لقاء جمع وفد تركي مع نظيره روسي في العاصمة أنقرة من أجل إعادة الهدوء لإدلب (AA)
تابعنا

يتصاعد سوء الأزمة في سوريا بعد الهجمة التي شنها النظام السوري وروسيا على إدلب شمال غربي سوريا، وفي الوقت الذي تستمر فيه روسيا بخرق الاتفاقيات الموقعة بين أنقرة وموسكو وطهران والمتوصل بموجبها إلى وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد، تحاول تركيا ضبط الأوضاع وإعادة الهدوء إلى المنطقة وتجنيب المدنيين مزيداً من القتل والتهجير.

ولبحث التطورات في إدلب، انتهى لقاء جمع وفدين من تركيا وروسيا في أنقرة، ركز على الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان الهدوء ودفع العملية السياسية في سوريا، حسبما أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة الأناضول.

وضم الوفدان مسؤولين عسكريين واستخباراتيين من كلا البلدين، اجتمعوا لثلاث ساعات، قرروا على أثرها عقد مباحثات أخرى خلال الأسابيع المقبلة، لكنهم لم يحددوا ما إذا كان بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اجتماع مرتقب.

وتُعتبر زيارة الوفد الروسي لأنقرة مهمة جداً، حسب ما قاله الخبير العسكري والاستراتيجي جوشكون باشبوغ لـTRT عربي، لأن الهجمات التي استهدفت نقاط المراقبة التركية كانت نقطة تحوُّل مهمة للغاية، وأصبح كل شيء مختلفاً عما سبق بعد هذا التطور.

وأشار باشبوغ إلى أن روسيا تريد أن تجس نبض تركيا وكم هي عازمة على تحقيق أهدافها، وهذا سبب إرسال الوفد الروسي، منوها بأن موسكو تريد أن تنسق للمرحلة الجديدة.

وأضاف: "ستعزز تركيا نقاط المراقبة بناء على الاتفاقية الموقعة بين أنقرة وموسكو وطهران، وسترسل مزيداً من المدرعات والآليات العسكرية، لأن التطورات الأخيرة أجبرتها على إرسال مزيد من التعزيزات".

وأرسل الجيش التركي السبت، دفعة تعزيزات ضخمة إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا. وضمت القافلة التي شملت تعزيزات مرسلة من وحدات مختلفة إلى قضاء ريحانلي بولاية هطاي، أكثر من 300 مركبة عسكرية، وتوجهت القافلة نحو الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا.

الهجمات على إدلب مستمرة

وعلى الرغم من تلك الاجتماعات، سيطرت قوات النظام السوري بدعم جوي من روسيا خلال ساعات منذ مساء الجمعة، على 18 منطقة مأهولة بالسكان في محافظة إدلب شمالي غربي البلاد.

وتلك المناطق هي حوير العيس ورسم العيس ورسم الصهاريج وجب كاس وأم عتبة ومريودة وتل باجر وكوسنيا والشيخ أحمد وتل كراتين ومكحلة وأباد وأعجاز ومحاريم وطلافح والخواري وتل النباريز والظاه ودرية.

وقال محمد كردي، مراسل TRT عربي على الحدود السورية التركية، إن قوات النظام السوري سيطرت بدعم من مليشيات إيرانية وروسية، على عدد من القرى في ريف حلب، تتمتع باستراتيجية كبيرة لأنها تقع على الطريق الدولي الذي يربط محافظتي حلب ودمشق.

وأضاف المراسل: "فصائل المعارضة قالت إنها دمّرَت عدداً من الدبابات التي هاجمت المنطقة، فيما ما يواصل الطيران الروسي غاراته في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، لا سيما في بلدة معرة النعمان".

نقاط خلاف روسية-تركية

ما زالت تركيا مصرَّة على موقفها الداعم للمدنيين السوريين، الذي يدين الهجمات السورية والنظام. وقال رئيس دائرة الاتصالات برئاسة الجمهورية التركية، إن بلاده تدعم الشعب السوري الذي خرج لنيل حريته، وتقاوم الإرهاب دون تقديم تنازلات، مشيراً إلى أن نظرة الشعب التركي إلى الأزمة السورية جاءت من جانب إنساني لا آيديولوجي.

وأشار إلى أن بلاده تسعى لإنهاء الحرب في سوريا، وبذلت كثيراً من الجهود في محادثات جنيف وأستانا من أجل ذلك، ولكن ما حدث في الآونة الأخيرة في إدلب أظهر صعوبة الموقف.

وأفاد وائل الحجار مراسل TRT عربي في أنقرة، بوجود هوة وخلافات بين موقفَي الحكومتين الروسية، والتركية التي دعت بوضوح إلى احترام مسار أستانا، ووقف إطلاق النار فوراً ووقف انتهاكات النظام السوري وهجماته على المدنيين السوريين والقوات التركية.

وهدّدَت أنقرة خلال الاجتماع بالردّ القاسي لأي هجمات لاحقة من النظام السوري، كما دعت إلى احترام نقاط المراقبة التركية وانسحاب قوات النظام السوري إلى ما خلف نقاط المراقبة التركية في منطقة خفض التصعيد، وقد حدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شهر فبراير/شباط موعداً أخيراً لانسحاب قوات النظام.

وأشار المراسل إلى أن الموقف الروسي يتذرَّع بمحاربة الإرهاب من أجل فسح المجال للنظام السوري لمواصلة هجماته.

وينعكس المشهد الميداني على المعاناة الإنسانية التي تفاقمت في الشمال السوري، مع وجود حركة نزوح جديدة، لا سيما من بلدات ريف حلب الجنوبي التي سيطر عليها النظام، وتضاف هذه الحركة إلى مناطق الشمال، بخاصة مدينة إدلب.

وزاد الطقس البارد وموجات الثلوج التي ضربت مناطق ريف حلب الشمالي والمخيمات هناك، كما خرج مركز صحّي عن العمل في ريف حلب الشمالي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً