جنود أوكرانيون بمدينة سيفيرودونيتسك في منطقة دونباس/7 أبريل  (Fadel Senna/AFP)
تابعنا

قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن على العالم الديمقراطي التوقف عن شراء النفط الروسي وعزل البنوك الروسية عن النظام المالي الدولي، مضيفاً أن المخاوف الاقتصادية يجب ألا تعرقل معاقبة موسكو على قتل المدنيين الذي وصفته أوكرانيا والكثير من حلفائها الغربيين بأنه يمثل جرائم حرب.

وقال زيلينسكي في خطاب أمام البرلمان اليوناني "الآن وللمرة الأخيرة، يمكننا أن نعلم روسيا وأياً من المعتدين المحتملين الآخرين أن أولئك الذين يختارون الحرب يخسرون دائماً.."

"أولئك الذين يبتزون أوروبا بأزمة اقتصادية وأزمة طاقة يخسرون دائماً".

واتخذت واشنطن، التي حظرت واردات النفط الروسية الشهر الماضي، خطوات أخرى أمس الأربعاء لعزل موسكو، وفرضت عقوبات على بنكين كبيرين وعلى ابنتي الرئيس فلاديمير بوتين وحظرت الاستثمار الأمريكي في روسيا. كما دعت واشنطن إلى طردها من مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي إن أحدث إجراءات اتخذها الاتحاد، بما فيها فرض حظر على الفحم الروسي، قد يجري إقرارها اليوم أو غداً، وإن الاتحاد سيناقش حظراً نفطياً في المرة القادمة.

وفي خطوة رمزية صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس لصالح تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان. ونال هذا التحرك الذي قادته الولايات المتحدة تأييد 93 دولة مقابل رفض 24 مع امتناع 58 دولة عن التصويت.

تأتي الضغوط لتشديد العقوبات في أعقاب إدانة دولية لما بدا أنها إعدامات لمدنيين في شوارع بلدة بوتشا الواقعة شمال شرقي العاصمة كييف والتي استعادت القوات الروسية السيطرة عليها.

وتنفي موسكو استهداف المدنيين وتقول إن صور الجثث في بوتشا جرى تلفيقها لتبرير فرض مزيد من العقوبات على موسكو وعرقلة محادثات السلام.

ووفق مسؤولين أوكرانيين، تعيد القوات الروسية الآن وبعد انسحابها من ضواحي كييف، تنظيم صفوفها للسيطرة الكاملة على المنطقتين الشرقيتين الانفصاليتين دونيتسك ولوغانسك. ومن الأهداف أيضاً مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة التي قال رئيس بلديتها إن أكثر من مئة ألف ما زالوا محاصرين فيها.

وقال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوغانسك "فرص إنقاذ نفسك وعائلتك من الموت الروسي تتضاءل كل يوم".

تقول روسيا إنها شنت ما تصفها بأنها "عملية عسكرية خاصة" في 24 فبراير/شباط لنزع سلاح أوكرانيا "وتخليصها من الفكر النازي"، وهو ما ترفضه كييف وحلفاؤها الغربيون باعتباره مبرراً زائفاً لغزوها.

وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، إنه بينما ينصب تركيز موسكو الآن على الشرق، فإن هدفها النهائي هو الاستيلاء على أوكرانيا بأكملها.

وأضافت في إفادة مصورة "خطة روسيا كانت أن تفعل ذلك سريعاً، لكن حملة بوتين العسكرية الخاطفة فشلت. ومع ذلك، لم تتخل روسيا عن خطتها للاستيلاء على كامل أراضي أوكرانيا".

كما حذر مسؤول عسكري أوكراني كبير من أن روسيا قد تجدد هجومها على العاصمة إذا حققت حملتها في دونيتسك ولوغانسك نجاحاً.

دعوات لمزيد من الإجراءات

أجبرت الحرب المستمرة منذ ستة أسابيع أكثر من أربعة ملايين أوكراني على الفرار إلى الخارج، إلى جانب مقتل وإصابة الآلاف وتشرد ربع سكان البلاد، وحولت مدناً إلى أنقاض وتسببت في فرض الغرب قيوداً تستهدف الاقتصاد الروسي والنخب في البلاد.

لكن أوكرانيا تقول إن حلفاءها يجب أن يفعلوا ما هو أكثر من ذلك، داعية إلى فرض حظر كامل على واردات الطاقة من روسيا ووقف أي إمدادات يمكن أن تستخدمها روسيا في إنتاج الأسلحة واستمرار تسليم الأسلحة للقوات الأوكرانية.

وتقول كييف إن تجويع آلة موسكو الحربية هو السبيل الوحيد لإخضاعها لتسوية سلمية في المحادثات التي تتواصل بشكل متقطع منذ الأيام الأولى للصراع، ويتراشق الطرفان باتهام بعضهما البعض بالمسؤولية عن عدم إحراز تقدم.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الخميس إن كييف قدمت إلى موسكو مسودة اتفاق سلام تحتوي على عناصر "غير مقبولة" وخرجت عن مقترحات متفق عليها سابقاً.

ورفض المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك تلك التصريحات، وقال في بيان مكتوب لوكالة رويترز، إن لافروف لم يشارك بشكل مباشر في المفاوضات. وقال بودولياك إن تصريحاته "ذات مغزى دعائي بحت" تهدف إلى صرف الانتباه عن الأحداث في بوتشا.

ندد العديد من القادة الغربيين بالقتل في بوتشا ووصفوه بأنه يمثل جرائم حرب، ويقول مسؤولون أوكرانيون إن مقبرة جماعية قرب هناك ضمت ما بين 150 و300 جثة.

وشاهد مراسلو وكالة رويترز جثة رجل مربوط حول قدميه حبل وفجوة متفحمة في جبهته بالبلدة أمس، وهو واحد من خمسة ضحايا على الأقل وثقت المؤسسة الإخبارية إصابتهم برصاص في الرأس.

وشاهدت وسائل إعلام منها رويترز صوراً التقطت بالأقمار الصناعية ونشرتها شركة أمن خاصة تظهر جثثاً في البلدة بينما كانت لا تزال تحتلها روسيا، وهو ما يتعارض مع ما تقوله موسكو عن أن أوكرانيا لفقت وجود الجثث بعد استعادة السيطرة على المدينة.

عقوبات الطاقة

بينما أقر رئيس الوزراء الروسي بأن اقتصاد البلاد يواجه أصعب موقف منذ ثلاثة عقود بسبب العقوبات الغربية، فإن توسيع نطاق تلك العقوبات لتشمل قطاع الطاقة يشكل تحدياً لأوروبا هي الأخرى.

فقد قال مصدر في الاتحاد الأوروبي إن الموافقة على حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الأخيرة التي تستهدف تجارة بقرابة 20 مليار يورو (21.78 مليار دولار) تأجلت لأن ألمانيا أرادت مزيداً من الوقت لتنفيذ حظر كامل على الفحم الروسي. وقد تجري الموافقة على الحظر اليوم، لكن الوقف لن يدخل حيز التنفيذ حتى أغسطس/آب، أي بعد شهر من الموعد الذي سبق اقتراحه.

وقالت بريطانيا، وهي ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، إنها ستحظر واردات الفحم الروسي، لكن بحلول نهاية العام.

وبينما تقول المفوضية الأوروبية إنها ستفرض حظراً على واردات الخام الروسية إليها بعد ذلك، فإن ذلك سيتطلب إجراء موازنة أكبر من جانب الاتحاد، إذ يشكل الغاز الروسي حوالي 40% من استهلاك الغاز وحوالي ثلث واردات الخام.

وخلافاً لبقية دول الاتحاد الأوروبي، قالت المجر إنها مستعدة لتجنب توجيهات بروكسل وتلبية طلب روسيا الدفع مقابل غازها بالروبل، فيما وصفته أوكرانيا بأنه "عمل غير ودي".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً