المشاركون في المؤتمر أكدوا أن تجاوز انعكاسات الأزمات الإقليمية والدولية على العراق يستوجب تعاوناً ومقاربات سياسية واقتصادية جادة / صورة: AA (AA)
تابعنا

أعلن المشاركون في "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" بنسخته الثانية التي جرت في الأردن الثلاثاء توافقهم على دعم العراق في مواجهة جميع التحديات، بما في ذلك الإرهاب.

جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عقب انتهاء أعمال المؤتمر الذي عُقد في منطقة البحر الميت غربي العاصمة الأردنية عمان، بمشاركة 12 دولة.

ويهدف المؤتمر إلى دعم العراق الذي تعصف به الأزمات من مسلحي تنظيم داعش وتغير المناخ والفساد وعدم الاستقرار منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

من جانبه أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال المؤتمر رفض بلده أي تدخل في شؤونه الداخلية أو النيل من سيادته أو الاعتداء على أراضيه، مضيفاً أنه يرفض في الوقت نفسه أي تهديد ينطلق من أراضيه على أي من دول الجوار أو المنطقة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي نظمت بلاده المؤتمر بالشراكة مع العراق، إن على الدول التركيز على الأمن والاقتصاد والمياه والبنية التحتية لدعم المشروعات الملموسة لدى الجميع. ولم يذكر أمثلة على مجالات للتعاون.

وقال ماكرون: "معاً، علينا أن نتجاوز الانقسامات الحالية"، مضيفاً أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى تفاقم الوضع في المنطقة.

وتضمن البيان الختامي تجديد المشاركين "دعمهم للعراق في جهود ترسيخ دولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء مؤسسات قادرة على التقدم وإعادة الإعمار وحماية مقدراته".

وشدد البيان على "دعم العراق في تحقيق التنمية الشامل والعمل على بناء التكامل الاقتصادي، وأهمية التعاون الثلاثي مع مصر والأردن".

كذلك لفت البيان إلى أن "انعقاد المؤتمر يعكس الحرص على دعم دور العراق بما يسهم في جهود إنهاء التوترات وبناء علاقات إقليمية بنّاءة".

وأكد المشاركون في المؤتمر، أن "تجاوز انعكاسات الأزمات الإقليمية والدولية على العراق يستوجب تعاوناً ومقاربات سياسية واقتصادية جادة وفاعلة تدعم العملية التنموية فيه".

كما أكدوا "أهمية عقد دورة ثالثة للمؤتمر، وتحديد مكان انعقادها وتاريخها بالتشاور بينهم" حسب البيان.

اجتماع وزراء خارجية الأردن والعراق وفرنسا

وعقب انتهاء أعمال المؤتمر، عقد وزراء خارجية الأردن أيمن الصفدي، والعراق فؤاد حسين، وفرنسا كاثرين كولونا، مؤتمراً صحفياً مشتركاً.

وقال الصفدي: "اختتمت الدورة الثانية لمؤتمر بغداد برسالة واضحة وهي وقوفنا جميعاً إلى جانب العراق".

بدوره، اعتبر حسين، أن مؤتمر بغداد "ليس لدعم العراق فحسب، وإنما للعمل المشترك في المحيط الإقليمي".

وفي رده على سؤال حول تدخلات خارجية في بلاده، قال الوزير العراقي: "نحن قلنا بغداد النسخة الأولى للحوار، والحكومة العراقية تؤمن بالحوار، ويوجد عمل مشترك مع دول الجوار".

من جانبها، طالبت كولونا لبنان "بتسريع انتخاب رئيس له"، وكشفت بأنها "دعت إيران إلى الإفراج الفوري عن رهائن فرنسيين محتجزين لديها".

وفي وقت سابق الثلاثاء، انطلقت أعمال النسخة الثانية لمؤتمر "بغداد للتعاون والشراكة" في منطقة البحر الميت، بمشاركة العراق والأردن وفرنسا، وتركيا ومصر والكويت والسعودية والإمارات وقطر وسلطنة عُمان والبحرين وإيران.

وكانت النسخة الأولى من المؤتمر، عُقدت بالعاصمة العراقية بغداد في أغسطس/آب 2021.

إيران تبدي استعدادها للحوار من خلال المؤتمر

أبدت إيران استعدادها للحوار مع دول المنطقة من خلال "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" الذي حضرته السعودية خصمها الإقليمي.

ولم تظهر في المؤتمر مؤشرات تُذكر على أي تقدم ولم يتمخض عن اجتماع ثنائي بينهما.

وتدعم طهران في الشرق الأوسط أطرافاً متصارعة في حروب بالوكالة من اليمن إلى سوريا وأماكن أخرى.

وقطعت السعودية وإيران العلاقات عام 2016، ووفر الاجتماع على الشاطئ الأردني للبحر الميت فرصة لإجراء محادثات مباشرة، لكن لم ترد أنباء عن أي اجتماع بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود.

وقال أمير عبد اللهيان: "نحن مستعدون للتعاون مع جميع دول المنطقة بما في ذلك دول جنوب الخليج". كما تعهد الوزير السعودي في خطابه بدعم بغداد، دون الإشارة إلى العلاقات مع إيران.

واستضاف العراق خمسة اجتماعات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين منذ العام الماضي، كان آخرها في أبريل/نيسان، لكنها لم تسفر عن أي انفراجة في تهدئة التوترات في العراق أو أي بلد آخر.

وعلى الرغم من تشديد أمير عبد اللهيان على الحوار، سلط الضوء أيضاً على دور إيران في محاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا، وأشار إلى قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإسلامي الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد في يناير/كانون الثاني 2020.

وفي الوقت الذي تحدث فيه أمير عبد اللهيان في المؤتمر بالأردن، أشار إسماعيل قاآني خليفة سليماني، متحدثاً في طهران، إلى السعودية قائلاً إنها "لا تستحق أن تكون عدواً".

وتصاعدت التوترات بين إيران والسعودية منذ اندلاع الاحتجاجات في إيران، إذ طالب الحرس الثوري السعودية بالسيطرة على إعلامها، وحذر وزير المخابرات الإيراني الرياض من عدم وجود ما يضمن استمرار طهران في "صبرها الاستراتيجي".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً