بالعودة إلى جنوب إفريقيا، فقد جرى الإعلان عن ارتفاع الإصابات لدى الأطفال بالمتحورة "اوميكرون" (AFP)
تابعنا

يواصل انتشار كورونا إثارة الاضطراب حول العالم. وقد أعلنت وكالة "روستات" للإحصاء أن روسيا سجلت نحو 75 ألف وفاة بشهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو الشهر الأكثر فتكاً حتى الآن في البلاد التي يقدر عدد سكانها بنحو 145 مليون نسمة، قضت الجائحة منذ بدايتها على حياة 520 ألفاً منهم.

وبعد مرور أكثر من أسبوع منذ إعلان جنوب إفريقيا اكتشاف المتحوّرة أوميكرون التي لا تزال خصائصها غير معروفة تزايد عدد البلدان المتضررة منها.

أما في بلدان الاتحاد الأوروبي فقد سجل نحو 109 إصابات بأوميكرون يوم الجمعة 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري حتى منتصف اليوم، وذلك وفقاً للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها. وقد رصدت إسبانيا أيضاً أول إصابة محلية بالمتحورة لدى رجل يبلغ 62 عاماً لم يغادر البلاد.

فيما جرى تأكيد 10 إصابات في الولايات المتحدة، من بينها اثنتان تعودان إلى شخصين لم يسافرا خارج البلاد، في إشارة إلى أن العدوى كانت محلية.

وأعلنت تزامناً مع ذلك أستراليا تسجيل ثلاث إصابات أولى بالمتحورة أوميكرون في سيدني، رغم الحظر المفروض على دخول الأجانب والقيود المفروضة على الرحلات الجوية من إفريقيا الجنوبية.

ومن جانبها أعلنت تونس والمكسيك أيضاً أولى الإصابات بأوميكرون في الفترة ذاتها.

وتعليقاً على ذلك قال فرانشيسكو روكا رئيس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر في تصريح لوكالة فرانس برس إن "ظهور هذه المتحوّرة هو دليل حاسم على خطر عدم المساواة في اللقاحات"، وأضاف مذكراً بخطر "ظهور متحورات جديدة في الأماكن حيث معدل التطعيم منخفض جداً".

ارتفاع الإصابات لدى الأطفال في جنوب إفريقيا

قال المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير خلال مؤتمر صحفي دوري في جنيف يوم الجمعة 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري: "لم أطلع على أي معلومات تفيد بحدوث وفيات مرتبطة بأوميكرون".

وأضاف قائلاً: "مع لجوء مزيد من الدول إلى إجراء فحوص لرصد المتحورة الجديدة سيكون لدينا مزيد من الإصابات ومزيد من المعلومات، رغم أنني آمل ألا تكون وفيات".

ووفق ما أشارت إليه عدة تقارير فقد رُصد أوميكرون في نحو 38 دولة، لتصبح بذلك هذه المتحوّرة الآن واسعة الانتشار، بخاصة في المناطق الست لمنظمة الصحة العالمية، على حد تعبير المسؤولة في المنظمة ماريا فان كيركوف.

وفي السياق ذاته أظهرت دراسة أجراها علماء في جنوب إفريقيا أن خطر تكرر الإصابة بكورونا يعد أعلى بثلاث مرات من خلال المتحورة أوميكرون، وذلك مقارنة بالمتحورتين بيتا ودلتا.

وبالعودة إلى جنوب إفريقيا، فقد جرى الإعلان عن ارتفاع الإصابات لدى الأطفال بالمتحورة "اوميكرون".

قيود جديدة في ألمانيا

أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري تشديد القيود على الأشخاص الذين لم يطعموا ضد كورونا وفرض عدم دخولهم المتاجر والمطاعم والفضاءات الثقافية والترفيهية غير الضرورية، وسيتعين عليهم بالتالي الحد من الاختلاط مع الآخرين.

ويتوقع أن يدخل مشروع قانون إجبارية التطعيم الذي قدم في وقت سابق إلى البرلمان، حيز التنفيذ، خلال شهر فبراير/شباط القادم، كما هو الحال في النمسا واليونان.

أما في فرنسا فقد جرى تأكيد تسع إصابات بأوميكرون، وذلك بعد التفشي الوبائي الذي كانت تعيشه مؤخراً. وقال في ذلك رئيس الوزراء جان كاستكس: "الموجة الخامسة من الوباء قوية بشكل خاص... والوضع مقلق".

ومن جانبه أعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو أن "رياض الأطفال والمدارس الابتدائية في بلجيكا ستغلق أبوابها قبل أسبوع من عطلة عيد الميلاد"، في محاولة لكبح انتشار الفيروس.

وعلى عكس التوجه السائد أعلنت سويسرا إلغاء الحجر الصحي الإلزامي للمُلقحين عند دخول البلاد اعتباراً من السبت 4 ديسمبر/كانون الأول، مع اشتراط إجراء فحص على الوافدين قبل السفر وآخر بعد دخول البلد بأيام.

أما على مستوى آسيا فقد أعلنت سنغافورة إصابتين بالمتحورة وأبلغت ماليزيا بدورها عن أول إصابة لدى طالب عاد من جنوب إفريقيا في 19 نوفمبر/تشرين الثاني المنقضي.

مسألة خيار

أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن "عدم كفاية تغطية اللقاح ضد فيروس كوفيد ومحدودية عدد الفحوص لا سيما في إفريقيا يشكلان "وصفة مثالية لتكاثر المتحورات وتزايدها". وشدد على أن نهاية الوباء تعد "مسألة خيار".

وفي السياق ذاته أعربت مختبرات بينها موديرنا وأسترازينيكا وفايزر/بايونتيك ونوفافاكس عن ثقتها بقدرتها على إنتاج لقاح جديد ضد أوميكرون. فيما تعمل روسيا على إنتاج نسخة من لقاح سبوتنيك-في ضد هذه المتحورة الجديدة.

وقد تسبّب فيروس كورونا إلى حد الآن بوفاة ما لا يقل عن 5,233,111 شخصاً في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر/كانون الأول 2019.

وتأكدت إصابة 263,616,200 شخص على الأقل بالفيروس منذ ظهوره. وتعافت الغالبية العظمى من المصابين على الرغم من أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.

TRT عربي
الأكثر تداولاً