تمثّل مساءلة الكونغرس لترمب علامة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة (AP)
تابعنا

بثّت وسائل إعلام أمريكية الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أول جلسة استماع لمساءلة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ويعني هذا الأمر دخول التحقيق الذي يُجريه الكونغرس الأمريكي لمساءلة ترمب مرحلة جديدة حاسمة يزداد فيها الجدل القانوني.

وبغضّ النظر عمَّا ستؤول إليه عملية مساءلة ترمب، فإنها تمثّل علامة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة، إذ لم تجرِ إلا ثلاثة تحقيقات بهدف إقالة ثلاثة رؤساء أمريكيين في تاريخ الولايات المتحدة الممتد 243 عاماً.

اليوم الأول للمحاكمة

لم تظهر مفاجآت جديدة كما كان متوقعاً في اليوم الأول من محاكمة ترمب بتهمة سعيه لعقد مقايضة مع أوكرانيا تخدم مصلحته الانتخابية حسب شاهدين.

وأدلى السفير الأمريكي السابق في كييف وليام تايلور، ونائب مساعد وزير الخارجية جورج كنت، أمام لجنة الاستخبارات البالغة اثنين وعشرين شخصاً، منهم 13 ديمقراطيّاً و9 جمهوريين، في مجلس النواب الأمريكي بشهادتيهما الأربعاء، بعد تلقِّي الأسئلة من أعضاء لجنة الاستخبارات، الديمقراطيين منهم والجمهوريين.

وأوضحت شهادة الشهود أن ترمب عمل على ربط الإفراج عن المساعدة العسكرية لأوكرانيا بموافقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على طلب فتح تحقيقات تمس المرشح الديمقراطي جو بايدن، الذي من المتوقع أن يكون المنافس الأبرز لترمب في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020.

خطة الديمقراطيين في مواجهة الجمهوريين

ترتكز خطة الديمقراطيين في هذه العملية الدستورية المعقدة على الحصول على مزيد من الشهادات التي تُدين ترمب بإساءة استخدام منصبه، مع محاولة حشد أكبر عدد من الشهادات الحساسة لمسؤولين سابقين كانوا مقربين من ترمب.

إذ يجري الحديث عن استدعاء المستشار السابق للأمن القومي جون بولتون للأدلاء بإفادته في هذه القضية، أملاً في الكشف عن مزيد من المعلومات الحساسة، وبما لبولتون من حضور في الوسط الجمهوري المؤيد لترمب.

وستدلي فيونا هيل، الخبيرة في الشؤون الروسية التي استقالت من البيت الأبيض في الصيف الماضي، بإفادتها الجمعة، وهي إحدى الشخصيات التي يعوّل الديمقراطيون على كشفها مزيداً من الخبايا.

أما خطة الجمهوريين فارتكزت بالأساس على التشكيك في دوافع هذه المساءلة، دون مزيد من التفاصيل حول الوقائع المحددة التي يتساءل عنها الديمقراطيون.

وقوبلت اتهامات آدم شيف، الرئيس الديمقراطي للجنة الاستخبارات، بإنكار قوي من الجمهوري البارز في اللجنة ديفين نونيس، الذي نفى أي تواطؤ في القضية التي تدور حول ما إذا كان ترمب ومساعدوه ضغطوا على أوكرانيا بطريقة غير لائقة، لتشويه سمعة منافس سياسي من أجل مصلحة سياسية.

وادّعى الجمهوريون بشكل عامّ أن فكرة المقايضة المزعومة لم تتحقق وأن المساعدات العسكرية الأمريكية وصلت في النهاية إلى أوكرانيا.

ما التالي في القضية؟

بناءً على جلسات هذا الأسبوع التي سيستمع خلالها الأمريكيون مباشرةً لأول مرة، إلى الأشخاص الضالعين في الأحداث التي فجَّرت تحقيق الكونغرس، فقد يوافَق على توجيه اتهامات رسمية إلى ترمب.

ويطالب الجمهوريون من ناحية أخرى باستدعاء عدد آخر من الشهود للإدلاء بشهاداتهم، منهم هانتر بايدن، والشخص "المبلِّغ" الذي أذاع محتوى المكالمة الهاتفية محلّ الخلاف.

ويعتقد الجمهوريون كذلك أن من حقّ الرئيس أن يواجه الشخص مصدر هذه الاتهامات كي يدافع عن نفسه، لكن من غير الواضح بعدُ ما إذا كان الديمقراطيون سيوافقون على هذه القائمة من الشهود.

وستستدعي لجنة الاستخبارات مزيداً من الشهود في الأيام المقلبة، إلا أنه لا يُعرف متى تنتهي هذه الجلسات، إلا أن الديمقراطيين تعهدوا بالانتهاء منها قبل نهاية العام الجاري.

ومن المنتظر أن تعرض اللجنة نتائج التحقيقات على لجنة العلاقات الخارجية ولجنة المراجعة والإصلاح، ثم يُرفَع مشروع القرار إلى اللجنة القضائية التي سيعود إليها سلطة تقديم مشروع قرار عزل الرئيس للتصويت عليه.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً