الساحة الليبية تشهد تصعيداً عسكرياً كبيراً بين قوات حفتر والقوات الموالية لحكومة الوفاق (Reuters)
تابعنا

لا يزال التصعيد العسكري سيد الموقف في ليبيا، فبعد إعلان اللواء خليفة حفتر، الخميس، تحرك قواته صوب العاصمة طرابلس بهدف بسط السيطرة عليها، أطلقت حكومة الوفاق الوطني المعترَف بها دوليّاً، الأحد، عملية عسكرية سمّتها "بركان الغضب" لصدّ قوات حفتر.

حفتر يصعّد وحكومة الوفاق ترد بـ"بركان الغضب"

بعد اشتباكات عنيفة دارت طوال السبت بين القوات الحكومية وقوات الشرق التي يقودها اللواء خليفة حفتر، نفّذت قوات حفتر، الأحد، ضربة جوية على الجزء الجنوبي من العاصمة الليبية.

وبينما لا تزال قوات حفتر تقول إنها وصلت بالفعل إلى مشارف طرابلس الجنوبية وبسطت سيطرتها على المطار الدولي السابق، فإن مسؤولين عسكريين في طرابلس ينفون صحة هذه الادعاءات.

وأعلنت وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني، في بيان أصدرته الأحد، أن المواجهات المسلحة المستمرة في طرابلس منذ الخميس الماضي، خلّفت 21 قتيلاً و27 جريحاً.

ولم يوضح البيان هويات الضحايا، وما إذا كانوا من المدنيين أو العسكريين، إلا أن الناطق باسم الوزارة أمين محمد الهاشمي قال لوكالة الأناضول، إن الإحصائية شملت المدنيين والعسكريين المحسوبين على طرابلس فقط.‎

وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً تعهّد بالرد "بحزم" على اعتداءات حفتر، التي اعتبرها بمثابة "انقلاب على الاتفاق السياسي". والتقى السراج، صباح الأحد،المدعي العسكري العام فتحي سعد لبحث سبل "محاسبة الخارجين عن القانون والشرعية".

القائد الأعلى للجيش الليبي رئيس المجلس الرئاسي يبحث مع المدعي العسكري العام محاسبة الخارجين على القانون...

Posted by ‎حكومة الوفاق الوطني Government of National Accord‎ on Sunday, 7 April 2019

وأعلن المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد محمد قنونو، الأحد، انطلاق عملية "بركان الغضب" لصد قوات خليفة حفتر، وأوضح قنونو في مؤتمر صحفي أن قوات حفتر نفّذت "محاولة فاشلة للانقلاب على الشرعية"، مؤكداً ثقته بقدرة قواته على حماية العاصمة وكل مدن ليبيا.

يُشار إلى أن التصعيد العسكري المتزايد يحدث قبل أيام من المؤتمر الوطني الجامع المقرر انعقاده من 14 إلى 16 أبريل/نيسان الجاري برعاية الأمم المتحدة، ولا يزال موقف المنظمة الدولية حتى الآن متمركزاً حول ضرورة عقد المؤتمر، إلا إن طرأت "ظروف قاهرة".

اتهامات للغرب وروسيا بدعم حفتر

اتهمت صحف بريطانية، الأحد، الدول الغربية وروسيا بتقديم دعم مباشر أو غير مباشر للواء الليبي خليفة حفتر، الذي يقدّم نفسه للعالم كعدو لدود للإسلاميين، فيما ترى أطراف داخل وخارج ليبيا أن انتصاره على خصومه سيتبعه تأسيس نظام حكم مستبد.

وكتب محرر الشؤون الدبلوماسية في صحيفة الغارديان باتريك وينتور، أن "الدول الغربية لا تساعد في إرساء الديمقراطية في ليبيا، بل تنظر إلى الأزمة في البلاد من ناحية دور طرابلس في وقف موجات الهجرة ومكافحة الإرهاب وإنتاج النفط".

ونوّه وينتور بأن ليبيا قد تجد نفسها بعد 8 سنوات من سقوط نظام معمر القذافي "تحت سلطة مستبدة"، على خلفية عدم وقوف بعض الجهات الغربية في طريق حفتر نحو السلطة.

ونشرت صحيفة صنداي تايمز، الأحد، تقريراً بعنوان "الجنرال المارق يغتنم فرصة حصار طرابلس"، وأشار التقرير إلى حفتر باعتباره "أمير الحرب الذي دربته الولايات المتحدة وتدعمه روسيا، وأنه قد تحرك أخيراً لتحقيق هدفه".

يُذكر أنه على الرغم من أن خليفة حفتر يحظى بدعم دبلوماسي وعسكري من مصر والإمارات والسعودية وبعض المسؤولين في الحكومة الفرنسية، فإن معظم هذه الأطراف سارعت بإدانة تحركاته العسكرية الأخيرة صوب طرابلس.

"نداء عاجل" باحترام الهدنة

أطلقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الأحد، "نداءً عاجلاً" من أجل هدنة إنسانية لمدة ساعتين في الضاحية الجنوبية للعاصمة طرابلس، لتأمين إجلاء الجرحى والمدنيين.

وقالت البعثة في بيان إنها "تدعو جميع الأطراف العسكرية الموجودة في منطقة وادي الربيع والكايخ وقصر بن غشير والعزيزية إلى احترام هدنة إنسانية بين الساعة 16:00 و18:00 (من 14:00 إلى 16:00 بتوقيت غرينتش) من اليوم لتأمين أجهزة وطواقم الإسعاف والطوارئ والهلال الأحمر الليبي لإجلاء الجرحى والمدنيين".

ولا يبدو أن دعوة الأمم المتحدة لقيت صدى لدى الأطراف المتحاربة حتى الآن، إذ لا تزال الاشتباكات المسلحة مستمرة وأعداد الجرحى والقتلى من المدنيين في تزايد.

خريطة لأبرز القوى العسكرية في ليبيا

تشهد ليبيا صراعاً عسكرياً بين عدة أطراف منذ مقتل معمر القذافي عام 2011، وأخذ الصراع في الأعوام الأخيرة طابعاً جغرافياً، إذ انقسمت البلاد بين شرق تسيطر عليها قوات خليفة حفتر المدعوم من مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق، وغرب يخضع لسلطة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً والقوات الموالية لها.

ومن أبرز القوات الموالية لحكومة الوفاق كتائب مصراتة وكتائب طرابلس وكتائب الزنتان والحرس الرئاسي والإدارة العامة للأمن المركزي، وتُعَدّ كتائب مصراتة أكبر قوة عسكرية منظمة من بين القوات المذكورة.

على الجانب الآخَر يتزعم خليفة حفتر قوات تطلق على نفسها "الجيش الوطني" تسيطر على عدة مناطق شرقي البلاد، كما تحظى بدعم عسكري من مصر والسعودية والإمارات، كما يوفّر لها مجلس النواب المنعقد في طبرق غطاءً سياسيّاً في الداخل.

TRT عربي
الأكثر تداولاً