إيران وروسيا تعملان على تدشين طريق تجاري عابر للقارات تحدّياً للعقوبات / صورة: بلومبرغ / صورة: بلومبيرغ (بلومبيرغ)
تابعنا

بدأت روسيا وإيران تشييد طريق تجاري جديد عابر للقارات باستثمارات تزيد على 20 مليار دولار، يمتدّ من الحافة الشرقية لأوروبا إلى المحيط الهندي بطول 3000 كيلومتر، بعيداً عن متناول أي تدخُّل أجنبي.

يأتي هذا المشروع لتسريع تسليم الشحنات على طول الأنهار والسكك الحديدية المرتبطة ببحر قزوين، وبالتالي زيادة حجم التجارة الخارجية.

ووفقاً للتقرير الذي نشرته وكالة بلومبيرغ الأمريكية الأربعاء، فإن بيانات تتبُّع السفن تُظهِر عشرات السفن الروسية والإيرانية -بما في ذلك بعضها الخاضع للعقوبات- التي تسير بالفعل على الطريق.

وأشارت الوكالة الاقتصادية إلى أن ما يجري حاليّاً مثال على المنافسة بين القوى العظمى على إعادة تشكيل شبكات التجارة بسرعة في اقتصاد عالمي يبدو أنه مهيَّأ للانقسام إلى كتل متنافسة.

وتتجه روسيا وإيران، تحت ضغط هائل من العقوبات الغربية، كلتاهما نحو الأخرى، ونحو الشرق أيضاً، بهدف حماية الروابط التجارية من التدخل الغربي، وبناء روابط جديدة مع الاقتصادات العملاقة سريعة النمو في آسيا.

أسباب اقتصادية

وبالإضافة إلى أي تجارة للأسلحة بين الدولتين روسيا وإيران، هناك أسباب اقتصادية مقنَّعة لطريق العبور الجديد، إذ كانت السفن التي تبحر في نهري دون وفولغا تتاجر تقليدياً في الطاقة والسلع الزراعية، إذ إن إيران هي ثالث أكبر مستورد للحبوب الروسية، لكن النطاق مهيأ للتوسع حاليّاً.

وأعلن البلدان عن مجموعة من الصفقات التجارية الجديدة التي تغطي البضائع بما في ذلك التوربينات والبوليمرات والإمدادات الطبية وقطع غيار السيارات، كما تؤمّن روسيا الوقود النووي ومكوّنات المفاعل الإيراني في بوشهر.

وتحتاج روسيا إلى تعويض الانهيار المفاجئ لعلاقاتها التجارية مع أوروبا، التي كانت قبل الحرب أكبر شريك تجاري لها، فضلاً عن إيجاد حلول للعقوبات الأمريكية والأوروبية.

وهناك كثير من العقبات، لكن روسيا وإيران تنفقان أموالاً ضخمة للتغلب عليها، فروسيا تخطّط لاستثمار مليار دولار لتحسين القدرة على الملاحة عبر نهري آزوف ودون وعبر القناة المرتبطة بنهر الفولغا.

وتبحر مئات السفن يوميّاً عبر الممر الذي يربط بين البحر الأسود وبحر قزوين، وفقاً لبيانات بلومبرغ، مع تراكم الاختناقات المرورية الروتيني حول أضيق النقاط.

وتتنقل السفن التي يبلغ طولها أكثر من 100 متر عبر نحو 32 كيلومتراً إلى الداخل من بحر آزوف إلى مدينة روستوف أون دون الروسية، حيث تُظهِر صور الأقمار الصناعية السفن تصطفّ روتينيّاً في انتظار السماح بمرورها إلى نهر الفولغا.

أما قناة دون فولغا فهي امتداد بطول 101 كيلومتر من ممرات صنعها الإنسان وخزانات طبيعية تربط بين النهرين في أقرب نقطة بينهما، ولكن غالباً ما يمنع الجليد حركة المرور خلال أشهر الشتاء.

وتقيّد ضحالة بعض أجزاء المجرى المائي حجم السفن التي تبلغ سعتها نحو 3000 طن، لكن عمليات التطوير الجارية تستهدف السماح لسفن يبلغ حجمها ضعف هذا الحجم بالمرور عبر القناة.

ووفقا لوكالة الأنباء البحرية الإيرانية، تعمل روسيا على وضع اللمسات الأخيرة على القواعد التي من شأنها منح السفن الإيرانية حقّ المرور على طول الممرات المائية الداخلية على نهري الفولغا والدون.

وتُظهِر بيانات حركة السفن التي جمعتها بلومبرغ بالفعل ما لا يقلّ عن اثنتي عشرة سفينة إيرانية، بعضها تديره مجموعة خطوط الشحن التابعة للحكومة الإيرانية الخاضعة للعقوبات الأمريكية، وهي تبحر في المياه بين ساحل بحر قزوين في البلاد ومواني نهر الفولغا الرئيسية.

وأفادت وكالة أنباء العمل الإيرانية شبه الرسمية الشهر الماضي، بأن شركة "IRISL" ومقرها طهران، استثمرت 10 ملايين دولار في ميناء على طول نهر الفولغا، لمضاعفة سعة الشحن بميناء سوليانكا في مدينة أستراخان الروسية إلى 85 ألف طنّ شهرياً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً