سفينة "أوروتش رئيس" تؤرق اليونان وقبرص الرومية لاستمرارها في التنقيب (AP)
تابعنا

لم يمر يوم واحد على توقيع ما يسمى "اتفاقية بحرية" بين اليونان ومصر، حتى أصدر الرئيس التركي تعليمات صارمة بوقف كل المحادثات مع اليونان، واستكمال أعمال التنقيب في شرق المتوسط، معللاً بأن الجانب اليوناني لم يوفِ بوعوده.

وفجر الاثنين، أبحرت سفينة "أوروتش رئيس" التركية للأبحاث في شرق البحر المتوسط، لاستئناف أنشطة التنقيب فيه، ليرتبك كل من اليونان وقبرص الرومية وتطالبان باجتماعات دولية لتباحث الأمر.

فعقب إعلان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز عن وصول سفينة "أوروتش رئيس" للأبحاث إلى شرق المتوسط، أجرى وزير خارجية جنوب قبرص نيكوس كريستودوليدس اتصالاً هاتفياً بنظيريه اليوناني نيكوس ديندياس، والمصري سامح شكري لمناقشة آخر التطورات في شرق المتوسط.

وأفادت وكالة الأناضول الاثنين، بأن سفينة "أوروتش رئيس" التركية أثارت أصداء واسعة وردود أفعال في الصحافة اليونانية والقبرصية الرومية.

وذكرت الصحف أن مواصلة السفينة التركية للتنقيب في المنطقة ستؤدي إلى زيادة التوترات بين تركيا واليونان.

وذكرت الصحف القبرصية الرومية قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 7 أغسطس/آب الجاري: "بسبب عدم وفاء اليونان بوعودها، فإن تركيا ستواصل أعمالها في مجال الطاقة بالمنطقة".

ودعا رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميكوتاكيس مجلس الأمن القومي اليوناني إلى اجتماع طارئ لبحث إعلان تركيا مواصلة التنقيب حتى 23 أغسطس/آب الجاري.

كما اتصل ميكوتاكيس هاتفياً برئيس مجلس الاتحاد الأوروبي تشارلز ميشيل، ومن المقرر أيضاً أن يهاتف ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" لبحث الأمر معه.

ما خصائص سفينة "أوروتش رئيس"؟

وانطلقت الاثنين، سفينة "أوروتش رئيس" من سواحل ولاية أنطاليا التركية إلى قبالة جزيرة قبرص، لاستئناف أنشطة التنقيب في بحر المتوسط، برفقة سفينتَي "أتامان" و"جنغيز خان".

وتتمتع هذه السفينة بخصائص متطورة، إذ يمكنها إجراء عمليات سيزمية ثلاثية الأبعاد يصل عمقها إلى 8 آلاف متر، وعمليات سيزمية ثنائية الأبعاد يصل عمقها إلى 15 ألف متر.

وتحتوي السفينة على مركبة غاطسة محلية الصنع تدار عن بعد، ولها أنظمة رسم خرائط لقاع البحر وأنظمة قياس وأخذ للعينات.

كما يوجد بها مختبرات جيولوجية وعلم المحيطات ومعدات يمكنها أخذ عينات أساسية من قاع البحر.

ويبلغ عدد طاقم السفينة 55 فرداً، منهم 24 من البحارة و31 من الإداريين والباحثين.

أنشطة السفينة

تشمل أنشطة السفينة البحث عن النفط والغاز الطبيعي والتعدين واستكشاف استمرارية مناطق اليابسة الموجودة تحت البحر.

كما تشمل أنشطتها القيام بأبحاث الزلازل ومسح التسونامي واختيار مواقع المواني والمنصات والكابلات البحرية وخطوط الأنابيب والكشف عن تلوث البحر وتغيّر المناخ.

الرد التركي

والخميس الماضي، أعلنت وزارة الخارجية التركية رفضها ما يسمى "اتفاقية ترسيم مناطق الصلاحية البحرية" بين مصر واليونان، مؤكدة أنها باطلة بالنسبة إلى أنقرة.

وقالت الوزارة في بيان إنه "لا توجد حدود بحرية بين اليونان ومصر، وما تسمى اتفاقية ترسيم مناطق الصلاحية البحرية الموقعة اليوم بين مصر واليونان باطلة بالنسبة إلى تركيا".

وأشار البيان إلى أن المنطقة المزعومة تقع ضمن الجرف القاري التركي الذي جرى إبلاغ الأمم المتحدة به من قبل أنقرة.

وشدد على أن مصر التي تخلت عن 11.500 كم مربع بموجب الاتفاقية الموقعة مع قبرص الرومية في 2013، تفقد مرة أخرى من صلاحية حدودها البحرية عبر هذه الاتفاقية المزعومة مع اليونان.

وأكد الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن في مقابلة صحفية أجرتها إحدى القنوات التركية فجر الاثنين، أن اليونان هي التي تُزعزع الأمن في شرق المتوسط، وتخل بالاتفاقيات المبرمة.

أعتقد أن الأوروبيين باتوا يرون بوضوح الوجه الحقيقي للفاعليات اللوبية التي تنفذها اليونان ضد تركيا بالاعتماد على دعم الاتحاد الأوروبي لها.

إبراهيم قالن - المتحدث باسم الرئاسة التركية

وأوضح أن بلاده لن تسمح لأي مبادرة من شأنها حبس تركيا في منطقة ضيقة شرق المتوسط.

وتابع: "نتفاوض مع اليونان حول مستجدات الأوضاع بشرق المتوسط منذ شهرين، ولجأنا إلى ألمانيا بسبب حياديتها في هذه المسألة، وحين توصلنا إلى اتفاق، وقعت اليونان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع مصر".

الرئيس أردوغان أصدر تعليمات صارمة حول وقف المحادثات مع اليونان بعد يوم واحد من توقيع أثينا والقاهرة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، وأكد أن هذه الاتفاقية في حكم العدم بالنسبة إلى تركيا، لأننا نعتبر هذه الاتفاقية مبادرة جديدة لحبس تركيا في منطقة ضيقة بشرق المتوسط.

إبراهيم قالن - المتحدث باسم الرئاسة التركية

وزارة الخارجية اليونانية زعمت أن تركيا خرقت حقوق السيادة الخاصة بالجرف القاري، عبر أنشطة تمارسها سفينتها "أوروتش رئيس" في شرق البحر المتوسط.

لكن أنقرة وفي إطار القانون الدولي، أحبطت مخططات اليونان لإنشاء جرف قاري لها يمتد لعشرات الآلاف من الكيلومترات، وذلك عبر اتفاقيات وقَّعتها مع الدول المعنية بمناطق الصلاحية البحرية في المنطقة.

كما أفسدت تركيا تلك المخططات على أرض الواقع، عبر أنشطة سفن الأبحاث والمسح السيزمي "بربروس خير الدين باشا"، و"أوروتش رئيس"، وسفينتَي التنقيب "ياووز" و"فاتح" اللتين أرسلتهما أنقرة إلى بحر إيجة ومنطقة شرق البحر المتوسط.

وكانت تركيا أوضحت أن سفينة "أوروتش رئيس" ستنفذ بحثاً سيزمياً جديداً في شرق البحر المتوسط، ضمن أنشطة التنقيب عن الهيدروكربون (النفط والغاز) في المنطقة.

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونمز أثناء توديع سفينة الحفر "ياووز" لأول عملية حفر خاصة بها في شرق البحر الأبيض: "سنواصل بلا توقف أنشطة الاستكشاف والحفر المنبثقة عن حقوقنا المشروعة".

وأضاف دونمز أن سفن "بربروس وأوروتش رئيس وفاتح وياووز هي أسماء تعبر عن استقلالنا الكامل في بحارنا".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً