زار رئيس الوزراء الإثيوبي السودان في محاولة للتوسط لحلّ أزمة تهدّد الانتقال الديمقراطي (وسائل التواصل الاجتماعي)
تابعنا

قال مصدران في المعارضة السودانية إن اثنين من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال اعتُقلا في وقت مبكر من صباح السبت بعد فترة وجيزة من اجتماع عقد مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي كان يزور البلاد في محاولة للتوسط لحل أزمة تهدد الانتقال الديمقراطي.

وحثّ آبي أحمد الجمعة الحكام العسكريين والمعارضة المدنية في السودان على التحلي "بالشجاعة" في محاولة الاتفاق على خطوات الانتقال للديمقراطية بعد سقوط أكبر عدد من القتلى منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان.

وتأتي الزيارة بعد أيام من اقتحام قوات الأمن السودانية مخيم اعتصام خارج مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم حيث يطالب المتظاهرون بحكم مدني، وقُتل عشرات الأشخاص هناك منذ يوم الاثنين.

وعلى الرغم من عدم إعلان تحقيق أي انفراجة مع نهاية زيارة آبي أحمد التي استغرقت يوماً واحداً، فقد صرح مساعد لرئيس الوزراء الإثيوبي بأن المحادثات سارت بشكل جيد، مشيراً إلى أن آبي أحمد سيعود إلى السودان قريباً.

وأصدر المجلس العسكري الانتقالي الحاكم بياناً السبت وجّه فيه الشكر إلى إثيوبيا على جهود الوساطة.

وجاء في البيان الذي نشرته وكالة السودان للأنباء "يتوجه المجلس العسكري الانتقالي بالشكر والتقدير لحكومة جمهورية إثيوبيا... على مبادرتها الكريمة وحرصها على تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية في السودان".

وأضاف البيان "المجلس العسكري إذ يثمّن هذه المبادرة يؤكّد انفتاحه وحرصه على التفاوض للوصول إلى تفاهمات مُرضِيَة تقود إلى تحقيق التوافق الوطني والعبور بالفترة الانتقالية إلى برّ الأمان بما يفضي إلى التأسيس للتحول الديمقراطي الذي هو هدف التغيير والتداول السلمي للسلطة في البلاد".

لكن مصدرين في المعارضة كانا في الاجتماع الذي عُقد الجمعة مع آبي أحمد قالا إن اعتقال إسماعيل جلاب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، والمتحدث باسم الحركة مبارك أردول، جرى بعد ساعات قليلة من الاجتماع مع آبي أحمد.

وعرض آبي أحمد التوسُّط في حل الأزمة بعد أن أصيبت المحادثات التي يُجرِيها إعلان قوى الحرية والتغيير المعارض مع المجلس العسكري الانتقالي بالجمود ثم انهارت بالكامل بعد اقتحام الاعتصام.

ويقول مسعفون تابعون للمعارضة إن 113 شخصاً قُتلوا خلال فضّ الاعتصام يوم الإثنين، وفي حملة أمنية أوسع أعقبت ذلك. وتقول الحكومة إن عدد القتلى 61 بينهم ثلاثة من قوات الأمن.

وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال الأربعاء، إن قوات الأمن ألقت القبض على نائب الأمين العامّ للحركة ياسر عرمان من منزله في الخرطوم، وعاد عرمان من المنفى بعد إطاحة الجيش بالبشير بعد 30 عاماً قضاها في الحكم الذي تولاه بعد انقلاب سلمي.

وكان عرمان محكوماً عليه بالإعدام غيابياً بسبب دوره في تمرُّد ضد حكومة البشير بدأ من ولاية النيل الأزرق في 2011.

ويأتي اعتقال جلاب وأردول بعد ساعات من احتجاز قوات الأمن محمد عصمت، أحد أعضاء وفد المعارضة، بعد لقائه آبي أحمد.

ولم يصدر تعليق بعد من المجلس العسكري الانتقالي على أنباء الاعتقالات.

وقال خالد عمر، وهو قيادي بتحالف المعارضة، لرويترز بعد اعتقال عصمت، إن هذه الخطوة تمثّل رفضاً فعليّاً من المجلس العسكري لجهود الوساطة التي يبذلها رئيس الوزراء الإثيوبي.

وأضاف أن آبي أحمد اقترح تشكيل مجلس انتقالي مكون من ثمانية مدنيين وسبعة عسكريين على أن تكون رئاسته دورية.

وكرّر عمر مطالب المعارضة بتحمل القادة العسكريين مسؤولية إراقة الدماء والسماح بإجراء تحقيق دولي في أعمال العنف والإفراج عن المعتقلين السياسيين، مضيفاً أن المعارضة السودانية لن توافق على أي اتفاق قبل الوفاء بكل مطالبها.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً