رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية يجري محادثات مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي (حكومة الوفاق الليبية)
تابعنا

تتصاعد وتيرة الحراك الدبلوماسي والمبحاثات بين الأطراف المعنية بالأزمة الليبية بغية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم في البلاد، يجنب الليبين المزيد من إراقة الدماء والدمار، عقب فشل الانقلابي خليفة حفتر ومليشياته في تحقيق هدفهم بالسيطرة على العاصمة طرابلس، وتراجعهم الميداني في عدد من الجبهات.

فبعد أن اتفق المجلس الرئاسي للحكومة الليبية المعترف بها دولياً في21 أغسطس/آب الماضي، مع مجلس نواب طبرق (شرق) الداعم لحفتر، في بيانين متزامنين، على الوقف الفوري لإطلاق النار، تزايدت اللقاءات والمحادثات المحلية والدولية الهادفة إلى تثبيت وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق دائم.

إذ بحث رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية فائز السراج الثلاثاء، مع وزير الخارجية الإيطالي لويدجي دي مايو الذي وصل إلى العاصمة طرابلس في زيارة عمل قصيرة، سبل تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا.

وأوضح البيان للحكومة الليبية، أن "المحادثات تناولت سبل تنفيذ ما جاء في البيان الذي أعلنه السراج وعقيلة صالح (رئيس مجلس نواب طبرق) من نقاط اتفاق لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار".

رئيس المجلس الرئاسي يجتمع مع وزير الخارجية الإيطالي استقبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فائز السراج...

Posted by ‎حكومة الوفاق الوطني Government of National Accord‎ on Tuesday, 1 September 2020

وقبل اجتماعه برئيس الحكومة، التقى الوزير الإيطالي مع رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، وناقش الجانبان المبادرات المطروحة لوقف إطلاق النار.

وبحث اللقاء "المبادرات المطروحة لوقف إطلاق النار، وفرص استئناف الحوار السياسي (بين الأطراف الليبية)". كما تطرَّق إلى "كيفية صناعة بيئة مناسبة لإنجاح الحوار، ودور إيطاليا في الدفع بالعملية السياسية إلى الأمام".

إخلاء سرت والجفرة من المسلحين

عقب زيارة أجراها وفد تركي برئاسة سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي إلى روسيا استغرقت يومين، أعلنت وزارة الخارجية التركية الثلاثاء، اتفاق أنقرة وموسكو على مواصلة اللقاءات من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.

وأوضح بيان للخارجية التركية أنه جرى خلال المباحثات تأكيد ضرورة تحديد آليات إخلاء مدينتَي سرت والجفرة من القوات العسكرية، لتحقيق وقف إطلاق نار دائم ومستدام في ليبيا.

وأردف البيان: "وفي هذا الإطار، جرى الإعراب عن دعم أعمال اللجنة العسكرية المشتركة (5 5) بين الليبيين بقيادة الأمم المتحدة".

وأضاف أنه جرى خلال المباحثات تأكيد ضرورة إطلاق عملية حوار سياسي شامل بين الفرقاء الليبيين تحت رعاية الأمم المتحدة، للتوصل إلى حل سياسي في البلاد.

"أولوية مطلقة"

والثلاثاء أيضاً، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل إن ملف ليبيا يشكل "أولوية مطلقة" للاتحاد، وذلك خلال زيارة للعاصمة طرابلس، بحث خلالها سبل ترسيخ وقف إطلاق النار وتحريك المفاوضات.

وفي ختام لقاء مع رئيس الحكومة الليبية فائز السراج وأعضائها، غرّد بوريل: "تبقى ليبيا أولوية مطلقة للاتحاد الاوروبي".

وأضاف بوريل الذي وصل ظهراً إلى طرابلس مقر حكومة الوفاق: "نرحب باتفاق وقف إطلاق النار المبرم أخيراً ونواصل دعم الحوار والحل السياسي".

وأوضح بوريل في بيان باسم الدول الـ27 أعضاء الاتحاد أنه "تقدُّم أولي بنَّاء يدل على تصميم المسؤولين الليبيين على تخطي المأزق الحالي وإيجاد أمل جديد للتوصل إلى توافق لإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة... ووقف أي تدخل أجنبي في البلاد".

تركيا والجزائر.. عمل مشترك

وفي إطار اللقاءات المتوالية لحل الأزمة، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو نظيره الجزائري صبري بوقادوم في العاصمة التركية أنقرة.

وأكد وزير الخارجية الجزائري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، أن بلاده تدعم الحل السلمي في ليبيا، وترغب في تحقيق ذلك. وعبَّر الوزير عن ثقته بقدرة تركيا والجزائر على إيجاد حلول للأزمات القائمة في ليبيا، من خلال العمل المشترك.

وشدد على إمكانية إيجاد حلول للمشاكل في ليبيا، بدعم المجتمع الدولي، معرباً عن استعداد بلاده لتقديم جميع أشكال الدعم اللازمة من أجل ذلك.

وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المعمول به منذ نحو 10 أيام، أعلن الجيش الليبي في بيان الخميس، أن مليشيات الانقلابي حفتر، خرقت الاتفاق واستهدفت قواته بأكثر من 12 صاروخ غراد. كما حذرت الحكومة الليبية مليشيا حفتر من استمرار الاعتداءات والجرائم في مدينتَي سرت وتراغن.

وتسارعت المباحثات واللقاءات لاستئناف العملية السياسية في ليبيا، على وقع سلسلة الهزائم التي مُني بها الانقلابي حفتر، وفشل رهان دول عربية وغربية عليه، بعد أن تمكن الجيش الليبي من طرد مليشيات حفتر من العاصمة طرابلس وعدد من المدن والمناطق الأخرى.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً