Ukraine Russia (Alexei Alexandrov/AP)
تابعنا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، إن هناك مدنيين، من بينهم نساء وأطفال، ما زالوا في مدينة ماريوبول المحاصرة، مضيفاً أن ثمة حاجة إلى هدنة مطولة لتأمين عمليات الإجلاء.

وبعد فشل روسيا في السيطرة على العاصمة كييف في الأسابيع الأولى من الحرب التي أودت بحياة الآلاف ودمرت المدن، كثفت هجماتها على شرق وجنوب أوكرانيا حيث مدينة ماريوبول المطلة على بحر آزوف أحد الأهداف الرئيسية للهجوم.

وأعلنت روسيا لاحقاً تحقيق النصر في ماريوبول يوم 21 أبريل/نيسان، بعد أسابيع من الحصار والقصف. والمدينة مهمة في المحاولات الروسية لعزل أوكرانيا عن البحر الأسود المهم لصادرات القمح والمعادن.

وأجلت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر مئات الأشخاص من ماريوبول ومناطق أخرى هذا الأسبوع. لكن مسؤولين أوكرانيين يقولون إن هناك نحو 200 مدني ومقاتلين أوكرانيين ما زالوا محاصرين في شبكة من الثكنات تحت الأرض في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول.

وتعهدت روسيا بوقف النشاط العسكري في آزوفستال خلال النهار اليوم الخميس وفي اليومين التاليين للسماح بإجلاء المدنيين.

وقال زيلينسكي في كلمة ألقاها في الصباح الباكر إن أوكرانيا مستعدة لتأمين وقف إطلاق نار في ماريوبول.

وأضاف: "الأمر ببساطة سيستغرق وقتاً لإخراج الناس من هذه الأقبية ومن هذه الملاجئ تحت الأرض. وفي الظروف الراهنة لا يمكننا استخدام معدات ثقيلة لشق الطريق عبر الحطام. علينا تنفيذ كل هذا يدوياً".

استمرار عمليات الإجلاء من ماريوبول

وقد أعلنت الأمم المتحدة اكتمال ثاني عملية إجلاء لمدنيين من ماريوبول وغيرها من المدن الأوكرانية.

وقالت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في أوكرانيا أوسنات لوبراني، في بيان في وقت متأخر من مساء الأربعاء: "اليوم شهد اكتمال عملية جديدة للممر الآمن لإجلاء المدنيين الذين تقطعت بهم السبل في ماريوبول وغيرها من المجتمعات".

وأضافت: "مرة أخرى، عمل فريقنا من الأمم المتحدة والزملاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر معاً من أجل وصول من أرادوا مغادرة المناطق التي تشهد أعمالاً عدائية إلى بر الأمان، بموافقة أطراف النزاع".

وتابعت: "يتلقى الآن أكثر من 300 مدني من ماريوبول ومانوش وبيرديانسك وتوكماك وفاسيليفكا مساعدات إنسانية في زابوريزهيا".

وأفادت لوبراني بأن "الكثير من الذين جرى إجلاؤهم وصلوا بالملابس التي كانوا يرتدونها (بلا متعلقات أخرى)، ويجري الآن تقديم الدعم لهم خلال هذا الوقت العصيب، بما في ذلك الدعم النفسي الذي هم في أمس الحاجة إليه".

وأردفت: "في حين أن هذا الإجلاء الثاني للمدنيين من مناطق في ماريوبول وخارجها أمر مهم، إلا أنه يجب عمل الكثير للتأكد من أن جميع المدنيين المحاصرين في القتال بإمكانهم المغادرة في الاتجاه الذي يرغبون فيه. وسيستمر عملنا مع الأطراف لضمان مرور آمن للمدنيين".

والثلاثاء، أعلنت لوبراني إجلاء 101 مدني من مصنع آزوفستال للصلب، آخر معقل للقوات الأوكرانية في ماريوبول المحاصرة.

معارك في المناطق الحدودية وفي دونباس وخاركيف

وفي سياق منفصل، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أمس الأربعاء، إن واشنطن مدت أوكرانيا بتفاصيل عن موقع المقرات العسكرية الروسية المتنقلة، الأمر الذي ساعد القوات الأوكرانية في قصف هذه الأهداف.

وذكرت نيويورك تايمز أن مسؤولين أوكرانيين قالوا إنهم قتلوا نحو 12 جنرالاً روسياً في مضمار القتال.

واستهدفت الضربات الصاروخية الروسية في الآونة الأخيرة محطات سكك حديدية في محاولة لوقف شحنات الأسلحة الغربية.

وشنت القوات الروسية هجمات متفرقة على كييف ولفيف في غرب أوكرانيا قرب الحدود مع بولندا منذ انسحابها من المناطق المحيطة بالعاصمة في مطلع أبريل/نيسان.

وتركز موسكو الآن على االسيطرة على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا التي تتكون من إقليمي لوجانسك ودونيتسك اللذين يسيطر عليهما جزئياً انفصاليون تدعمهم روسيا.

وقالت الإدارة المحلية لمدينة خاركيف إن معارك اندلعت في المدينة الواقعة في شمال شرق البلاد حيث تسبب القصف الروسي في مقتل أحد السكان وإصابة صبي يبلغ من العمر 11 عاماً.

حظر النفط

وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عقوبات واسعة النطاق على موسكو بعد شنها هجوماً عسكرياً على أوكرانيا، ووفروا في المقابل مساعدات بمليارات الدولارات لأوكرانيا تشمل أسلحة تقول كييف إنها تسببت في خسائر روسية فادحة.

وفي محاولة لزيادة الضغط على الاقتصاد الروسي المتضرر بالفعل، اقترح الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء خفض واردات النفط الروسي تدريجياً حتى وقفها تماماً في غضون ستة أشهر، وحظر منتجات التكرير بحلول نهاية العام.

وإذا وافقت جميع حكومات الاتحاد الأوروبي على هذه الخطة فإنها ستأتي في أعقاب حظر بريطاني وأمريكي للنفط الروسي.

وقال مصدر إن مندوبي الاتحاد الأوروبي قد يتوصلون إلى اتفاق اليوم الخميس أو في غضون أيام بخصوص هذه الخطة التي تستهدف أيضاً أهم البنوك الروسية وشبكات البث ومئات الأفراد.

وذكر الكرملين أنه يدرس عدة ردود على خطة الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن الإجراءات ستكون باهظة التكلفة للمدنيين الأوروبيين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً