قال مسؤولون أوكرانيون إن صاروخاً سقط على منطقة سكنية ببلدة بجنوب البلاد ليست بعيدة عن محطة للطاقة النووية اليوم السبت، ما أدى إلى إصابة 12 مدنياً وزيادة المخاوف من وقوع حادث نووي خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقال فيتالي كيم حاكم منطقة ميكولايف على تطبيق تيليغرام إن أربعة أطفال كانوا من بين الأشخاص التسعة الذين أصيبوا بالهجوم الذي دمر عدة منازل وبناية سكنية من خمسة طوابق في فوزنيسنسك.
وتقع المدينة على بعد نحو 30 كيلومتراً من محطة بيفدينوكراينسك للطاقة النووية، وهي ثاني أكبر محطة في أوكرانيا.
وقال مكتب المدعي العام في منطقة ميكولايف إن 12 مدنياً أصيبوا بجراح.
فيما وصفت شركة إينرجواتوم التي تديرها الدولة والتي تدير جميع مولدات الطاقة النووية الأوكرانية الأربعة، الهجوم على فوزنيسنسك بأنه "عمل آخر من أعمال الإرهاب النووي الروسي".
وقالت إينرجواتوم في بيان: "من المحتمل أن يكون هذا الصاروخ موجهاً تحديداً إلى محطة بيفدينوكراينسك للطاقة النووية التي حاول الجيش الروسي السيطرة عليها في بداية مارس/آذار".
زابوريجيا
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا الجمعة خلال زيارة إلى أوكرانيا بعدم قطع محطة زابوريجيا التي تسيطر عليها في جنوب البلاد، عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، في وقت تتبادل كييف وموسكو التهم بقصف الموقع.
واعتبر غوتيريش الخميس خلال زيارة إلى مدينة لفيف في غرب أوكرانيا حيث التقى الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتركي رجب طيب أردوغان أن "إلحاق أي ضرر بمحطة زابوريجيا سيكون انتحاراً"، داعياً مرةً جديدة لجعل المحطة التي يحتلّها الجيش الروسي منطقة "منزوعة السلاح".
واعتبر زيلينسكي أن "استعادة الأمن بشكل كامل" في هذا الموقع "يمكن أن يبدأ بعد أن تبدأ البعثة عملها".
وفي رسالته اليومية مساء الجمعة قال زيلينسكي إن "هذا الصيف سيسجل في تاريخ عدد من الدول الأوروبية واحداً من الأكثر مأساوية على الإطلاق".
مقتل 20 "مرتزقاً" أمريكياً
وأعلنت وزارة الدفاعة الروسية السبت مقتل 20 "مرتزقاً" أمريكياً في خاركيف شرقي أوكرانيا.
وقال متحدث الوزارة إيغور كوناشينكوف في تصريح إن بلاده "نفذت هجوماً بسلاح عالي الدقة ضد مواقع كتيبة كراكن (للقوميين المتعصبين الأوكرانيين كما تقول موسكو) ومقاتلين مرتزقة أجانب في خاركيف".
وأوضح أن "الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 100 مسلح بينهم 20 أمريكياً".
وذكر أن إجمالي خسائر الجيش الأوكراني منذ بدء الهجوم الروسي بلغت 267 طائرة مقاتلة و148 مروحية و1770 مُسيرة و366 نظام صواريخ أرض-جو و4347 دبابة ومدرعة قتالية و807 قاذفات صواريخ متعددة و3315 مدفعية ميدانية وقذيفة هاون و4958 مركبة عسكرية.
استهداف أسطول البحر الأسود
واستهدف هجوم بطائرة مسيّرة حُملت أوكرانيا مسؤوليته السبت مقر أسطول روسيا بالبحر الأسود غداة إعلان البنتاغون مساعدات عسكرية جديدة لكييف بـ775 مليون دولار لإحداث تحوّل بالمعارك.
ووقع الهجوم السبت في سيباستوبول ولم يخلف إصابات، على ما أفاد حاكم المدينة الواقعة في شبه جزيرة القرم ميخائيل رازفوزجايف.
وقال رازفوزجايف في رسالة عبر تطبيق تلغرام: "جرى إسقاط الطائرة المُسيّرة فوق مقر الأسطول وسقطت على السقف واندلعت منها النيران".
ولم يخلف الحادث "أضراراً بالغة" ولا إصابات، وفق ما أفاد الحاكم محمّلاً القوات الأوكرانية مسؤولية العملية.
ويعد الهجوم الثاني الذي يستهدف مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود في سيباستوبول في غضون أقل من شهر.
ومؤخراً تعرض مطار روسي ومنشآت أخرى في عمق شبه جزيرة القرم لأضرار جسيمة. وانفجر هذا الأسبوع مستودع أسلحة على بعد نحو 50 كيلومتراً داخل مقاطعة بيلغورود الروسية.
رفع تصنيف أوكرانيا
أما اقتصادياً فقررت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد أند بورز" رفع درجة التصنيف الائتماني لأوكرانيا الجمعة بعدما منحها الدائنون إعفاء لمدة عامين الأسبوع الماضي من تسديد ديونها الخارجية.
وقالت وكالة "إس أند بي غلوبال" (إس آند بي) في بيان إن رفع نقاط الأهلية الائتمانية للديون الخارجية إلى "سي سي سي+" يعكس "التزام الدعم المالي الدولي القوي لأوكرانيا، مصحوباً باحتياطات العملات الأجنبية التي تتضاءل رغم أنها لا تزال مرتفعة نسبياً".
وأضافت: "نتيجة ذلك تبدو المخاطر قريبة الأجل على وضع الحكومة المرتبط بالسيولة وبشكل أوسع على قدرتها على الإيفاء بديونها التجارية، بما في ذلك بالعملات الأجنبية، قابلة للمعالجة".
لكن "إس آند بي" قالت إن الخطوة التي تعقد قراراً مشابهاً اتخذته وكالة "فيتش" يأتي بناء على فرضية مواصلة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تمويل كييف في الأشهر المقبلة.
وبإمكان اتفاق مع صندوق النقد الدولي بشأن منحها قرضاً أن يخفف الضغط على أوكرانيا.
وتتوقع "إس آند بي" أن ينكمش اقتصاد البلاد بنسبة 40% هذا العام.
