تنظيم YPG الإرهابي يواجه معضلة كبيرة في علاقته بالنظام السوري والأمريكي على حد سواء (Reuters)
تابعنا

يواجه تنظيم YPG الإرهابي الواجهة السورية لتنظيم PKK الإرهابي معضلة كبيرة في علاقته بالنظام السوري والإدراة الأمريكية على حد سواء، بخاصة عقب عملية نبع السلام على الحدود السورية التركية وموقف الولايات المتحدة من العملية العسكرية.

تنظيم YPG الإرهابي لا يريد خسارة دعم الولايات المتحدة، التي بدورها توصلت إلى اتفاق مع تركيا لتطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية، على الحدود التركية السورية.

إلا أن أنقرة وواشنطن لم يستطيعا تشكيل تعاون فعال ضد نظام الأسد بسبب الخلافات بين البلدين حول وجود التنظيمات الإرهابية في شمال سوريا بدعم أمريكي ورفض تركي.

وعلى الرغم من المحاولات التركية لإقناع واشنطن بالتخلي عن دعمها لتنظيم YPG الإرهابي وتقديم أنقرة الدعم السياسي الكامل للولايات المتحدة في حملتها ضد تنظيم داعش الإرهابي، فإن البيت الأبيض لا يزال متمسكاً بدعمه تنظيم YPG الإرهابي.

وفي الوقت الذي تصنف تركيا PKK تنظيماً إرهابياً بعد حرب دامت ثلاثة عقود أسفرت عن مقتل نحو 40 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد. وعلى الرغم من تخلي النظام السوري عن حماية التنظيم في شمال سوريا، فإن ذلك لم يتسبب في توتر العلاقة بين النظام والتنظيم الإرهابي لما لها من تاريخ يعود إلى سبعينيات القرن الماضي.

تقول مصادر لـTRT إن تنظيم PKK الإرهابي والنظام السوري اتفقا على تفاهمات تعود إلى عام 2012 حول الانسحاب العسكري لقوات النظام السوري من شمال سوريا.

ومنذ ذلك الحين، لم تقع أي اشتباكات بين عناصر تنظيم YPG الإرهابي والنظام السوري، بالإضافة إلى فتح التنظيم الإرهابي علاقة مع روسيا برعاية نظام الأسد.

وقال علي بالجي الأكاديمي التركي المختص بتنظيم PKK الإرهابي، إنه خلال الحرب الباردة كان الاتحاد السوفيتي أي الدولة الشيوعية التي دافعت عن أيديولوجية الماركسية اللينينية في جميع أنحاء العالم، "رمزاً لثورة ناجحة ضد النظام الإمبراطوري الرأسمالي الغربي" لقيادة التنظيم الإرهابي.

وذكر بالجي في حوار خاص مع TRT، أن روسيا حافظت على العلاقة مع تنظيم PKK الإرهابي، وهو الأمر الذي أغضب تركيا. ومع بداية الأحداث في سوريا قدمت موسكو دعماً عسكرياً للتنظيم الإرهابي غربي سوريا.

لكن تنظيم YPG الإرهابي أصبح أيضاً أداة سياسية لفتح الطريق أمام تنظيم PKK الإرهابي لإنشاء علاقة مع واشنطن مركز الرأسمالية في العالم، وهو ما يشكل خياراً غريباً أمام تنظيم شيوعي.

كل ذلك يؤكد وصول YPG الإرهابي إلى مفترق طرق بعد العملية العسكرية التركية، وسيكون عليه الاختيار بين واشنطن وموسكو.

وبينما سحبت موسكو قواتها من عفرين عقب اتفاقها أنقرة، تاركة YPG الإرهابي وحده في مواجهة الجيش التركي، ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

كما تخلت واشنطن عن دعمها للتنظيم الإرهابي، ما زاد الأمر سوءاً حيال وضعها الإقليمي واللوجستي على الأرض، بخاصة بعد أن نجحت تركيا خلال فترة وجيزة في السيطرة على المنطقة وإجبار عناصر التنظيم على الخروج من عفرين.

وفي ظل الخيارات المحدودة للتنظيم مع انطلاق عملية نبع السلام ضد التنظيمات الإرهابية، تسعى موسكو للعودة إلى مربع الحوار مع النظام السوري للتعامل مع التطورات على الأرض. كما تعلن روسيا عن لعبها دور الوساطة بين النظام وYPG الإرهابي.

لكن نظام الأسد يؤكد دوماً رفض وجود أي منطقة تحت الحكم الذاتي على الأراضي التي يسيطر عليها، وهو ما يضع YPG الإرهابي أمام طريق مسدود تماماً .

ومع قبول التنظيم الإرهابي دخول قوات النظام السوري شمال شرق سوريا، فإن ذلك يعني أن الوجود العسكري والسياسي لـYPG سيكون تحت رحمة نظام الأسد.

TRT عربي
الأكثر تداولاً