في 1991، أصبحت كييف مرة أخرى عاصمة دولة مستقلة، في أعقاب استفتاء صادق على استقلال أوكرانيا، بأغلبية ساحقة (Efrem Lukatsky/AP)
تابعنا

قبل الثورة الروسية في شباط/فبراير 1917، سعى أوكرانيون إلى التحرر من الإمبراطورية الروسية في الشرق والإمبراطورية النمساوية المجرية في الغرب.

وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، أعلن قوميون الاستقلال الذاتي للجمهورية الوطنية الأوكرانية وعاصمتها كييف، فيما جرى إعلان استقلالها في 22 يناير/كانون الثاني 1918.

من جانبهم، أعلن البلاشفة، الذين أصبحوا قادة موسكو وبتروغراد، جمهورية أوكرانيا السوفييتية من خاركيف، وأوائل فبراير/شباط 1918، استولى الجيش الأحمر على كييف.

هُزم البلاشفة في الحرب العالمية الأولى وخسروا أوكرانيا بموجب معاهدة بريست ليتوفسك 3 مارس/آذار 1918. واحتل الألمان أوكرانيا وطردوا البلاشفة من كييف ودعموا انقلاباً عسكرياً قاده جنرال سابق في الجيش الإمبراطوري الروسي. لكن عندما انسحب الألمان المهزومون من أوكرانيا، استعاد القوميون كييف في ديسمبر/كانون الأول 1918.

طوال عام 1919، كانت كييف، مثل باقي أوكرانيا، تنتقل من يد إلى أخرى، يمزقها القتال بين الجيش القومي الأوكراني والجيش "الأبيض" القيصري والجيش السوفييتي.

في مايو/أيار 1920، عندما غزا الجيش الأحمر كل أوكرانيا تقريباً، طلب القوميون دعم البولنديين الذين استعادوا المدينة لإخلائها بعد شهر لصالح البلاشفة.

الحقبة السوفييتية

بعد أن شجعت الحكومة السوفييتية في البداية الخصوصية الأوكرانية، نقلت العاصمة إلى خاركيف، المدينة الصناعية الكبيرة في شرق البلاد. واستعادت كييف مكانتها كأول مدينة في عام 1934.

ولم تسلم كييف من الحرب العالمية الثانية. ففي يونيو/حزيران 1941، حاصرت المدينة قوات المحور (الألمان والمجريون والرومانيون) وقصفتها، وتوغلت داخل الاتحاد السوفييتي. دمّر السوفييت المنسحبون جزءاً كبيراً من الوسط التاريخي. وبعد ثمانين يوماً من القتال العنيف، دخل النازيون كييف في 19 سبتمبر/أيلول 1941.

وخلال عامين من الاحتلال، قُتل عشرات الآلاف هناك. جرى وضع كل الجالية اليهودية في كييف تقريباً في معسكرات الأشغال الشاقة ومعسكرات الاعتقال. وأعدم أكثر من 30 ألف يهودي وأسير حرب في الموقع المعروف باسم بابي يار في 29 و30 سبتمبر/أيلول 1941. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1943، استعاد السوفييت كييف.

في عام 1965، جرى تصنيف كييف "المدينة البطلة للاتحاد السوفيتي". وكانت إعادة إعمارها قد بدأت مع نهاية الحرب. وعملت على تقوية الصناعة فيها لكنها بقيت في ظل موسكو حتى انهيار الاتحاد السوفييتي.

في 1991، أصبحت كييف مرة أخرى عاصمة دولة مستقلة، في أعقاب استفتاء صادق على استقلال أوكرانيا، بأغلبية ساحقة.

ثورتان مؤيدتان لأوروبا

في القرن الحادي والعشرين، أصبح ميدان ساحة الاستقلال الكبير في كييف، معقلاً لانتفاضتين ضد الوصاية الروسية "الثورة البرتقالية" في 2004، وثورة الميدان من أواخر 2013 إلى مطلع 2014.

ففي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، تظاهر مئات الآلاف من الأوكرانيين لمدة ثلاثة أسابيع مرتدين الزي البرتقالي في ساحة ميدان للاعتراض على الانتخابات المزورة للرئيس الجديد الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، حتى ألغيت الانتخابات في النهاية، وأمرت المحكمة بتنظيم "دورة ثالثة" فاز بها فيكتور يوشينكو الموالي للغرب.

وبعد نحو عشر سنوات، في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، ملأ متظاهرون مؤيدون لأوروبا ساحة ميدان لأنهم شعروا بالخيانة بسبب التفاف رئيس أوكرانيا المنتخب في 2010 فيكتور يانوكوفيتش الذي تخلى عن توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي.

خرج مئات الآلاف من سكان كييف إلى الشوارع، واستمروا في الاحتجاج لمدة ثلاثة أشهر، مطالبين بإقالة الرئيس، وحصلوا عليها بعد حمام دم في ساحة ميدان بين 18 و20 فبراير/شباط 2014، تلاه فرار فيكتور يانوكوفيتش إلى روسيا.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً