كييف تتسلم 3 مليارات يورو من المساعدات الأوروبية وواشنطن تتعهد بدعم جديد / صورة: AA (AA)
تابعنا

أعلن قائد الجيش الأوكراني فاليري زالونجي أنه التقى للمرة الأولى رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية مارك ميلي على خلفية مفاوضات مكثفة بشأن تزويد كييف المزيد من الأسلحة الغربية.

وقال زالونجي عبر تليغرام: "لقائي الأول شخصياً بالجنرال مارك ميلي كان اليوم في بولندا"، مشيراً إلى أنه شكر ميلي لدعمه "الثابت" لأوكرانيا وعدّد "الحاجات الملحّة" للجيش الأوكراني.

وفي إطار جهود كييف في التفاوض مع حلفائها الغربيين للحصول على مزيد من المساعدات العسكرية والمالية حصلت أوكرانيا على دفعة أولى تبلغ ثلاثة مليارات يورو من مجموع 18 ملياراً يُتوقع أن تحصل عليها من الاتحاد الأوروبي في 2023، وفق ما أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء.

وكتب الرئيس الأوكراني على تويتر: "تلقت أوكرانيا أول ثلاثة مليارات يورو من برنامج مالي جديد بقيمة 18 مليار يورو" لدعم الاقتصاد الأوكراني.

وشكر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ومجموعة السبع والعشرين على "الدعم القوي" لكييف، بعد نحو 11 شهراً على بدء الهجوم العسكري الروسي.

وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول، أقر الاتحاد الأوروبي منح هذه المساعدة المالية الجديدة لأوكرانيا، بعد مفاوضات شاقة بين الدول الأعضاء.

والتزم الأوروبيون تقديم 1,5 مليار يورو شهرياً لأوكرانيا خلال 2023 لتمويل الإنفاق العام.

ويأتي الدعم على شكل قروض بلا فائدة على مدى 35 عاماً، مع احتمال إلغاء الدين.

لكن بروكسل حددت شروطاً معينة لهذه المساعدة.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيشينا لموقع أوكراني: "يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى التأكد من أن أوكرانيا ستستخدم الـ 18 مليار يورو بشكل مناسب"، موضحةً أنّ من بين الشروط قضايا تتعلق بـ "دولة القانون" ومكافحة الفساد.

وستسهم المبالغ المالية الأوروبية في دعم ميزانية أوكرانيا الوطنية، فيما يقدر زيلينسكي أن البلاد تحتاج إلى نحو 45 مليار دولار في 2023.

ووفقاً لمركز الأبحاث الأوكراني للاستراتيجيات الاقتصادية، قد تصل القيمة الإجمالية للمساعدات الغربية لأوكرانيا (المالية والعسكرية وغيرها) إلى ما مجموعه 100 مليار دولار في 2023، بينها أكثر من 40 ملياراً لقواتها المسلحة فقط.

واجب أخلاقي

أما المساعدات العسكرية، فأكدت بريطانيا الثلاثاء أن قرارها تزويد أوكرانيا بالدبابات لدعم جهود كييف الحربية ضد روسيا هو "واجب أخلاقي"، في حين أعلنت الولايات المتحدة أن مزيداً من المساعدات العسكرية في طريقها إلى هناك.

واعتبر وزير الخارجية جيمس كليفرلي خلال زيارة الى واشنطن أن بريطانيا بكونها أول دولة توافق على طلب كييف تزويدها بدبابات غربية إنما تبعث رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "ما على بوتين أن يفهمه هو أنه سيكون لدينا الثبات الاستراتيجي للبقاء الى جانبهم حتى تنفيذ المهمة. وأفضل ما بإمكانه أن يفعله لحفظ حياة جنوده هو إدراك أننا سندعم الأوكرانيين حتى تحقيق النصر".

وحذّر "كل هذا يكلف كثيراً من الأرواح وأكثر بكثير من حيث المال إذا سمحنا لهذه الحرب بأن تكون حرب استنزاف طويلة".

وتابع: "توجد أكياس جثث عائدة من الجبهة لروس وكذلك لأوكرانيين. لذا فإن الواجب الأخلاقي هو وضع نهاية لهذا".

وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أعلن السبت أن حكومته ستسلّم "خلال الأسابيع المقبلة" 14 دبابة من طراز "تشالنغر 2" لأوكرانيا.

من جهته رحّب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعد لقائه كليفرلي بقرار بريطانيا إرسال دبابات.

ولم يتطرق بلينكن إلى إمكان تقديم بلاده مساعدة عسكرية من هذا النوع أيضاً، لكنه أشار إلى أن وزير الدفاع لويد أوستن سيلتقي في وقت لاحق هذا الأسبوع ممثلي دول حليفة للتباحث حول أوكرانيا.

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني: "أتوقع أن تسمعوا مزيداً من الإعلانات في الأيام المقبلة".

وأضاف: "قدمنا باستمرار ما تحتاج إليه أوكرانيا من مساعدات ونحن نفعل ذلك بطريقة لضمان بأنها تستجيب لما يحدث في ساحة المعركة".

وزوّدت دول أوروبية كييف في السابق بدبابات سوفييتية متطورة فيما تعهدت الولايات المتحدة وفرنسا بتقديم دبابات خفيفة، مع إرسال واشنطن مدرّعات من طراز برادلي.

وواجهت ألمانيا دعوات من دول أوروبية لبذل مزيد في هذا الإطار، حيث يُنتظر أن يقرر المستشار أولاف شولتس ما إذا كان سيوافق على تزويد أوكرانيا بدبابات من طراز ليوبارد.

وقال الرئيس البولندي أندريه دودا الذي أكدت بلاده استعدادها لتسليم كييف دبابات ليوبارد 2: "نأمل ونحاول تنظيم دعم أكبر لأوكرانيا". وأضاف: "نأمل أن تشارك ألمانيا مُصنِّع هذه الدبابات في ذلك أيضاً".

ومن المقرر عقد اجتماع بشأن الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا الجمعة في قاعدة رامشتاين الأمريكية في ألمانيا.

وردا على سؤال حول دبابات ليوبارد، قال بلينكن إن الشحنات العسكرية تخضع لـ"قرارات سيادية لكل دولة"، لكنه وصف جهود ألمانيا بأنها "استثنائية للغاية".

وأشاد بلينكن ببرلين لانضمامها مؤخراً إلى الولايات المتحدة في منح أوكرانيا نظام الدفاع الصاروخي "باتريوت".

وبرّر كليفرلي قرار بلاده إرسال دبابات إلى أوكرانيا لمساعدتها على صد الروس في شرق البلاد وجنوبها، وهي المناطق التي حاولت روسيا الاستيلاء عليها منذ بدء هجومها العسكري قبل نحو 11 شهراً.

وقال كليفرلي "إذا كان بوتين يعتقد أن العالم سوف يسلّم بتعب أوكرانيا ويفقد الإرادة لمقاومة طموحاته، فإن هذا سيكون سوء تقدير هائل آخر من جانبه".

وكان الرئيس جو بايدن حازماً ضد إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا خشية أن تؤدي ضربة في العمق الروسي إلى صراع مباشر بين واشنطن وموسكو.

معركة باخموت أشبه بمعركة فردان

وتأتي طلبات المساعدة الأوكرانية في الوقت الذي ضاعف فيه الجيش الروسي ومجموعة فاغنر المسلحة الجهود في شرق أوكرانيا لاحتلال مدينة باخموت ومحيطها، وهي معركة دامية دائرة منذ الصيف.

وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء أن معارك عنيفة بالمدفعية تدور حول مدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألفاً قبل الحرب وباتت الآن مدمرة.

ويقول إيفان المسعف العسكري الأوكراني "إنها معركة فردان هناك" في إشارة إلى المعركة المروعة خلال الحرب العالمية الأولى بين الفرنسيين والألمان في شرق فرنسا.

تعليق عمليات البحث في دنيبرو

على الصعيد الميداني أيضاً، علقت أوكرانيا الثلاثاء عمليات البحث عن ناجين في دنيبرو، تحت أنقاض مبنى سكني دمره صاروخ روسي، في قصف يعد من الأعنف في الحرب خلّف 45 قتيلاً ونحو 20 مفقوداً وفقاً لآخر حصيلة.

وأعلن حاكم المنطقة فالنتين ريزنيتشينكو بعد ظهر الثلاثاء مقتل 45 شخصاً بينهم ستة أطفال في قصف الروسي للمبنى السكني. وكانت الحصيلة السابقة تحدثت عن سقوط 44 قتيلاً و20 مفقوداً و79 جريحاً.

في وقت سابق ذكرت أجهزة الإنقاذ الأوكرانية على تليغرام أن "عمليات البحث والإنقاذ في موقع الضربة الصاروخية في مدينة دنيبرو انتهت".

وقال كيريلو تيموشينكو المسؤول في الرئاسة الأوكرانية إن صاروخا أصاب السبت مبنى في دنيبرو (شرق)، مما أدى إلى تدمير "أكثر من 200 شقة".

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين أنه "سيجرى التعرف على كل مذنب بارتكاب جريمة الحرب هذه وسيحاكَم".

من جهتها نفت روسيا كما في المرات السابقة أن تكون ضالعة في المجزرة وحملت أوكرانيا المسؤولية. وتحدث الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاثنين عن "مأساة" قد يكون سببها نيران المضادات الجوية الاوكرانية.

واستُهدف المبنى خلال عمليات قصف جديدة وكثيفة لمنشآت الطاقة الأوكرانية، في حملة أطلقها الكرملين في أكتوبر/تشرين الأول لإغراق الأوكرانيين في العتمة والبرد بعدما مُنيت روسيا بسلسلة هزائم عسكرية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً