التنظيم الإرهابي شكّل فرقاً تستهدف مراقبة الأطفال الأيتام والذين فقدوا أسرهم في الحرب بسوريا بهدف اختطافهم وتجنيدهم (AA)
تابعنا

اختطف تنظيم YPG/PKK الإرهابي، الثلاثاء، طفلة تبلغ من العمر 13 عاماً من شمال شرقي سوريا، وجندها في صفوفه. لتنضم إلى صفوف عريضة من الأطفال ممن اختطفهم التنظيم دون شفقة أو رحمة، ليحوّلهم إلى إرهابيين، تحت التهديد تارة، وعبر التغرير بهم واستغلال ظروفهم تارة أخرى.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يفعل بها التنظيم الإرهابي ذلك. فاختطاف الأطفال وتجنيدهم نهجاً يسير عليه منذ تكوّن. فيبدو أنه لم يكن كافياً بالنسبة لـYPG/PKK أن يكون ضحاياه من الأبرياء الذين يقتلهم يومياً بأسلحته وقنابله، بل وحتى من يتركهم على قيد الحياة لا يسلمون من بطشه.

فرق مراقبة الأيتام

وتعد واحدة من الصور التي تعكس بشاعة هذا التنظيم الإرهابي تشكيله فرقاً تستهدف مراقبة الأطفال الأيتام والذين فقدوا أسرهم في الحرب بسوريا بهدف اختطافهم وتجنيدهم.

ويقوم التنظيم الإرهابي وكياناته المختلفة بمختلف أسمائها، بتجنيد الأطفال، ممن فقدوا أسرهم في الحرب، بعد زرع الأفكار الإرهابية في عقولهم، عبر فرق جرى تشكيلها لهذا الغرض خصيصاً.

ويختطف الإرهابيون الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 15 عاماً، ممن يحددونهم مسبقاً، ثم ينقلونهم إلى معسكراتهم، ويغرسون فيهم أفكاراً وأيديولوجيات التنظيم الإرهابية، قبل نقلهم إلى ما يسمى "كتاب البالغين" بهدف تدريبهم على استخدام السلاح بعد بلوغهم سن الـ16، والزج بهم في المعارك عنوة.

وتمنع المنظمة الإرهابية أقارب الأطفال من التحدث معهم أو لقائهم، وتتهم من يصر على ذلك بالتجسس، وتقوم بتعذيبهم وزجهم في السجون.

وخلال إفاداتهم لدى السلطات القضائية، شرح الإرهابيون الذين سلموا أنفسهم لقوات الأمن التركية العام الجاري، كيفية انخراط الأطفال في التنظيم.

وأظهرت إفادات الإرهابيين، أن ما بين 30 إلى 50 طفلاً يتلقون محاضرات توجيهية لزرع أفكار التنظيم الإرهابي وأيديولوجياته بأربع مناطق مختلفة شمالي العراق، وديريك والحسكة والقامشلي في سوريا.

إدانات حقوقية وعالمية

وما يفعله التنظيم الإرهابي بكل فروعه في سوريا ليس خفياً على أحد، فقد أدانته صراحة العديد من المنظمات الحقوقية العالمية، فضلاً عن العديد من دول العالم.

وفي تقرير أعدته وزارة الخارجية الأمريكية الصادر في 26 يونيو/حزيران الماضي، تحت عنوان "تقرير الاتجار بالبشر 2020" أكدت على جرائم YPG/PKK الإرهابي بحق الأطفال وتجنيدهم قسراً.

وأشار التقرير إلى أن التنظيم يواصل تجنيد الأطفال من الذكور والإناث البالغين 12 عاماً، في مخيمات النازحين شمالي سوريا، وإجبارهم على حمل الأسلحة واستخدامها.

وكان أيضاً مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قد نشر في تقريره الصادر بتاريخ 16 يناير/كانون الثاني الفائت، أدلة جديدة حول استغلال التنظيم للأطفال وتجنيدهم للقتال بين صفوفه.

وفي تقرير أعدته الأمم المتحدة 2019، كشفت أن التنظيم استخدم 38 مدرسة ومستشفى لأنشطته العسكرية، وجنّد 313 طفلاً في عموم سوريا خلال 2018.

وأظهرت معطيات التقرير أن التنظيم الإرهابي استخدم 24 مدرسة ومشفى بسوريا لأنشطته العسكرية، إلى جانب استخدام 14 أخرى كمستودعات للذخيرة.

كما وثقت تجنيد التنظيم 313 طفلاً من أصل 806 أطفال مجندين في عموم سوريا خلال 2018.

وفي 29 يونيو/حزيران 2019، وقعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح، فرجينيا غامبا، خطة عمل مع القيادي في YPG/PKK الإرهابي فرحات عبدي شاهين، المسمى "مظلوم عبدي"، من أجل "تخلي التنظيم الإرهابي عن المقاتلين الأطفال بصفوفه".

وبالرغم من تلك الاتفاقية، ما زال التنظيم الإرهابي يستهدف الأطفال، وهذا ما أكدته حوادث الاختطاف الأخيرة، وكذلك تقارير المنظمات الحقوقية كمنظمة هيومن رايتس وواتش وغيرها.

كما أنه لم يصدر حتى اليوم أي تقرير عن الأمم المتحدة أو أي مؤسسة دولية أخرى حول آخر المستجدات المتعلقة بتخلي التنظيم الإرهابي عن تجنيد الأطفال أو التخلي عن مقاتليه من الأطفال.

أربعة عقود من الإرهاب

تشكل عين العرب (كوباني) والرقة، والطبقة والحسكة وقامشلي، وعامودا، والأجزاء الشمالية من محافظة دير الزور، أهم المناطق الآهلة التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا، حيث ما زال العرب يشكلون 70% من إجمالي عدد السكان.

ويحتل تنظيم PYD/PKK الإرهابي 25% من الأراضي السورية.

ويصنف PKK تنظيماً إرهابياً من قبل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

وتشكل في تركيا عام 1978 بهدف إقامة دولة انفصالية.

وطوال العقود الأربعة الماضية بعد ذلك ونتيجة هجماته الإرهابية قُتل أكثر من 40 ألف إنسان.

TRT عربي
الأكثر تداولاً