الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته بمناسبة ذكرى انطلاقة حركة فتح  (AP)
تابعنا

ما المهم: يتجه المشهد الفلسطيني الداخلي إلى مزيد من التصعيد والتأزم، وتشير تطورات الساعات الأخيرة إلى أن الفلسطينيين سيعودون إلى نقطة الصفر داخلياً، في ظل تراشق إعلامي هو الأعنف منذ سنوات بين قطبَي الانقسام فتح وحماس.

ويمر ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حماس وفتح بأسوأ وأصعب مراحله خاصة بعد القرارات الأخيرة التي صدرت عن الرئيس محمود عباس بالشروع فوراً في تنفيذ ما قررته المحكمة الدستورية بحل المجلس التشريعي، والدعوة إلى انتخابات تشريعية خلال ستة أشهر، بالتزامن مع حملة اعتقالات في صفوف قيادات ونشطاء من حماس في الضفة الغربية.

التصعيد بين الطرفين يبدو أنه سيكون عنواناً متكرراً للأحداث الساخنة في عام 2019، على مستوى المشهد الفلسطيني.

المشهد: وصف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، حركة حماس بـ"الجواسيس"، بعدما منعت إيقاد شعلة انطلاقة حركة فتح في غزة، وتوعدَها بمزيد من الإجراءات. وأشار إلى أن من "ينحرف عن الخط الوطني وإرادة الشعب سيكون في مزابل التاريخ".

الأمر الذي دعا حركة حماس للرد ببيان شديد اللهجة، وصفت فيه الرئيس بأنه "شخصية مهزومة". وأكدت في البيان أن العبارات التي أطلقها عباس "لا تليق برئيس، ولا يتشرف بها الشعب الفلسطيني المقدام، والتي عبرت عن حجم البؤس واليأس الذي يتملكه جراء السياسات الفاشلة التي اتبعها والمواقف المدمرة التي اتخذها على مدار حكمه، وفرضها على الشعب وكل مكوناته، وأثّرت على وحدته ورؤيته السياسية والنضالية المتعلقة بإدارة الصراع".

ما التالي:يرى أستاذ العلوم السياسية، أمجد أبو العز، أن محمود عباس اتخذ قرار الحسم مع حركة حماس، مشيراً إلى أن كل جولات المصالحة قد انتهت بالفشل.

وفي حديثه لـTRT عربي، قال أبو العز إن المعارك الإقليمية هي من عززت الانقسام الداخلي، مضيفاً أن المعادلة الإقليمية ذاتها لن تسمح بالتصعيد القوي بين حماس وفتح.

وأشار أبو العز إلى أن إسرائيل غير معنية بالضغط أكثر على قطاع غزة؛ كي لا تنفجر الأوضاع ضدها، فيما تسعى الولايات المتحدة للتهدئة في هذه الفترة.

خطوة حل المجلس التشريعي ستليها خطوات مهمة، على رأسها حل حكومة الوحدة الوطنية من أجل قطع كل السبل مع حركة حماس

أمجد أبو العز - أستاذ العلوم السياسية

وعن ملف الانتخابات، يعتقد أبو العز أن ثمة إجماعاً بين كل الأطراف على ضرورة الانتخابات، إلا أن قرار الرئيس الفلسطيني بحل المجلس التشريعي جاء كردة فعل على فشل المصالحة.

ويلفت إلى أن خطوة حل المجلس التشريعي ستليها خطوات مهمة، على رأسها حل حكومة الوحدة الوطنية من أجل قطع كل السبل مع حركة حماس.

من جانبه، قال المحلل السياسي الفلسطيني، مصطفى الصواف، إن السلطة الفلسطينية هي من بدأت بالتصعيد بعد قراراتها الأخيرة واعتقال العشرات من قيادات حماس لديها.

وأكد الصواف لـTRT عربي، أن المصالحة ملف تم طيه والانتخابات ستُجرى فقط في الضفة الغربية وهي مجرد تسويق إعلامي لشرعية السلطة.

واعتبر الصواف أن يوم الإثنين القادم سيكون امتحاناً كبيراً لحركة فتح في غزة، بعد عزمها إحياء انطلاقتها في ساحة السرايا دون إعلام السلطات الأمنية، وهو ما يعني التصعيد وعدم الاعتراف بحماس.

TRT عربي
الأكثر تداولاً