وكالتان تابعتان للأمم المتحدة تقولان إن إدلب قد تتحول إلى مقبرة إذا استمر القتال (DPA)
تابعنا

قالت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة الثلاثاء، إن عدد الأشخاص الذين فروا من القتال في سوريا في الأسابيع العشرة الماضية، يفوق عددهم في أي وقت آخر منذ بدء الحرب قبل نحو تسع سنوات، وإن مدينة إدلب التي تؤوي الكثيرين قد تتحول إلى مقبرة إذا استمرت الأعمال القتالية.

وتقوم قوات النظام السوري بعمليات قصف مدعومة بضربات جوية روسية، دافعةً السكان صوب الحدود التركية، في إطار محاولاتها لاستعادة آخر معاقل قوات المعارضة السورية قرب إدلب وحلب.

وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري.

وعلى الرغم من تفاهمات لاحقة أُبرمت لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/كانون الثاني الماضي، فإن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدني منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018.

وقال ينس لاركيه من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "إنها أسرع عمليات النزوح التي شهدناها نمواً، على الإطلاق في البلاد". وأضاف أن نحو 700 ألف فروا منذ ديسمبر/كانون الأول، أغلبهم من النساء والأطفال.

وقد يفر 280 ألفاً آخرين من المراكز السكانية إذا استمر القتال، بما في ذلك مدينة إدلب المكدسة بالفارّين من القتال من مناطق أخرى، والتي لم تشهد بعدُ هجوماً عسكرياً شاملاً على مركزها.

وقال لاركيه: "إنها تضم أكبر تركُّز للنازحين في العالم وتحتاج بشكل ملحٍّ إلى وقف الأعمال القتالية حتى لا تتحول إلى مقبرة".

ويقيم 5.5 مليون من بين 17 مليون سوري كلاجئين في المنطقة أغلبهم في تركيا، كما نزح ستة ملايين آخرين من ديارهم إلى مناطق أخرى داخل سوريا.

ويواجه المدنيون صعوبات في إيجاد مأوى وسط ظروف طقس الشتاء القارس والثلوج والأمطار والرياح التي أتت بها العاصفة كيارا.

وقال أندريه ماهيسيتش المتحدث باسم مفوضية اللاجئين، إن المساجد امتلأت والمخيمات تكدست.

وأضاف للصحفيين في جنيف: "حتى إيجاد مكان في مبنى تحت الإنشاء أصبح شبه مستحيل"، وقال إن الأزمة الإنسانية هناك تتفاقم.

وتابع لاركيه أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أرسل 230 شاحنة عبر معبرين حدوديين مصرح بهما في تركيا هذا الشهر، تحمل الغذاء والماء ومعدات النظافة. وأُرسلت 1227 شاحنة الشهر الماضي، في أكبر عملية مساعدة تعبر الحدود هناك منذ بدء المساعدات في 2014.

وجدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة برنامجاً لتسليم المساعدات للمدنيين لمدة ستة أشهر في يناير/كانون الثاني، لكن عبور المساعدات من الأردن والعراق توقَّف لتجنُّب استخدام روسيا التي تساند الرئيس السوري بشار الأسد، حق النقض (الفيتو). ويقول عمال الإغاثة إن ذلك يقيُّد قدرتهم على مساعدة النازحين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً