قال القره داغي إن وظيفة المفتي بيان الحق لا أن يكون لسان كذب وتقارير مخابراتية (مواقع التواصل)
تابعنا

شن الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القره داغي، الأحد، هجوماً حاداً على مفتي مصر شوقي علام، بسبب تصريح منسوب إليه بشأن الجيلين الثاني والثالث من المسلمين في أوروبا.

ففي تدوينة بعنوان "أيها المفتي السلطوي: يلزمنا التقوى قبل الفتوى"، قال القره داغي في صفحته على فيسبوك: "وظيفة المفتي بيان الحق لا أن يكون لسان كذب وتقارير مخابراتية"، وذلك رداً على ما تناقلته مصادر إعلامية (السبت) عن تصريح مفتي مصر شوقي علام (خلال برنامج متلفز).

والذي قال فيه المفتي إن ما يقرب من 50 بالمئة من الجيلين الثاني والثالث من المسلمين في أوروبا ينتمون إلى تنظيم الدولة (داعش الإرهابي).

يلزمنا التقوى قبل الفتوى. وظيفة المفتي بيان الحق لا أن يكون لسان كذب وتقارير مخابراتية .. وظيفة المسلم أن يكون عوناً...

Posted by ‎Dr. Ali Al Qaradaghi (د. علي القره داغي)‎ on Sunday, 11 October 2020

واعتبر القره داغي أن "تلك التصريحات غير المعقولة وغير المقبولة تظهر وتعكس وضع المؤسسات الدينية في مصر في عهد غياب القانون وسيادة العسكر، وأنها تحولت إلى جهاز وظيفي يخدم دولة لا قضية".

وأكد أن "هذا الكلام السلطوي الصادر من جهة الإفتاء يفتقر إلى الدقة والموضوعية، وقبل كل شيء رقابة الله سبحانه وتعالى".

وتابع "فخلاف النظام المصري مع أي جماعة دينية لا يلزم المفتي المصري أن يكون بوق سلطة ينشر العقل المخابراتي، الذي يحرض على المسلمين والمسلمات حتى وصل التحريض إلى خارج مصر".

وتساءل مستنكراً: "من أين جاء المفتي (علام) بهذه النسبة؟ ولماذا يتم تخويف السلطات من المسلمين؟ وهل حقاً من انضم إلى داعش يمثل 50 بالمئة من الجيلين الثاني والثالث؟".

واستشهد القره داغي بتقرير لشركة الاستشارات الأمريكية (Soufan) أفاد (في أكتوبر/تشرين الأول 2017) بأن روسيا تتصدر قائمة الدول التي انحدر منها أعلى عدد من المقاتلين الأجانب الذين ذهبوا للقتال مع "داعش" في سوريا والعراق، تليها السعودية والأردن وتونس وفرنسا على التوالي.

وأردف، وفقاً للتقرير، أن هذا هو ترتيب الدول نفسه بالنسبة إلى عدد المقاتلين العائدين من سوريا والعراق، ومضى متسائلاً: "لماذا الكذب ولماذا التدليس ولماذا استحضار رضى السلطان قبل رضى الرحمن؟".

وتوجه القره داغي إلى "علام" قائلاً: "يا مفتي الديار المصرية: المسلمون في الغرب يعيشون في ظل بلاد تحكم بالقوانين وليس تحت نزوة انقلابي ولا معية واعظ يخدم القاتل ويحرض على الفتنة دون أن يشعر، ولا مجادل يعمق الخصومات".

واستطرد القره داغي: "المسلمون في الغرب ينتظرون فتاوى دينية لا مواقف سياسية، فتاوى تدعم حياتهم والاندماج والمحافظة على دينهم، وهذا ما تقرره القوانين في الغرب.. لا ينتظر المسلم في الغرب تصريحات من مفتٍ تكون فتنة تؤجج النار وتشعل الحريق!".

وتابع: "أحمد الله أن قوانين الغرب في عامتها لا تحتكم إلى عسكركم ولا إلى أجندات سياسية تقهر شعوبها، ولا إلى عسكري استباح حرمة كل مقدس".

ومضى قائلاً: "وظيفة المسلم أن يكون عوناً للمسلمين في الغرب ولا يكون عوناً لليمين المتطرف.. ما قاله المفتي هو صدى لما قاله السيسي في ألمانيا من تحريض على المساجد".

ويحكم مصر حالياً الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ فوزه عام 2014 في أول انتخابات رئاسية أجريت بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق الراحل محمد مرسي (المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين) صيف 2013، عقب عام واحد من رئاسته.

وخلال مشاركة السيسي في مؤتمر ميونخ للأمن في 2019، حث السيسي الأوروبيين على الانتباه إلى ما يُنشر في دور العبادة، وعدم السماح للمتطرفين بأن يوجهوا البسطاء نحو الغلو والتطرف.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً