حذرت كييف أمس الأربعاء من أن موسكو ربما تستعد لعمليات هجومية جديدة في جنوب البلاد (Reuters)
تابعنا

ق​​الت أوكرانيا إن روسيا بدأت تشكيل قوة عسكرية هجومية هدفها كريفي ريه، وهي مسقط رأس الرئيس فولوديمير زيلينسكي، فيما اقترب حلف شمال الأطلسي خطوة أخرى نحو أكبر توسع له منذ عقود في إطار رده على الغزو الروسي لأوكرانيا.

ووافق مجلس الشيوخ الأمريكى والبرلمان الإيطالى الأربعاء على انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف الذي يضم 30 دولة.

وبموجب عضوية الحلف التي يجب أن توافق عليها جميع الدول الأعضاء يكون الهجوم على عضو واحد هجوماً على الجميع.

وقال الرئيس جو بايدن في بيان: "هذا التصويت التاريخي يبعث بإشارة مهمة على التزام الولايات المتحدة الثابت من كلا الحزبين تجاه حلف شمال الأطلسي وضمان تأهب تحالفنا لمواجهة تحديات اليوم والغد".

وحذرت روسيا التي شنت هجوماً على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، فنلندا والسويد مراراً من الانضمام إلى التحالف العسكري.

ووقع أعضاء الحلف بروتوكول الانضمام الشهر الماضي، مما يسمح للبلدين بدخول التحالف المسلح نووياً الذي تقوده الولايات المتحدة بمجرد تصديق الدول الأعضاء على القرار. لكن التصديق قد يستغرق ما يصل إلى عام.

ورفضت أوكرانيا الأربعاء تصريحات للمستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر قال فيها إن روسيا تريد "حلاً تفاوضياً" للحرب المستمرة منذ خمسة أشهر، وقالت إن أي حوار سيكون مرهوناً بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية.

ولم تحرز جهود مبدئية في المراحل الأولى من الصراع أي تقدم باتجاه السلام.

وذكرت صحيفة جنوب الصين الصباحية الخميس أن كييف تسعى إلى فرصة للتحدث "مباشرة" مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ليساعد في إنهاء الحرب.

وفي مقابلة مع الصحيفة حث الرئيس الأوكراني زيلينسكي بكين على استخدام نفوذها السياسي والاقتصادي الهائل على موسكو لوضع حد للقتال.

ونقل تقرير الصحيفة عن زيلينسكي قوله: "إنها دولة قوية جداً واقتصاد قوي... لذا فإن بوسعها التأثير على روسيا سياسياً واقتصادياً، كذلك فإن الصين عضو دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

هجوم جنوبي جديد

قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية الخميس إن القوات الروسية منخرطة في نشاط عسكري كبير، إذ تطلق النار من الدبابات وتشن قصفاً مدفعياً في عدة أجزاء من أوكرانيا.

وحذرت كييف أمس الأربعاء من أن موسكو ربما تستعد لعمليات هجومية جديدة في جنوب البلاد.

وقال حاكم منطقة سومي على الحدود مع روسيا دميترو جيفيتسكي إن ثلاث بلدات تعرضت الأربعاء لقصف القوات الروسية التي أطلقت 55 صاروخاً في المجمل. ولم تقع إصابات لكن تضررت منازل ومبانٍ تجارية.

وأضاف جيفيتسكي أن ثماني قذائف مدفعية أصابت مناطق سكنية في كراسنوبيلسكا.

وقال رئيس بلدية نيكوبول، فهين يفتوشينكو، التي تقع إلى الغرب من زابوريجيا في وسط أوكرانيا، عبر قناته على تيليجرام إن مدينته تعرضت للقصف خلال الليل.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش في مقابلة ظهرت على موقع يوتيوب إن الهدف الرئيسي للهجوم الروسي في الشرق كان إجبار أوكرانيا على صرف انتباه القوات عن المنطقة التي تشكل خطراً حقيقياً وهي زابوريجيا.

واتُهمت روسيا في مارس/آذار بإطلاق قذائف على نحو خطير بالقرب من محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي سيطرت عليها قواتها في الأسابيع الأولى من الغزو.

واتهمها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن باستخدام محطة الطاقة النووية الأكبر في أوكرانيا "درعا نووية" خلال شن الهجمات على قوات كييف.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين لكن العديد من البلدات والمدن دمرت وقتل الآلاف في أكبر صراع بأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون موسكو بارتكاب جرائم حرب.

أزمة الغذاء

تسببت الحرب في أزمة طاقة وغذاء عالمية. وتنتج روسيا وأوكرانيا نحو ثلث القمح العالمي، كذلك فإن روسيا هي المورد الرئيسي للطاقة إلى أوروبا.

وحظي اتفاق بين موسكو وكييف بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا للسماح بمرور آمن لسفن الحبوب من أوكرانيا بإشادة باعتباره نجاحاً دبلوماسياً نادراً في الحرب.

وعبرت أول سفينة تحمل حبوباً أوكرانية منذ بدء الصراع مضيق البوسفور أمس.

وغادرت السفينة رازوني ميناء أوديسا الأوكراني المطل على البحر الأسود في ساعة مبكرة من صباح الاثنين وعلى متنها 26527 طناً من الذرة متجهة إلى ميناء طرابلس اللبناني.

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا بحاجة إلى تصدير عشرة ملايين طن من الحبوب على الأقل للمساعدة بشكل عاجل في خفض عجز ميزانيتها الذي بلغ خمسة مليارات دولار شهرياً.

وقال مسؤول تركي كبير إن ثلاث سفن قد تغادر المواني الأوكرانية يومياً بعد رازوني، بينما قال وزير البنية التحتية الأوكراني إن 17 سفينة أخرى محملة بالمنتجات الزراعية تنتظر الإبحار.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً