إدارة السجون الإسرائيلية تصل إلى اتفاق مع الأسرى الفلسطينيين لإنهاء إضرابهم عن الطعام
تابعنا

توصلت إدارة السجون الإسرائيلية، الإثنين، إلى اتفاق مع قيادة الحركة الأسيرة الفلسطينية، التي استخدمت الإضراب عن الطعام كورقة ضغط لتحسين ظروف الاعتقال وانتزاع الحقوق ورفع العقوبات الجماعية التي تمارسها على الأسرى الفلسطينيين. 

وقبل نحو أسبوع، أعلن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الإضراب عن الطعام، وأطلقوا على تصعيدهم اسم "معركة الكرامة 2"، وهي معركة بدأت بقيادة الحركة الأسيرة، ثم انضم إليها عدد كبير من الأسرى. وسعت إدارة السجون الإسرائيلية إلى فض الإضراب وإرغام الأسرى على فكه، بوسائل مختلفة.

انتصار الكرامة

قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، إن ممثلي الأسرى توصلوا، الإثنين، إلى اتفاق مع إدارة السجون، أعلن على أثرها الأسرى وقف خطواتهم التصعيدية.

ونشر نادي الأسير الفلسطيني تفاصيل الاتفاق بين إدارة السجون الإسرائيلية والأسرى، والذي "يقضي بتلبية مجموعة من مطالبهم الحياتية أبرزها وقف تشغيل أجهزة التشويش، وتركيب هواتف عمومية في أقسام الأسرى".

ووفق الاتفاق، سيُسمح للأسرى باستخدام الهاتف العمومي ثلاث مرات في الأسبوع، وتكون مدة المكالمة ربع ساعة لكل أسير، فيما ستُنقل الأسيرات من معتقل الدامون إلى معتقل آخر، وستتم إعادة الأسرى المرضى في معتقل عيادة الرملة إلى القسم القديم، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الإجراءات العقابية التي تم فرضها العام الماضي على الأسرى، وتخفيض إجمالي الغرامات التي فرضت على الأسرى خلال المواجهة التي اندلعت مؤخراً بين أسرى وسجّانين إسرائيليين.

الأسرى يعلقون خطواتهم النضالية نادي الأسير ينشر تفاصيل الاتفاق بين الأسرى وإدارة معتقلات الاحتلال رام الله –...

Posted by ‎نادي الأسير الفلسطيني‎ on Monday, 15 April 2019

جولات حوار صعبة

لم تكن المحادثات بين ممثلين عن الأسرى الفلسطينيين وإدارة السجون الإسرائيلية سهلة، فللمرة الأولى تُطرح مسألة تأمين هواتف عمومية داخل السجون، بحسب ما أفاد به أسير فلسطيني لـTRT عربي، رفض ذكر اسمه لاعتبارات أمنية.

وأشار الأسير إلى أن "جلسات الحوار مع إدارة السجون كانت صعبة جداً وتستغرق عدة ساعات دون أية نتيجة".

وأضاف "قامت إدارة سجون الاحتلال بمساومة الأسرى على جميع مطالبهم، ولكن أكثر المساومات تركزت على آلية استعمال الهاتف العمومي، إذ رفضت اتصالهم بالأقارب من الدرجة الثانية والثالثة، والاكتفاء بالحديث فقط مع الأقارب من الدرجة الأولى".

وقال "شارك في جلسات الحوار ممثل سياسي عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وممثل أمني عن جهاز المخابرات الإسرائيلي العام الشاباك وممثل عن إدارة السجون، مقابل عدد من قيادات الأسرى التي تمثل الحركة الأسيرة وتحمل مطالبهم، الأمر الذي شكل ضغطاً كبيراً على الأسرى بسبب وقوف الجانب الإسرائيلي على أدق التفاصيل، محاولاً عدم منحهم حقوقهم الأساسية".

مساومات

قال وزير الأسرى الفلسطيني السابق وصفي قبها لـTRT عربي، إن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول افتعال مشاكل بين الأسرى عن طريق عدم المساواة في تحقيق مطالب جميع الفصائل الفلسطينية داخل السجون، حيث تُحقق مثلاً مطالب أقل لأسرى حركة حماس من التي تُعطى لأسرى الفصائل الأخرى، وهذا ما يرفضه الأسرى".

وأوضح قبها أن "إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي فاوضت على منح الأسرى من 10 إلى 15 دقيقة اتصال مرتين في الأسبوع، بينما طالب الأسرى بـ30 إلى 40 دقيقة يوماً بعد يوم".

وتابع "قالت الإدارة إن قيام الأسرى بإجراء اتصالات تخل بأمن إسرائيل، سيدفعها إلى فرض عقوبات جماعية عليهم، وسيمنعون من استخدام الهواتف العمومية إذا استخدموا الهواتف النقالة التي يتم تهريبها إليهم، ولن تنتهي العقوبات إلا بتسليم الهاتف النقال".

ويرى قبها أن محاولة الاحتلال الإسرائيلي عدم المساواة في تحقيق مطالب الأسرى، وسيلة "لزرع القلاقل والمشاكل في صفوفهم".

ويقول قبها وهو أسير محرر أفرِج عنه من السجون الإسرائيلية قبل أيام، إن "مطالب الأسرى عادلة وتهدف إلى تحسين ظروف تواصلهم مع ذويهم وتركيب هاتف عمومي لهم كما هو الأمر في السجون الإسرائيلية كافة، وإزالة أجهزة التشويش التي تؤثر سلباً على صحتهم وتحرمهم حق الاطلاع على العالم الخارجي عبر التشويش على بث الراديو والتلفاز".

وأكد أن السلطات الإسرائيلية تمنع ذوي الأسرى من زيارتهم، وترفض زيارة الأقارب من الدرجة الثانية والثالثة، كما يحرم أسرى قطاع غزة من الزيارة.

جنود إسرائليون يقومون بتفتيش غرف الأسرى الفلسطينيين للبحث عن هواتف نقالة
TRT عربي
الأكثر تداولاً