شركة إيسترن باسيفيك شيبينغ قالت إنّ السفينة باسيفيك زيركون أصيبت بمقذوف على مسافة 150 ميلاً قبالة ساحل عُمان  / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

اتّهمت إسرائيل والولايات المتحدة إيران، بالوقوف وراء ما قالتا إنها ضربة بمُسيّرة على ناقلة محملة بالوقود يملكها رجل أعمال إسرائيلي قبالة سواحل عُمان.

وقالت شركة "إيسترن باسيفيك شيبينغ" ومقرّها سنغافورة، إنّ السفينة "باسيفيك زيركون" أصيبت "بمقذوف على مسافة 150 ميلاً تقريباً قبالة ساحل عُمان"، مضيفة "نحن على اتصال بالسفينة ولا توجد تقارير عن إصابات أو تلوث".

وتابعت الشركة التي يملكها الملياردير الإسرائيلي إيدان عوفر "هناك بعض الأضرار الطفيفة التي لحقت ببدن السفينة، ولكن لا يوجد تسرّب للوقود أو دخول للمياه. أولوياتنا هي ضمان الحفاظ على سلامة الطاقم والسفينة".

من جهته، قال مسؤول إسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الضربة هدفها "تعكير أجواء" مونديال قطر، موضحاً أن "السفينة مملوكة جزئياً لإسرائيل".

وأضاف "أن طائرة مُسيّرة إيرانية من نوع شاهد 136 هي التي ضربت السفينة المحمّلة بالوقود، وهي من نوع الطائرات بدون طيار التي يبيعها الإيرانيون للروس لاستخدامها في أوكرانيا".

ونفى المسؤول التلميحات بأن الضربة ترقى إلى "انتصار إيراني" على إسرائيل. وأوضح المسؤول قائلاً "إنها ليست ناقلة نفط إسرائيلية".

وفي السياق ذاته، قال الأسطول الخامس الأمريكي، ومقره البحرين، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه على علم "بالحادثة". كما أفادت منظمة "عمليات التجارة البحرية" البريطانية التي تراقب حركة السفن في المنطقة، بأنها على دراية بالأمر.

وأدانت الولايات المتحدة الأربعاء الهجوم على ناقلة النفط في بيان صادر عن مستشار الأمن القومي جايك ساليفان قال فيه "بعد مراجعة المعلومات المتاحة، نحن متأكدون من أن إيران ربما تكون قد نفذت هذا الهجوم باستخدام مُسيّرة، وهو سلاح مميت تستخدمه بشكل متزايد وعبر عملائها في كل أنحاء الشرق الأوسط وتنقله إلى روسيا لاستخدامه في أوكرانيا".

ووفق سمير مدني المؤسس المشارك لموقع TankerTrackers.com، وهي شركة أبحاث مختصة بعمليات شحن النفط، فإنّ السفينة كانت تحمل 42 ألف طن متري من الوقود وكانت متجهة إلى بوينس آيرس.

ووقعت هجمات مماثلة في المنطقة في السنوات الأخيرة على وقع التوتر بين إيران والولايات المتحدة التي اتّهمت طهران بمهاجمة سفن وناقلات نفط بطائرات مسيّرة.

تأجيج الاضطرابات

في العام الماضي، تعرّضت ناقلة النفط "أم تي ميرسر ستريت" التي تشغلها شركة "زودياك ماريتايم" المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، ومقرها لندن، لهجوم قبالة سلطنة عُمان.

وأدى الهجوم إلى مقتل اثنين من أفراد طاقمها. واتهمت دول عدة أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، إيران بالوقوف خلف الهجوم، وهو ما نفته طهران.

وغالباً ما تشهد المنطقة التي تمر بها مئات ناقلات النفط يومياً، حوادث بين البحرية الإيرانية والقوات الأمريكية المتمركزة في قواعد في دول الخليج.

وقال الخبير في مؤسسة "فيرسك ميبلكروفت" للاستشارات الأمنية، طوروبورن "يتزايد خطر الهجمات على البنية التحتية للشحن والطاقة في المنطقة بشكل أساسي بسبب عدم إحراز تقدم في الدبلوماسية النووية الأمريكية الإيرانية وقرار واشنطن بفرض مزيد من الضغوط عن طريق فرض العقوبات على إيران".

وتابع: "كما أنّ الاحتجاجات المستمرة ضد الحكومة الإيرانية تزيد من احتمالية سعي طهران إلى تأجيج الاضطرابات في المنطقة الأوسع كتكتيك لصرف الأنظار" عن الأحداث الداخلية.

وبينما تعجز الأطراف المتفاوضة عن التوصل إلى اتفاق جديد حول البرنامج النووي الإيراني، فرضت الولايات المتحدة أخيراً عقوبات على مسؤولين إيرانيين لضلوعهم في حملة قمع الاحتجاجات المندلعة في إيران.

تشهد إيران منذ 16 سبتمبر/أيلول احتجاجات عقب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.

وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات واعتبر مسؤولون جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب". ووجّه القضاء تهماً إلى أكثر من ألفي موقوف على خلفية التحركات.

وعلى الصعيد النووي، تقدمت واشنطن وبرلين وباريس ولندن بمشروع قرار جديد أمام مجلس محافظي الوكالة الذي ينعقد هذا الأسبوع، يدين إيران لعدم تعاونها في قضية المواقع غير المعلنة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً