الحرس الثوري الإيراني أعلن احتجاز ناقلة نفط أجنبية في مضيق هرمز بتهمة التهريب (AFP)
تابعنا

أثار إعلان الحرس الثوري الإيراني، الخميس، احتجاز ناقلة نفط أجنبية في المياه الإقليمية بدعوى تهريب النفط، المزيد من التخوفات بشأن التوتر المتصاعد على نحو غير مسبوق في منطقة الخليج ومضيق هرمز.

تفاصيل الواقعة

أصدر الحرس الثوري الإيراني، الخميس، بياناً قال فيه إن قواته البحرية صادرت ناقلة نفط أجنبية يتشكل طاقمها من 12 أجنبياً، بتهمة تهريب مليون لتر من الوقود المهرّب من إيران إلى خارجها، وفقاً للتلفزيون الإيراني.

ولم يحدد تقرير التلفزيون الإيراني هوية الناقلة أو البلد الذي ينتمي إليه الطاقم، إلا أنه أشار إلى أنها أوقفت الأحد الماضي.

يأتي الإعلان بعد أيام من توقف الناقلة "رياح" التي يبلغ طولها 58 متراً وترفع علم بنما، عن إرسال إشارات حول موقعها مساء الأحد قرب جزيرة قشم، التي يتمركز بها الحرس الثوري، حسب موقع تتبع للنقل البحري.

وسبق الإعلان عن احتجاز السفينة أيضاً بعدة أيام توتر بين البحرية البريطانية والحرس الثوري في مضيق هرمز، الذي يمر عبره خمس النفط الخام في العالم. وأعقب التوتر تصريحات للحكومة البريطانية قالت فيها إن سفينة حربية لبحريتها اضطرت لتحذير سفن شبه عسكرية من عرقلة مسار ناقلة نفط بريطانية عبر المضيق.

تناقض في التصريحات

يتعارض بيان الحرس الثوري الذي أعلن فيه اعتراض الناقلة بسبب قيامها بتهريب النفط مع تصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الأربعاء، قال فيها إن إيران ساعدت ناقلة نفط أجنبية تعرضت لعطل فني.

وقال موسوي إن "ناقلة نفط أجنبية تعرضت لمشكلة بسبب عطل فني في الخليج الفارسي... وبعد تلقي طلب للمساعدة، اقتربت قوات إيرانية واستخدمت زورق سحب لشدها إلى المياه الإيرانية لإجراء الإصلاحات اللازمة"، وفقاً لوكالة الطلبة الإيرانية.

وكان مراسل CNN الأمريكية ذكر في تغريدة على تويتر في وقت سابق، أن المخابرات الأمريكية تعتقد أن البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني أجبرت الناقلة الإماراتية (رياح) على دخول المياه الإيرانية، لكنه أضاف أن مصادر أخرى بالخليج قالت إن كل ما حدث هو أن الناقلة تعطلت وربما سحبتها السفن الإيرانية.

عملية سياسية أم جنائية؟

قال الخبير في شؤون إيران والشرق الأوسط حاكم أمهز إن "العملية التي قام بها الحرس الثوري الإيراني باحتجاز ناقلة النفط، هي عملية جنائية وليست سياسية كما يُروج لها الإعلام".

وأضاف أمهز في حديث لـTRT عربي أنه وقعت "عمليات لتهريب البنزين من الجمهورية الإسلامية عبر قوارب لبعض الإيرانيين لسفينة في المياه الإقليمية، وهذه السفينة كانت تقل 12 أجنبياً وتنقل البنزين إلى سفن أخرى في المياه الإقليمية"، لافتاً إلى أن "البنزين في إيران هو الأرخص في العالم، إذ يبلغ ثمن الجالون الذي يُقدّر حجمه بعشرين لتراً دولارين فقط".

تحذيرات بريطانية

دعت الحكومة البريطانية، الخميس، السلطات الإيرانية لوقف التصعيد في منطقة الخليج بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني احتجاز ناقلة نفط بتهمة التهريب قرب مضيق هرمز.

ونقلت صحيفة ذا ميرور البريطانية عن متحدثة باسم الحكومة، لم تسمها، قولها "نسعى للحصول على مزيد من المعلومات بشأن تقارير احتجاز ناقلة في الخليج".

وأضافت "نواصل حث السلطات الإيرانية على وقف التصعيد في المنطقة".

وتابعت "نراقب باستمرار الوضع الأمني هناك، وملتزمون بالحفاظ على حرية الملاحة بما يتوافق مع القانون الدولي".

تصعيد متواصل في الخليج

لا يزال التوتر في منطقة الخليج مستمراً بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى.

وكانت إيران رفعت مؤخراً من معدلات تخصيب اليورانيوم وإنتاجه بما يتجاوز المستويات المسموح بها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأرسلت واشنطن إلى الشرق الأوسط آلاف القوات، وحاملة طائرات، وقذائف B-52 القادرة على حمل رؤوس نووية، وطائرات مقاتلة وسط تصاعد التوترات.

وفي مايو/أيار الماضي، كانت ناقلتا نفط إماراتيتان بين أربع ناقلات تعرضت للهجوم في أعمال تخريب ألقت الولايات المتحدة باللوم فيها على إيران، فيما نفت إيران الاتهامات الموجهة إليها.

وشهد يونيو/حزيران الماضي هجومين آخرين على ناقلات نفط، أنكرت إيران أي صلة لها بهما.

وفي ما يخص الواقعة الأخيرة، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية لوكالة أسوشيتد برس، في وقت سابق الأسبوع الجاري، إن واشنطن تشتبه في أن إيران استولت على الناقلة عندما توقفت عن إرسال إشارات في مضيق هرمز.

TRT عربي
الأكثر تداولاً