إسرائيل تتجه نحو انتخابات ثالثة بعد الفشل في تشكيل الحكومة للمرة الثانية (AFP)
تابعنا

لم يعد الولاء لرجل واحد موجود في حزب الليكود اليميني الذي قرر إلغاء انتخاباته الداخلية بعد تلقى أعضاء المركز البالغ عددهم 3700 دعوة لحضور اجتماع المؤسسة العليا للحزب في تل أبيب، فالانقسامات والاختلافات أصبحت السمة المميزة له، خاصة مع ظهور جدعون ساعر المنافس الجديد لزعيم الحزب بنيامين نتنياهو.

وعلى الرغم من إقرار مركز حزب الليكود بغالبية ساحقة من الأصوات عدم اجراء انتخابات تمهيدية لقائمة الحزب للانتخابات للكنيست الـ23، إلا أن جدعون ساعر صمم على الترشح لقيادة الحزب، ليبدو بأن حقبة جديدة قد بدأت في الحزب، وهو عصر معسكر جدعون ساعر المنافس لنتنياهو.

أنا عازم على الترشح لقيادة حزب الليكود انطلاقاً من إدراك أن التغيير ضروري لإخراج الأمة من الأزمة السياسية المستمرة، وتشكيل حكومة يقودها الليكود توحد الشعب

عضو حزب الليكود - جدعون ساعر

ويأتي تأجيل الانتخابات التمهيدية في حزب الليكود، نتيجة انغلاق أفق تشكيل حكومة وحدة وطنية، واستجابة لرغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي، حسب هيئة البث الإسرائيلية.

إسرائيل في أزمة

وتعتبر خلافات حزب الليكود صغيرة مقارنة بالأزمة التي حلّت بإسرائيل والتي قد تضطر لإجراء انتخابات ثالثة في أقل من عام؛ فأمام نواب الكنيست فرصة أخيرة حتى منتصف ليل الأربعاء لإيجاد مخرج من الأزمة السياسية الحالية، وإلا سيُذهب من جديد إلى صناديق الاقتراع.

وبعد خلافات طويلة بين حزب الليكود الذي يسعى لتأجيل موعد الانتخابات الثالثة إلى نهاية مارس/آذار، و"أزرق أبيض"، بزعامة رئيس الأركان السابق بيني غانتس الذي يطالب بعقدها في مطلع آذار/مارس، توصل الطرفان إلى تفاهم فيما بينهما على أنه إذا تم حل الكنيست يوم الأربعاء، فستجرى انتخابات الكنيست القادمة في الثاني من آذار/مارس من العام 2020، حسب صحيفة يدعوت أحرنوتالإسرائيلية.

تحالف أزرق أبيض سيبذل كل جهد ممكن، حتى اللحظة الأخيرة، لمنع إجراء مزيد من الانتخابات غير الضرورية لدولة إسرائيل، إذا تجنب نتنياهو تشكيل حكومة وحدة وطنية واضطر إلى حل الكنيست، فسنقوم بنظام انتخابات قصير قدر الإمكان

رئيس اللجنة التنظيمية في الكنيست - آفي نيسينكورن

وقال المستشار القضائي الإسرائيلي في الكنيست أيال يانون، إنه في حال توجُّه إسرائيل لانتخابات ثالثة، فإنها ستجري في الثالث من آذار/مارس المقبل، إلا أنه وبسبب الأعياد اليهودية الدينية تم الاتفاق على أن تكون الانتخابات يوم الاثنين بدلاً من الثلاثاء، حيث ينص القانون الإسرائيلي على أن تكون الانتخابات الإسرائيلية البرلمانية والمحلية فقط -يوم الثلاثاء.

وتحدث يانون بشكل واضح عن دخول إسرائيل في أزمة سياسية عميقة، لم تشهد مثلها من قبل، وأضاف "لا يمكننا أن نكون هادئين، وإذا تلقينا يوم الأربعاء بشكل مفاجئ بياناً أنه توجد حكومة وحدة، فهذه الإمكانية أيضاً تحتاج إلى تعديلات قانونية مثل إرساء التناوب على رئاسة الحكومة بقانون".

ليبرمان يملك المخرج

تصريحات يانون تكشف مدى المحاولات المستمرة من أجل تجنيب إسرائيل انتخابات ثالثة وتشكيل حكومة وحدة، وهذا ما تسعى إليه كتلة اليمين من خلال إقناع رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان، بالانضمام لحكومة يمين ضيقة برئاسة نتنياهو والعودة إلى حزب الليكود، من خلال وضع صيغ تتعلق بالشؤون الدينية وشؤون الدولة، حسب ما أفادته الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، الاثنين.

وتحاول عضو الكنيست ورئيسة حزب "اليمين الجديد"، أيليت شاكيد، التي ما زالت تحافظ على خط تواصل مع ليبرمان، بذل المزيد من الجهود قبل يومين من الموعد النهائي للمهلة القانونية الممنوحة للكنيست لفرز حكومة إسرائيلية جديدة، قبل الإعلان عن حل الكنيست.

ومن المقرر عقد اجتماع بين ليبرمان وعشرات من قادة حزب الليكود الذين سيحاولون إقناعه بالعودة إلى الليكود وليس فقط إلى حكومة يمينية.

من جانبه أبدى نتنياهو اهتماماً كبيراً بتشكيل حكومة وحدة، ووضح رؤيته في حال لم ينجح الأمر قائلاً "هناك أمر واحد يجب القيام به لمنع إجراء انتخابات غير ضرورية وهي إجراء انتخابات مباشرة للكنيست بيني وبين بيني غانتس".

ويتهم نتنياهو قادة تحالف أزرق أبيض بإحباط الجهود لإقامة حكومة وحدة وطنية، ويصر على الفوز بالانتخابات، على الرغم من الخلاف الكبير على شخصيته، إذ تقدمت 67 شخصية إسرائيلية من خلفيات أمنية وأكاديمية وأدبية، الأحد، بالتماس إلى المحكمة العليا لإلزام المستشار القضائي للحكومة أفيخاي مندلبليت بالبت في مسألة منعه من الحصول على تكليف بتشكيل الحكومة المقبلة، حسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وحسب استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية، اعتبر 52% من الإسرائيليين أن نتنياهو لا يستطيع الاستمرار في شغل منصب رئيس الحكومة، بعد اتهامه بقضايا فساد، فيما عبّر 44% من الإسرائيليين عن عدم ثقتهم بالتزام نتنياهو بتنفيذ اتفاق التناوب مع غانتس على رئاسة الحكومة،

موقع صحيفة معاريف الإسرائيلية نشر أيضاً استطلاعاً أظهر أن أزمة تشكيل الحكومة ستبقى قائمة على الرغم من الذهاب إلى انتخابات ثالثة، إذ أظهر أن تحالف أزرق أبيض سيحصل على 35 مقعداً مقابل 36 لليكود، بينما سيبقى ليبرمان اللاعب الحاسم، وتحتفظ القائمة العربية المشتركة بمكانها كثالث أكبر حزب بواقع 13 مقعداً.

ووفقاً لنتائج الاستطلاع فليس هناك أيّة كتلة تتمتع بأغلبية61 مقعداً لتشكيل الحكومة، وستبقى الكتل اليمينية تحظى بـ56 مقعداً مقارنة بالكتل اليسارية والكتلة العربية 57 مقعداً.

المستفيدون من انتخابات ثالثة

وتحت عنوان "الفائزون والخاسرون في الجولة الثالثة من الانتخابات"، كتب موران أزولاي مقالا في صحيفة يدعوت أحرونوت الاثنين، قال فيه إنه "رغم أن الجميع في الكنيست واصلوا الوعظ بشأن جهودهم لمنع الجولة الثالثة من الانتخابات في أقل من عام، يبدو أن إسرائيل ستذهب إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى، وهناك من يستعدون للاستفادة منها".

وركز الكاتب على يائير لابيد الرجل الثاني في حزب أزرق أبيض، يائير لابيد، قائلاً إنه "سيستفيد من الركود الذي لحق بالنظام السياسي، إذ أعلن لابيد منذ شهرين أنه يتخلى عن ادعائه بشأن اتفاقية التناوب التي أبرمها مع غانتس لصالح حكومة وحدة، وهذا يعني أنه إذا نجح حزب أزرق أبيض في تشكيل ائتلاف مع الليكود، فإن فرص لابيد في تولي منصب رئيس الوزراء غير موجودة".

وتابع "وفقاً لليكود هذا هو السبب وراء بقاء لابيد على يد غانتس لتشكيل حكومة وحدة مع الحزب الحاكم، إذ سبق وصرح نتنياهو قائلاً إن غانتس أثبت مرة أخرى أنه بدلاً من وضع احتياجات إسرائيل أولاً، فإنه يضع احتياجات لابيد أولاً".

في الجانب الآخر، قال الكاتب إن جدعون ساعر، المنافس الوحيد لنتنياهو في الانتخابات التمهيدية قد يكون أقوى الورثة المحتملين، وإذا قاد نتنياهو حزب الليكود بالفعل إلى انتخابات جديدة، وفشل في تشكيل حكومة مثل الجولتين السابقتين فسوف يعطي ساعر فرصة لتوطيد موقفه كأقوى مرشح ليحل محل نتنياهو".

أما وزير الدفاع المؤقت نفتالي بينيت الذي كان يرغب في هذا المنصب منذ زمن طويل حسب الكاتب، فإن المزيد من الانتخابات ستؤدي إلى إطالة مكوثه في المنصب، الأمر الذي سيساعده على ترسيخ نفسه كقائد قوي لاختيار أيّة مهنة يريدها في المستقبل.

وعن الخاسرين، يعرج الكاتب إلى ليبرمان وحزبه قائلاً "كانوا الملوك في الجولة الثانية من الانتخابات، لكن في الجولة الثالثة ستكون لهم سلطة أقل بكثير، الأمر الذي سيتركهم ضعفاء سياسياً".

اجتماع بيني غانتس وبنيامين نتنياهو في محاولة غير مثمرة لتشكيل حكومة وحدة في تل أبيب الشهر الماضي (يديعوت أحرنوت)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً