خرج ظهر الثلاثاء آلاف الفلسطينيين في جنازة بهاء أبو العطا في مدينة غزة (Reuters)
تابعنا

شهد قطاع غزة فجر وصباح الثلاثاء، تصعيداً إثر اغتيال قيادي عسكري في حركة الجهاد الإسلامي، وردّ الجناح العسكري للحركة بقصف صاروخي لعدد من المدن والأهداف الإسرائيلية.

استهداف مزدوج

أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء، اغتيال بهاء أبو العطا، أحد أبرز قادة سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في هجوم استهدف منزلاً شرقيّ مدينة غزة، أسفر أيضاً عن استشهاد زوجته.

من جهة أخرى أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن إسرائيل قصفت منزل أكرم العجوري، أحد قيادييها في العاصمة السورية دمشق، لكنه نجا من الاستهداف الذي تسبب في "استشهاد نجله" معاذ أكرم العجوري بمعية عبد الله يوسف حسن، فيما لم تذكر الحركة مزيداً من التفاصيل، كما لم يُصدِر الجيش الإسرائيلي تعقيباً حول الحادثة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "في عملية مشتركة للجيش وجهاز الأمن العامّ، استُهدف في الساعة الأخيرة مبنى كان في داخله أبرز قادة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة بهاء أبو العطا".

وأضاف: "صدّق على العملية رئيس الوزراء ووزير الدفاع بنيامين نتنياهو".

وتابع: "نفّذ أبو العطا عمليّاً معظم نشاطات الحركة في قطاع غزة، وكان بمثابة قنبلة موقوتة؛ لقد قاد أبو العطا وتورط بشكل مباشر في العمليات ومحاولات استهداف مواطني إسرائيل وجنود جيش الدفاع بطرق مختلفة، من بينها إطلاق قذائف صاروخية وعمليات قنص وإطلاق طائرات مسيرة وغيرها".

ردّ صاروخي

أكّدَت سرايا القدس في بيان، نبأ اغتيال أبو العطا، مشيرة إلى استشهاد زوجته في الهجوم.

وقالت في البيان: "إننا وإذ ننعى القائد بهاء أبو العطا وزوجته اللذين ارتقيا في هذه الجريمة فإننا نعلن رفع حالة الجهوزية والنفير العامّ في صفوف مقاتلينا ووحداتنا".

وأضاف: "نؤكّد أن الرد على هذه الجريمة لن يكون له حدود، وسيكون بحجم الجريمة التي ارتكبها العدوّ المجرم، وليتحمل الاحتلال نتائج هذا العدوان، وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".

لاحقاً قالت سرايا القدس إنها قصفت مدناً إسرائيلية بالصورايخ، منها مدينة تل أبيب، ردّاً على اغتيال أبو العطا.

من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أن صافرات الإنذار أُطلِقَت في وسط إسرائيل التي تضمّ مدينة تل أبيب، كما قال الموقع الإلكتروني لصحيفة "إسرائيل اليوم"، إن نظام التصدى للصواريخ المعروف باسم "القبة الحديدية"، تصدى لصاروخ في سماء تل أبيب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن صافرات الإنذار أُطلِقَت في تجمعات إسرائيلية، وسط وجنوب إسرائيل، عقب إطلاق قذائف من القطاع.

كما أطلقت سرايا القدس رشقات صاروخية باتجاه مدينة سيدروت، القريبة من القطاع، مما أسفر عن إصابة مبنيين، دون وقوع إصابات.

موجات قصف متجدّد

استُشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي الثلاثاء، استهدف مجموعة من الفلسطينيين شمالي قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "قبل قليل هاجمت طائرة عسكرية عنصرين من منظومة إطلاق القذائف الصاروخية التابعة للجهاد الإسلامي في شمال قطاع غزة، لقد نفذت الغارة لإزالة تهديد فوري ورصدت إصابة مباشرة".

من جانبها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان "وصول شهيد وعدد من الإصابات إلى المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة جراء التصعيد الإسرائيلي".

إغلاق محيط غزة.. وحكومة حماس تستعدّ

قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن الجيش عزّز قواته في محيط قطاع غزة، ويستعد لعدة "سيناريوهات هجومية ودفاعية"، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر.

وأضافت: "أغلِقَت عدة طرق متاخمة لقطاع غزة أمام حركة السير، وعدة أماكن أمام الزوار، كما وُقفَت حركة القطارات بين عسقلان وسديروت، كما عُطّلَت الدراسة بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة في مدن الجنوب الرئيسية بما في ذلك بئر السبع وأشكلون ورهط وبلدة اللقية".

وقررت قيادة الحكومة، التي تديرها حركة حماس في غزة، "إخلاء المقرَّات الحكومية كافة والمقدرات الهامة والمركبات، مع إخلاء الموقوفين كافة في السجون"، حسب ما نقلته وكالة الأناضول.

في هذا السياق، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة في بيان، إنه "بناءً على جريمة الاحتلال فجر هذا اليوم، واستمرار عدوانه على أبناء شعبنا، سيتم العمل وفق نظام الطوارئ في كافة المقرات الحكومية وتعليق الدوام المدرسي حتى إشعار آخر".

من جانبه قال رائد فتوح، مسؤول تنسيق دخول البضائع لقطاع غزة (حكومي)، في تصريح مقتضَب، إن إسرائيل أبلغت الجانب الفلسطيني، قرارها إغلاق معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد للقطاع.

بدورها قالت وزارة الداخلية في غزة في بيان على لسان الناطق باسمها: "تتابع وزارة الداخلية والأمن الوطني تداعيات استهداف الاحتلال الإسرائيلي أحد قادة المقاومة في حيّ الشجاعية شرق مدينة غزة فجر اليوم الثلاثاء، وقد اتخذت الأجهزة الأمنية والشرطة التدابير اللازمة".

ردود فعل فلسطينية

أدانت الرئاسة الفلسطينية اغتيال أبو العطا، واستمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، وحمّلت الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة، وتبعات تدهور الأوضاع في قطاع غزة باستهدافها للمواطنين والممتلكات"، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يُجري اتصالات دولية منذ ساعات الصباح لوقف التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، حسب وكالة الأناضول.

وأضاف: "نطالب بتدخل دولي عاجل لوقف الجرائم الإسرائيلية والتصعيد الذي قد يصل إلى حرب جديدة تفتك بأبناء شعبنا في قطاع غزة"، معتبراً اغتيال أبو العطا "جريمة منظمة ومدانة، وإرهاب دولة تمارسه إسرائيل"، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى لاستدراج ردود الفعل الفلسطينية لشنّ عدوان على القطاع.

من جهة أخرى قال نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي، إن نتنياهو يصعّد عسكريّاً على الأرض في محاولة للبقاء سياسيّاً.

وقال أيمن عودة رئيس القائمة العربية المشتركة، في إشارة إلى نتنياهو، إن "الرجل الذي خسر انتخابات متتالية سوف يترك الأرض محروقة، فقط في محاولة يائسة للبقاء في منصبه".

من جهته قال النائب وليد طه إن "سياسة نتنياهو التصعيدية وإصراره على فعل كل شيء من أجل التمسك بالحكم في إسرائيل بكل ثمن، ستعود بكارثة حقيقية على المنطقة بأكملها".

وأضاف في تصريح مكتوب: "إن ما يحدث يهدّد أمن المنطقة كلها، وإن حياة ملايين الأبرياء في قطاع غزة وإسرائيل باتت في خطر نتيجة سياسات نتانياهو العدوانية"، حسب ما نقلته وكالة الأناضول.

عملية الاغتيال صدّق عليها رئيس الوزراء ووزير الدفاع  الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (AA)
أكدت سرايا القدس في بيان نبأ اغتيال أبو العطا، مشيرة إلى استشهاد زوجته في الهجوم (AA)
أبو العطا استُهدف في منزله وقُتل برفقة زوجته (AA)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً