الناشطون العراقيون يتهمون أنصار التيار الصدري بمحاصرة ساحات الاحتجاجات التي اعتصم فيها المتظاهرون منذ أشهر  في العراق (Reuters)
تابعنا

قال ناشط في احتجاجات العراق وشهود عيان السبت، إن أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يضيقون الخناق على الحراك الشعبي المناهض للحكومة والطبقة السياسية الحاكمة، بمحاصرة ساحات يعتصم فيها محتجون منذ أشهر.

ودعا مقتدى الصدر في حسابه على تويتر السبت، إلى استمرار سلمية التظاهرات وعدم إجبار أي شخص على التظاهر والاحتجاج مطلقاً، إضافة إلى ذلك، دعا الصدر إلى عدم التعدي على القوات الأمنية.

والأحد الماضي، أمر الصدر أنصاره المعروفين باسم أصحاب "القبعات الزرق"، بالعمل مع قوات الأمن للتصدي لمن سماهم "المخربين" و"المندسين" في الاحتجاجات.

وعلى إثر ذلك، بدأ أنصار الصدر حملة منسقة لقمع تجمعات المتظاهرين، بما في ذلك اقتحام ساحات الاعتصام، عبر إطلاق الرصاص الحي عليهم وطعنهم بالسكاكين وضربهم بالهراوات، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المحتجين.

وقال عباس الظهراني، وهو عضو في تنسيقية الحراك بالنجف، للأناضول، إن "أنصار الصدر انسحبوا من ساحة الصدرين (معقل المتظاهرين المعتصمين) وتمركزوا في محيطها".

وأضاف الظهراني أن "هؤلاء يقومون بمضايقة كل من يدخل الساحة، عبر إساءة معاملتهم وتفتيشهم، على الرغم من أن هذا الأمر من مهام قوات الأمن، وليس المليشيات".

واتهم "الصدر بأنه يحاول بكل السبل إنهاء الاحتجاجات وقمعها بناء على أوامر إيران".

من جانبهم، قال شهود عيان من المتظاهرين للأناضول، إن "أصحاب القبعات الزرق ينتشرون في محيط عدة ساحات رئيسية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، بهدف تضييق الخناق على الاحتجاجات".

وأضاف الشهود أن "عدداً قليلاً من أنصار الصدر، لا يزالون في ساحة التحرير (معقل المتظاهرين في بغداد)، لكن العدد الأكبر منهم ينتشرون في محيط الساحة، وفي محيط ساحات احتجاج بكربلاء (جنوب) وبابل (وسط) ومدن أخرى".

والأربعاء الماضي، شن أنصار الصدر أشد الهجمات دموية في النجف، عندما أطلقوا النار على المحتجين في ساحة الصدرين وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل 11 متظاهراً وإصابة 122 آخرين.

وأثار قمع أنصار الصدر للمحتجين تنديداً دولياً ومحلياً واسعاً، كما دعا المرجع الشيعي علي السيستاني قوات الأمن إلى حماية الاحتجاجات.

وصوّر الصدر نفسه على مدى أشهر، بأنه داعم رئيسي للاحتجاجات، قبل أن ينقلب عليها على إثر اتفاقه مع قوى سياسية مقربة من إيران، على تكليف وزير الاتصالات الأسبق محمد توفيق علاوي تشكيل الحكومة المقبلة، لكن الأخير لا يحظى بتأييد المتظاهرين.

ويطالب المحتجون برئيس وزراء مستقل نزيه لم يتقلد مناصب رفيعة سابقاً، بعيد عن التبعية لأحزاب ودول أخرى، فضلاً عن رحيل كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة ومحاسبتها، إذ تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً