثات سلام.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تذكر أسماءها القول إن طلب المسؤولين الأمريكيين لا يهدف إلى الضغط على أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وإنما محاولة محسوبة لضمان أن تحافظ كييف على دعم دول أخرى.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا أقرّوا بأن رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تسبب في قلق في أجزاء من أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث تشعر تلك المناطق بأكبر تبعات للحرب على تكلفة الغذاء والوقود.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي لم تذكر اسمه قوله: "الإرهاق من تبعات الملف الأوكراني حقيقة واقعة لبعض شركائنا".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "قلنا من قبل وسنقولها مرة أخرى: الأفعال أبلغ من الأقوال (..) إذا كانت روسيا مستعدة للتفاوض فعليها أن توقف قنابلها وصواريخها وتسحب قواتها من أوكرانيا".

تأثير المدفعية الأوكرانية في الحرب

وعلى صعيد آخر رصدت عدسة الأناضول قوات المدفعية الأوكرانية المتمركزة على خط الجبهة في خيرسون.

وفي حديث للأناضول قال الرائد ميكولا قائد كتيبة مدفعية في المنطقة إنه يعمل على خط الجبهة منذ مطلع مارس/آذار الماضي.

ولفت إلى أن الجيش الأوكراني يعتمد بشكل كبير على قوات المدفعية خلال الحرب.

وأفاد بأنه في بداية الحرب كان الروس يردون بـ10 رشقات مقابل كل رشقة مدفعية من الجانب الأوكراني.

ولفت إلى أن المساعدات المقدمة لأوكرانيا سدت هذه الفجوة، وباتت الأفضلية للقوات الأوكرانية التي تستخدم أنظمة متطورة عالية الدقة.

من جهته قال الملازم أندري إن النقطة التي يتمركزون فيها تبعد نحو 4 كلم عن جبهة خيرسون الأمامية.

ولفت إلى أنهم يعتمدون بشكل كبير على أنظمة المدفعية والدبابات هناك، فيما يقدم سلاح الجو الأوكراني الدعم لهم.

إيران تعترف بإرسالها مُسيّرات إلى روسيا قبل الحرب

وفي سياق متصل أقرت إيران وللمرة الأولى السبت بأنها أرسلت طائرات مُسيرة إلى روسيا، لكنها شدّدت على أنها زودت حليفتها بها قبل اشتعال الحرب الروسية-الأوكرانية، مؤكدة بذلك اتهامات كييف لموسكو باستخدام مُسيّرات إيرانية الصنع لشن هجمات ضد المدنيين والبنى التحتية.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله: "زودنا روسيا بعدد محدود من المُسيّرات قبل أشهر من الحرب في أوكرانيا".

وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها طهران عن تسليم موسكو طائرات مُسيرة في حين كانت تنفي باستمرار هذه الاتهامات التي وجهتها أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون في الأسابيع الأخيرة.

و مساءً رد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قائلاً: "يكذبون حتى في اعترافهم هذا"، متهماً القادة الإيرانيين بالإفصاح عن عدد أقل من الطائرات المسيرة التي جرى تسليمها في الواقع.

وأضاف: "نسقط 10 طائرات مسيرة إيرانية على الأقل يومياً، والنظام الإيراني يقول إنه قدّم القليل، وحتى قبل بدء الحرب".

وقالت كييف إن نحو 400 طائرة مسيّرة إيرانية استُخدمت بالفعل ضد المدنيين في أوكرانيا وإن موسكو طلبت نحو 2000 طائرة إضافية.

تشير اعترافات طهران بشأن تسليم موسكو طائرات مسيرة إلى التقارب بين روسيا وإيران الذي بدأ في الأشهر الأخيرة، في مواجهة أوكرانيا المدعومة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين ترفض الصين الانحياز بشكل مباشر إلى أي طرف في الحرب.

ونفت طهران مجدداً أن تكون زودت روسيا بصواريخ، معتبرة الاتهامات "باطلة تماماً".

آخر التطورات الميدانية

وفي شمال شرق البلاد قال القائد العسكري الأوكراني رومان غريتشينكو لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الوضع مستقر"، مشيراً إلى "هجمات متقطعة بطائرات مُسيرة وبالمدفعية وعمليات كوماندوز روسية" في المنطقة التي استعادها الأوكرانيون في سبتمبر/أيلول.

وقال: "نحن نتقدم بأقصى سرعتنا في جميع الاتجاهات"، انطلاقاً من قرية ستاريتسيا التي جرت استعادتها والبعيدة ثلاثة كيلومترات عن الحدود الروسية.

وفي الجنوب اعتبرت الرئاسة الأوكرانية أن "المحتلين الروس يحاولون تعرُّف هوية السكان الذين يرفضون إجلاءهم" إلى الأراضي التي تحتلها قوات موسكو بعيداً عن خط المواجهة وحتى إلى روسيا نفسها.

للمرة الأولى برر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة عمليات الإجلاء هذه بالقول إن "أولئك الذين يعيشون حالياً في خيرسون يجب إبعادهم عن مناطق القتال الأخطر".

نددت أوكرانيا مجدداً بما اعتبرته سياسة "ترحيل".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية من جانبها السبت "تدمير محطة رادار (مستخدمة) لصواريخ S-300 المضادة للطائرات" واعتراض عدة صواريخ من طراز هيَمارس الأمريكية في منطقة خيرسون.

وشرقاً أعلنت السلطات الروسية السبت إصابة قاضٍ بالمحكمة العليا لجمهورية دونيتسك بعيار ناري الجمعة وهو "في حالة خطيرة".

ولم تكشف وزارة الداخلية في هذه المنطقة التي ضمتها موسكو في شرق أوكرانيا في نهاية سبتمبر الماضي عن مزيد من التفاصيل حول كيفية أو أسباب هذا الهجوم.

وفي جنوب شرق أوكرانيا أعلنت سلطات الاحتلال الروسي في ميليتوبول السبت إعادة نصب تمثال قائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين الذي أزيل إبان ثورة 2014.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً