الاجتماع أتى بعد أسابيع من إعلان القاهرة أن مباحثات السد مع أديس أبابا وصلت إلى طريق مسدود (وزارة الخارجية المصرية)
تابعنا

اجتمع وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان ووفود البلدان الثلاثة الأربعاء، مع وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، ورئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، في العاصمة الأمريكية واشنطن.

يأتي هذا الاجتماع استجابةً لدعوة الإدارة الأمريكية بشأن سد النهضة، وأداره وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، بتفويض من الرئيس دونالد ترمب، بدلاً من وزارة الخارجية.

لم تكن أجندة الاجتماع واضحة على الأقل لدى أطراف الاجتماع، فوفق تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية نيبيات جيتاشي للصحافة، فإن حكومة بلاده قبلت دعوة الولايات المتحدة لعقد اجتماع لمناقشة سدّ النهضة الإثيوبي بمشاركة مصر والسودان، دون مزيد من التفاصيل.

أما وزير الخارجية المصري سامح شكري فكانت تصريحاته قبيل الاجتماع تعبيراً عن تطلع بلاده إلى توقيع "اتفاق قانوني ثلاثي" بينها وبين إثيوبيا والسودان خلال اجتماع واشنطن، بحضور البنك الدولي، لضمانة حقوق مصر المائية في مياه النيل.

جدير بالذكر أن هذا الاجتماع أتى بعد إعلان القاهرة، قبل أسابيع، أن مباحثات السد وصلت إلى طريق مسدود مع أديس أبابا، مؤكّدة أن الأمر يحتاج إلى وسيط، وهو ما رفضته إثيوبيا في البداية، لكن عادت وشاركت في اجتماع واشنطن.

وينصّ إعلان المبادئ الموقَّع بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، عام 2015، على أنه إذا لم ينجح الأطراف الثلاثة في حلّ النزاع عبر المفاوضات، يمكنهم حينها اللجوء إلى طلب الوساطة.

خارطة طريق سياسية لا فنية

تُصِرّ إثيوبيا في الوقت الراهن على استبعاد الجانب الفني في اجتماعات واشنطن، بدليل عدم حضور وزراء المياه والري في ظلّ طلب مصري للأمر.

وعليه أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية الخميس، وفق بيان رسمي، تجديد التزام الدول الثلاث التوصل إلى اتفاق شامل ومستدام لملء خزان سد النهضة وعملية التشغيل.

وأكّد الوزراء أيضاً إنشاء آلية واضحة للوفاء بذلك الالتزام وفقاً لإعلان المبادئ لعام 2015، حسب وكالة الأناضول.

خبر صحفي اجتماعات واشنطن حول سد النهضة الأثيوبي *** صرح سامح شكري وزير الخارجية، في أعقاب الاجتماعات التي عُقدت في...

Posted by ‎الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية‎ on Wednesday, 6 November 2019

وأعلن وزراء خارجية الدول الثلاث موافقتهم على عقد 4 اجتماعات فنية حكومية على مستوى وزراء المياه، يحضرها البنك الدولي والولايات المتحدة كمراقبين، وفق البيان ذاته.

واتفق الوزراء أيضاً على العمل من أجل استكمال الاتفاق بحلول 15 يناير/كانون الثاني 2020، وسيحضرون اجتماعين في واشنطن في 9 ديسمبر/كانون الأول 2019 و13 يناير/كانون الثاني المقبل، لتقييم ودعم التقدم في المحادثات.

وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول 15 يناير/كانون الثاني المقبل، فسيوافق وزراء الخارجية على الاحتجاج بالمادة 10 من إعلان المبادئ لعام 2015.

وتنص المادة 10 من إعلان المبادئ، التي تحمل اسم مبدأ التسوية السلمية للمنازعات، على أنه "تقوم الدول الثلاث بتسوية منازعاتهم الناشئة عن تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق بالتوافق من خلال المشاورات أو التفاوض وفقاً لمبدأ حسن النوايا".

وتضيف "إذا لم ينجح الأطراف في حل الخلاف من خلال المشاورات أو المفاوضات، فيمكن لهم مجتمعين طلب التوفيق، الوساطة أو إحالة الأمر لعناية رؤساء الدول أو رئيس الحكومة".

مصر تحشد دوليّاً

هواجس القاهرة في قضية سد النهضة مستمرة، إذ تتزايد التخوفات من التأثير السلبي لسد النهضة على تدفُّق حصة مصر السنوية من مياه نهر النيل، التي تبلغ وفق تقديرات حكومية 55 مليار متر مكعب، فيما يحصل السودان على 18.5 مليار، فيما لم تبدّد أديس بابا مخاوف القاهرة من الناحية الفنية حتى الآن.

وعقب انطلاق الجولة الأخيرة التي فشلت من المفاوضات الثلاثية بين وزراء الموارد المائية والري للدول الثلاث بالخرطوم، طالبت مصر واشنطن بالتدخل لحل الأزمة التي وصلت إلى طريق مسدود.

وكان البيت الأبيض أصدر بياناً عشية هذه الجولة الأخيرة، أعلن فيه دعم الأطراف الثلاثة في السعي للتوصل إلى اتفاق على قواعد ملء وتشغيل سدّ النهضة يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.

وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الخامس من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي بياناً قال فيه إن "مصر تتطلع لقيام الولايات المتحدة بدور فعال في هذا الصدد، خاصة على ضوء وصول المفاوضات بين الدول الثلاث إلى طريق مسدود".

وجدد السيسي تواصله مع الرئيس الأمريكي قبل الاجتماع بيومين، إذ وصف السيسي ترمب بأنه "رجل من طراز فريد ويمتلك القوة لمواجهة الأزمات والتعامل معها، وإيجاد حلول حاسمة لها".

وأضاف السيسي خلال اتصاله مع ترمب: "أجدّد امتناني الشخصي وتقدير مصر للرئيس ترمب على الجهود التي يبذلها لرعاية المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة، وأؤكّد ثقتي الكاملة في هذه الرعاية الكريمة، والتي من شأنها إيجاد سبيل توافقي يرعى حقوق كافة الأطراف في إطار قواعد القانون الدولي والعدالة الإنسانية".

وذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنه عقد محادثات مع مسؤولين من مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد جديد يجري بناؤه على نهر النيل.

وقال ترمب عبر حسابه الخاص على موقع تويتر: "الاجتماع مضى بشكل جيد".

وحاولت القاهرة ممارسة حشد دولي وإقليمي ضد الموقف الإثيوبي مؤخراً بعد 4 سنوات من المفاوضات المباشرة بالتواصل مع دول أوروبية وآسيوية لديها شركات تستثمر في السد، لكن لم يتضح بعد مصير التواصلات الدبلوماسية المصرية.

كما اقترحت روسيا مؤخراً القيام بوساطة فعالة بين أطراف الأزمة، لكن لا تزال القاهرة تعوّل حتى الآن على تدخل واشنطن أكثر من غيره.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً