تحاول الدول الأوروبية من جديد إنقاذ الموقف عبر مطالبة طهران بالموافقة على محادثات جديدة مع القوى العالمية (AFP)
تابعنا

يسعى زعماء الدول الأوروبية إلى تهدئة المواجهة المشتعلة بين طهران وواشنطن منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبل ما يزيد على عام من الاتفاق النووي الذي ضمن لإيران الوصول للتجارة العالمية، مقابل كبح برنامجها النووي.

ومع إعادة الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران العام الماضي، ورد الأخيرة بانتهاك بعض القيود على المواد النووية في الاتفاق، أعطت طهران مهلة غايتها أكتوبر/تشرين الأول ستخفض بعدها التزاماتها أكثر ما لم ينفذ الأوروبيون وعودهم بإنقاذ الاتفاق.

وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية ألقت باللوم على إيران في الهجوم على منشأتي نفط بالسعودية يوم 14 سبتمبر/أيلول، إلا أنها تحاول من جديد إنقاذ الموقف بمطالبة طهران الموافقة على محادثات جديدة مع القوى العالمية بشأن برامجها النووية والصاروخية وقضايا الأمن الإقليمي.

حان الوقت لإيران كي تقبل بإطار مفاوضات طويل الأمد على برنامجها النووي وكذلك على القضايا الأمنية الإقليمية، والتي تشمل برامجها الصاروخية

البيان المشترك لبريطانيا وفرنسا وألمانيا

اتفاق جونسون الجديد

اقترح رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران، وهي الدعوة ذاتها التي أطلقتها الإدارة الأمريكية لدى انسحابها من الاتفاق النووي الذي وقّعت عليه القوى الست عام 2015.

وقال جونسون في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" خلال وجوده في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة "دعونا نبرم اتفاقاً أفضل، مهما كانت اعتراضاتكم على الاتفاق القديم، فما تفعله المملكة المتحدة هو محاولة جمع الناس معاً وتهدئة التوتر".

وصرّح جونسون لقناة سكاي نيوز التلفزيونية في مقابلة خاصة أنه "كيف نرد على ما فعله الإيرانيون بشكل صريح؟ ما تفعله المملكة المتحدة هو محاولة جمع الناس معاً وتهدئة التوتر".

على الفور،أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ترحيبه بفكرة جونسون حول إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران "بنحو إيجابي"، وقال إنه يحترم جونسون ولم يفاجأ بطرحه للفكرة.

وساطة فرنسية

يقود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساعيَ أوروبية لإيجاد حل وسط بين واشنطن وطهران، ويريد اغتنام فرصة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لإحياء الجهود الدبلوماسية.

وذكر مكتب الرئيس الفرنسي في بيان أن ماكرون قال لنظيره الإيراني حسن روحاني، إن الطريق نحو تقليل التوتر في المنطقة يزداد صعوبة، وإن الوقت حان لإيران كي تساعد في نزع فتيل الأزمة.

وأجرى ماكرون مباحثات مع روحاني الاثنين، استغرقت أكثر من 90 دقيقة، وذلك بعد وقت قصير من توجيه ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتهاماً مباشراً لإيران بالضلوع في الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين يوم 14 سبتمبر/أيلول.

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استبعد الاثنين، إمكانية التفاوض على اتفاق جديد مع القوى العالمية قائلاً إن الشركاء الأوروبيين فشلوا في الوفاء بالتزاماتهم المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وقال ظريف في تغريدة على تويتر إن عجز بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن الوفاء بالتزاماتها بدون إذن الولايات المتحدة واضح منذ أيار/مايو 2018، مؤكداً أن "لا اتفاق جديد قبل الالتزام بالاتفاق الحالي".

موقف الرئيس الأمريكي لم يكن أقل حدة، فقد رفض مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للوساطة، وقال على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة "نحن لا نحتاج إلى وسيط، ماكرون صديقي لكننا لا نبحث عن أي وسطاء".

وأوضح ترمب أن جدول أعماله لا يشمل الاجتماع بالرئيس الإيراني حسن روحاني هذا الأسبوع، لكنه لم يستبعد الاجتماع به في نيويورك، ليناقض نفسه حيننفى سابقاً أن يكون مستعدا لعقد لقاء مع القيادات الإيرانية بدون شروط مسبقة، في تكذيب لتصريحات أدلى بها وزير خارجيته مايك بومبيو في وقت سابق أشار فيها إلى إمكانية انعقاد ذلك اللقاء. وقال ترمب، في تغريدة عبر تويتر الأحد، "إنها أخبار كاذبة التي أفادت باستعدادي للقاء مع الإيرانيين بدون شروط مسبقة. بيان كاذب كالعادة".

شروط مسبقة

تحاول الولايات المتحدة تكثيف الضغط على إيران، وتسعى لمعالجة القضية من خلال الدبلوماسية وجهد متعدد الأطراف، كما ذكر المبعوث الأمريكي الخاص بإيران برايان هوك إن الولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار بدا ترمب متحمساً لإمكانية اجتماعه بالرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لكن فرص اللقاء تضاءلت، خاصة بعد تصريحاتوزير الخارجية الإيراني للصحفيين في نيويورك التي قال فيها "لم نتلق حتى الآن أي طلبات هذه المرة لعقد اجتماع، وأوضحنا أن مجرد تقديم طلب لن يفي بالغرض".

وأضاف "يجب أن يكون هناك سبب للمفاوضات، يجب أن يكون لها نتيجة، وليس مجرد المصافحة".

وذكر ظريف أن هناك شروطا مسبقة لعقد اجتماع، مشيراً إلى أن تنفيذها سيهيئ المجال لاجتماع بين إيران والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، وهي الأطراف الأصلية في الاتفاق النووي، لكنه أوضح أنه لن يكون هناك لقاء ثنائي.

وكانت إيران قد طالبت الولايات المتحدة برفع كل العقوبات،ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله عقب وصوله إلى نيويورك، إن رسالة بلاده للعالم هي "السلام والاستقرار ونريد أيضاً أن نقول للعالم إن الوضع في الخليج الفارسي حساس للغاية".

وسرت تكهنات كثيرة حول إمكانية عقد اجتماع بين ترمب وروحاني، إلا أنه لم يتم تأكيد أي شيء حتى الآن، ويقول الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن إيران لن تعقد محادثات من هذا النوع لكنها قد تشارك في مناقشات متعددة الأطراف إذا قررت واشنطن العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وقال روحاني "رسالتنا للعالم خلال اجتماع الأمم المتحدة هي رسالة سلام واستقرار ونرغب أيضاً في أن نخبر العالم بأن الوضع في الخليج الفارسي يتسم بالحساسية الشديدة".

ومن المقرر أن يقدم روحاني خطة لتأمين الخليج بالتعاون مع دول أخرى في المنطقة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً