قال مسؤول كبير في الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن الأضرار التي لحقت بالطرق ونقص الوقود والطقس الشتوي القاسي في سوريا كلها عوامل تعرقل مواجهة الوكالة آثار الزلزال الذي وقع يوم الاثنين وأودى بحياة أكثر من 1500 في البلاد وترك ملايين في حاجة إلى المساعدة.
وارتفع عدد قتلى الزلازل في عموم سوريا إلى 1504 والمصابين إلى 3548.
وفي مقابلة عبر رابط فيديو من دمشق مع وكالة رويترز قال المنسق المقيم للأمم المتحدة، المصطفى بن لمليح إن "البنية التحتية متضررة والطرق التي اعتدنا استخدامها في الأعمال الإنسانية تضررت، وعلينا أن نكون مبدعين في كيفية الوصول إلى الناس لكننا نعمل بجد".
وحتى قبل وقوع الزلزال، الذي بلغت قوته 7.7 درجة، في الساعات الأولى من صباح الاثنين، قدّرت الأمم المتحدة أن أكثر من أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على المساعدات عبر الحدود. ونزح كثير منهم بسبب الصراع المستمر منذ 12 عاماً ويعيشون في مخيمات.
وتقول الأمم المتحدة إن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم إنساني الآن أكبر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب، إذ يحتاج 70% من السكان إلى المساعدة. وكان ذلك قبل وقوع الزلزال.
وقال بنلمليح: "إنهم نفس الأشخاص يعانون أكثر الآن". وأشار إلى أن عديداً من الذين دُمرت منازلهم يقضون الليل في العراء أو في السيارات في أجواء شديدة البرودة دون الحصول على المواد الأساسية مثل السترات والحشايا.
وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل على الإسراع بحشد جميع المساعدات الممكنة للمناطق المتضررة، سواء في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو الخاضعة لسيطرة المعارضة.
لكن الدعم الدولي يعاني من نقص التمويل. فلم تتلقَّ الأمم المتحدة سوى أقل من نصف 4.4 مليار دولار طلبتها من المانحين لتلبية الاحتياجات المتزايدة في عام 2022.
وقال بنلمليح إنه إذا استمر هذا الاتجاه فإن احتمالات التعافي من الأزمة السورية قد تتضاءل.
وأضاف: "مهما كان لدينا (من سبل المساعدات والأموال)، فإننا نستخدمه في الوقت الحالي. ونأمل أن نتمكن من تجديده لتلبية الاحتياجات العادية".
وأردف المسؤول "عندما نحصل على أقل من 50% من التمويل، فهذا لا يعني أننا نجحنا.. عدد المحتاجين يتزايد باستمرار والأزمة تتفاقم".
وفجر الثلاثاء أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) ارتفاع عدد قتلى الزلازل الذي ضرب جنوبي البلاد إلى 2921 قتيلاً.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس "آفاد"، يونس سيزر، أوضح فيها أن عدد المصابين بلغ 15834.
فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن 9 آلاف من عناصر البحث والإنقاذ يواصلون العمل والعدد يزداد باستمرار مع توافد فرق إغاثية جديدة. وبيّن أردوغان تكليف 10 ولاة العمل على مساعدة الولايات العشر المتضررة جراء الزلزال.
