القدس تشكل أكثر الملفات تعقيداً في أي خطة للسلام  (Getty Images)
تابعنا

قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تحدثت مع إسرائيل عن إمكانية تقديم خطة واشنطن للسلام في الشرق الأوسط في بداية العام المقبل، ما قد يجنب التداخل مع الانتخابات الإسرائيلية.

وأضاف دانون للصحفيين "لا نعرف تفاصيل الخطة لكن نعلم أنها اكتملت. وبالتالي فالسؤال الآن هو متى سيقدمونها. على حد علمنا تحدثوا إلينا عن بداية 2019".

وأكد دانون أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم خطة صالحة للقبول أو الرفض فقط أم أنها ستسعى وتأتي بكل الأطراف معاً إلى مائدة تفاوض بشأن هذه الخطة.

خطة جاهزة

من جانبه، قال ديفيد فريدمان السفير الأميركي لدى إسرائيل في بيان له، إن الخطة ستُقدَّم "في الوقت المناسب"، مضيفاً أنه "سيتم نشر الخطة في وقت يمكن فيه زيادة إمكانياتها وقبولها إلى أقصى حد".

وكشف مبعوث الرئيس الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات عن أن الإدارة الأميركية سوف تعلن قريباً عن تفاصيل صفقة القرن، مشيراً إلى أن كل ما يتم نشره من معلومات على الإعلام حول الصفقة غير صحيح.

الجانب الأميركي يصطف بكل ثقله مع الحكومة الإسرائيلية ولم يعد وسيطاً منذ إعلان ترمب نقل السفارة إلى القدس

واصل أبو يوسف - عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

وعلّق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف على الخطة الأميركية بأنها "مواصلة للحرب التي يخوضها ترمب ضد القضية الفلسطينية".

وأكد أبو يوسف لـTRT عربي أن الجانب الأميركي يصطف بكل ثقله مع الحكومة الإسرائيلية ولم يعد وسيطاً منذ إعلان ترمب نقل سفارته إلى القدس.

صفقة مفصلة وخضوع للإسرائيليين

يعكف كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر على إعداد خطة للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، لكن شكوكاً إزاء هذه الخطة تساور الفلسطينيين الذين اتهموا إدارة ترمب بالانحياز لإسرائيل فيما يتعلق بمسائل رئيسة في الصراع، مما يبدد كل فرص السلام.

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن تحركات الرئيس الأميركي وفريقه بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تعمّق الفجوة بين المجتمع الدولي وإدارة البيت الأبيض، "وتسبب إحراجاً دوليّاً متصاعداً لها بسبب قراراتها وسياساتها المنحازة للاحتلال، وانقلابها على الشرعية الدولية ومرتكزات المنظومة الدولية برمتها".

ووصف واصل أبو يوسف قرارات ترمب "بالاستهتار بالمواثيق الدولية والاتفاقات السابقة"، مطالباً الأمم المتحدة بالتدخل من أجل العودة لقراراتها.

وشدد على أن السلطة الفلسطينية أصبحت مستهدفة من الإدارة الأميركية، مشيراً إلى "انعدام التواصل مع الجانب الإسرائيلي بسبب تطرف حكومة نتنياهو".

آليات المواجهة 

يرفض الفلسطينيون المشاركة في الجهود الأميركية منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما أعلن ترمب القدس عاصمة لإسرائيل، ثم قام بنقل السفارة الأميركية إلى هناك.

واعتبر واصل أبو يوسف أن السبب وراء عدم المشاركة في الجهود الأميركية هو تناسقها مع الموقف الإسرائيلي والانصياع له.

وقال أبو يوسف بأنه "لا مجال لمواجهة هذه القرارات إلا بترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وإنهاء الانقسام بين جميع الأطراف"، مشيراً إلى تقدم المحادثات بين حركتي فتح وحماس برعاية مصر.

لا مجال لمواجهة هذه القرارات إلا بترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وإنهاء الانقسام بين جميع الأطراف

واصل أبو يوسف - عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

وأضاف أبو يوسف أن "هناك مساعىَ من السلطة الفلسطينية من أجل طرح حلول على مجلس الأمن"، لافتاً إلى إمكانية تقديم قضية لمحكمة العدل الدولية في خرق ترمب للقرارات الأممية.

ودعا إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني من القدس إلى الخان الأحمر، مؤكداً على وقوفه إلى جانب مسيرات العودة في قطاع غزة.

وأعلن أبو يوسف أن السلطة الفلسطينية تسعى لعقد مؤتمر دولي للسلام في الفترة القادمة، يشارك فيه كل الدول من أجل الخروج بحلول جدية مع التمسك بحق الفلسطينيين في دولتهم.

TRT عربي
الأكثر تداولاً