عمال إنقاذ أوكرانيون يحملون امرأة مسنة في إيربين بالقرب من كييف (1 أبريل/نيسان) حيث استؤنفت المحادثات (Efrem Lukatsky/AP)
تابعنا

قالت السلطات الأوكرانية إن أكثر من ثلاثة آلاف شخص فروا من مدينة ماريوبول في حافلات وسيارات خاصة، في وقت يستعد فيه الصليب الأحمر السبت لتنفيذ عملية إجلاء جديدة من المدينة المحاصرة بعد فشل محاولة أولى.

وفي اليوم الـ37 من الغزو الروسي لأوكرانيا خففت القوات الروسية قبضتها على كييف، إذ تعمل على تنظيم صفوفها للتركيز على مواجهة الجيش الأوكراني المتمرّس شرق البلاد. وهو ما يشير إلى صراع "طويل الأمد" قد يستمر أشهراً وفق البنتاغون.

وفي جنوب شرق البلاد لا تزال ماريوبول محل نزاع بين الطرفين والوضع الإنساني فيها كارثياً. وتجري عمليات إجلاء المدنيين بشكل تدريجي بعدما كانت مستحيلة على مدى أسابيع.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع مصور بُثّ ليل الجمعة-السبت: "اليوم (الجمعة) عملت الممرات الإنسانية في ثلاث مناطق: دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا. تمكنّا من إنقاذ 6266، بينهم 3071 من ماريوبول".

وأوضحت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك أن "1431 شخصاً سافروا من برديانسك وميليتوبول بوسائلهم الخاصة إلى زابوريجيا. 771 من بينهم أتوا من ماريوبول".

وأضافت أن "42 حافلة من برديانسك تقل سكاناً من ماريوبول و12 حافلة من ميليتوبول تقل سكاناً محليين" كانت في طريقها مساءً إلى زابوريجيا، متحدثة عما مجموعه "أكثر من 2500 شخص".

ومساء الجمعة دخل نحو 30 حافلة إجلاء إلى مدينة زابوريجيا، بعضها يقل أشخاصاً فروا من ماريوبول بمفردهم ثم نُقلوا بالحافلات إلى الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

إجلاء مستحيل

وتمكن سكان ماريوبول هؤلاء من الوصول إلى مدينة برديانسك التي تحتلها القوات الروسية، وفق شهادات أدلى بها ركاب لوكالة الصحافة الفرنسية ومسؤولون رسميون.

من جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي كان مقرراً أن تشارك في عملية الإجلاء الجمعة إن فريقها الذي أُرسل إلى ماريوبول اضطر إلى أن يعود أدراجه، لأن الإجلاء المقرر لآلاف المدنيين من هذه المدينة الساحلية التي تحاصرها القوات الروسية كان "مستحيلاً" الجمعة.

وقالت اللجنة "لكي تنجح العملية، من الضروري أن يحترم الأطراف الاتفاقات ويوفروا الشروط اللازمة والضمانات الأمنية".

لكن استمرار المعارك يهدد هذه الضمانات. فقد اتهمت روسيا الجمعة أوكرانيا بتنفيذ هجوم بواسطة مروحيات على أراضيها ولوحت باحتمال تشديد نهجها خلال المفاوضات.

ورفضت كييف التأكيد أنها تقف وراء الهجوم. وقال الرئيس زيلينسكي لمحطة "فوكس نيوز" التلفزيونية الأمريكية: "عفواً، لكنني لا أخوض في الأوامر التي أصدرها بصفتي قائداً أعلى" للقوات المسلحة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ستوفر مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة قد تصل إلى 300 مليون دولار تشمل أنظمة صواريخ موجهة بالليزر وطائرات مسيّرة "انتحارية" من طراز "سويتش بلايد" فضلاً عن طائرات مسيّرة خفيفة من نوع "بوما".

محادثات تركيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو إنهم يجرون محادثات مع تركيا لتتوسط لإجلاء المدنيين والجنود من مدينة ماريوبول المحاصرة.

وأوضح زيلينسكي أنه جرى فتح ممرات للمساعدات الإنسانية في مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا .

وأضاف أنهم أجلوا ما مجموعه 6 آلاف و 266 مدنياً من المدن بهذه المناطق الجمعة، مبيناً أنهم عقدوا اجتماعاً منفصلاً بخصوص نقل الجرحى والقتلى من ماريوبول، حيث وصل الوضع الإنساني إلى مرحلة حرجة.

وحذر زيلينسكي أسر الشباب في مقتبل العمر الذين يجري تجنيدهم بشكل إجباري في روسيا، قائلاً: "هذا التجنيد الإجباري يبدو تقليدياً ولكنه مختلف عن المعتاد، قد يجري إرسال أولئك الذين جندوا هذا العام للحرب ضدنا، لذلك هذا يعني الموت المحقق لكثير منهم".

وشدد زيلينسكي على أن روسيا تحاول تجنيد الناس، وبخاصة في شبه جزيرة القرم، واعتبر ذلك انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي.

وقال زيلينسكي مخاطباً سكان شبه جزيرة القرم: "عرقلوا هذا التجنيد، لا تنصاعوا للأوامر، وإذا لم تنجحوا، فاستسلموا للقوات المسلحة الأوكرانية في أول فرصة".

وذكر زيلينسكي أيضاً أن الجنود الروس بدؤوا الانسحاب من الولايات الشمالية لكن روسيا تحشد قواتها في المنطقة الشرقية وتستعد لهجمات قوية جديدة.

وهنأ زيلينسكي مسلمي أوكرانيا بحلول شهر رمضان المبارك، وقال إن "هذا الشهر يمثل الصلاة والصدق والتسامح والصدقة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً