طائرة تابعة لقوات حفتر هبطت في أراضٍ تونسية (AP)
تابعنا

أعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر "ساعة صفر" جديدة لحربه على طرابلس، وسط حديث عن تعزيزات عسكرية لقواته لإعادة الهجوم، لكن لم يمضِ سوى بضعة أيام حتى توالت الأنباء حول تعرُّض مليشياته لهزيمة جديدة.

بعد هزيمة مليشيات حفتر في معركة غريان (100 كلم جنوبي طرابلس)، وفقدانها غرفة عملياتها العسكرية الرئيسية، انتقلت قيادتها إلى قاعدة الجفرة الجوية، البعيدة بنحو 600 كلم عن مسرح العمليات في جنوب العاصمة.

واستهدفت قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً غرفة القيادة والتحكم الجديدة في الجفرة، التي يُعتقد أنها تلعب الدور الأكبر في التحضير للهجوم المستمر على العاصمة.

أهمية الجفرة

تمثل الجفرة بموقعها الاستراتيجي وسط البلاد نقطة وصل بين مناطق شرقي ليبيا، وبالأخص مدينة بنغازي، إذ تُنقل الإمدادات جوّاً إلى القاعدة، ومنها إلى محاور القتال، عبر طريقين رئيسيين.

ويمتدّ الطريق البري الأول من الجفرة مروراً ببلدة الشويرف (400 كلم جنوب شرق طرابلس)، ثم بلدة مزدة (200 كلم جنوب طرابلس) إلى غريان، ومنها إلى منطقة الهيرة، وصولاً إلى جنوبي طرابلس.

وتمكنت قوات الوفاق من قطع هذا الطريق بعد سيطرتها على غريان والهيرة، في 26 يونيو/حزيران الماضي، واستهدافها جوّاً بلدة مزدة، وهجمات محورها الجنوبي على الشويرف.

أما الطريق الثاني فيمتد من قاعدة الجفرة ومنها جوّاً إلى مطار بني وليد (180 كلم جنوب شرق طرابلس)، لتنقل الإمدادات برّاً إلى مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، ومنها إلى بلدة السبيعة (40 كلم جنوب طرابلس) وصولاً إلى محاور القتال بخاصة المطار القديم، وقصر بن غشير (الضاحية الجنوبية للعاصمة).

وعملت قوات حكومة الوفاق على قطع هذا الطريق من خلال إغلاق المجال الجوي لمطار بني وليد، واستهداف "السبيعة" في هجمات برية، برفقة مطار طرابلس القديم الذي تنطلق منه قوات حفتر لمحاولة اختراق وسط العاصمة.

#عملية_بركان_الغضب: بيان رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي بشأن تنفيذ فجر اليوم الجمعة عدة ضربات جوية على قاعدة الجفرة....

Posted by ‎عملية بركان الغضب‎ on Friday, 26 July 2019

فشل الحملة الجديدة

تؤكّد الغرفة الرئيسة لقيادة عملية بركان الغضب التابعة للجيش الليبي بقيادة اللواء أحمد بوشحمة، محاولة مليشيات حفتر "اختراق دفاعاتهم"، إلا أن الغرفة تؤكّد أيضاً أنّ نتائجها كانت عكسية.

وقال بوشحمة في تصريح لقناة "ليبيا الأحرار"، إنّ "قواتنا تقدمت في محاور عدة، أهمها محور وادي الربيع وعين زاره"، مشيراً إلى فشل الحملة بسبب الخلافات الكبيرة بين مليشيات حفتر، خصوصاً القادمة من الشرق والموجودة في ترهونة.

وبعد ساعتين من إعلان اللواء 73 مشاة التابع لحفتر بدء تقدمه في عدة محاور، اكتفت شعبة الإعلام الحربي التابعة لحفتر بتعليق مقتضب قالت فيه إنّ "قواتكم تحافظ على مواقعها والدعاء لأبنائكم من القوات المسلحة"، في اعتراف ضمني بخسارة للمعركة الجديدة منذ بدايتها.

الوحدات العسكرية تتقدم بخطى ثابتة في جميع محاور العاصمة ، وتُسيطر على مواقع وتمركزات جديدة وتُكبِّد العدو خسائر كبيرة...

Posted by ‎شعبة الاعلام الحربي‎ on Monday, 22 July 2019

من جهته، نشر مكتب الإعلام الحربي التابع للجيش الليبي، تفصيلاً لأوضاع محاور القتال، موضحاً أنه "تم صدّ هجومين في محور عين زاره، إضافة إلى صدّ هجوم آخر على محور اليرموك، فيما تقدمت قوات الجيش في محور وادي الربيع، تحت غطاء جوي".

الإيجاز الصحفي لعملية بركان الغضب العسكرية الجمعة/ 26 يوليو 2019م بركان الغضب يدك معاقل المتمردين في خطوطهم الخلفية،...

Posted by ‎عملية بركان الغضب‎ on Friday, 26 July 2019

ويُعتبر الهجوم على الجفرة انتصاراً هاماً لطرف حكومة الوفاق، لأنه أسفر عن تدمير طائرات دون طيار وطائرات الشحن ومنظومات الدفاع الجوي، وتوجيه تحذير إلى الطائرات الحربية الأجنبية التي تستخدم الجفرة لقصف طرابلس.

وهو ما أشارت إليه رئاسة أركان الوفاق، التي ذكرت في بيان الجمعة أن قاعدة الجفرة تُعَدّ "منطلقاً لطائرات أجنبية تقصف المدنيين ومرافق حيوية تهمّ الشعب الليبي".

ويسمح الموقع الاستراتيجي للجفرة، للطائرات الحربية وحتى الطائرات دون طيار، بقصف العاصمة، ونقل الإمدادات جوّاً إلى مطار بني وليد "المدني"، وإلى قاعدة الوطية الجوية (170 كلم جنوب غرب طرابلس)، دون حاجة إلى التزود بالوقود جوّاً.

جدير بالذكر أن قاعدة الجفرة الجوية كانت خاضعة لسيطرة القوة الثالثة، التابعة لكتائب مصراتة، منذ سقوط نظام القذافي في 2011، وكانت تحتوي على مخازن لصواريخ متوسطة المدى استخدمتها كتائب مصراتة في حسم معركة مطار طرابلس الدولي في 2014، لكن قوات مصراتة انسحبت من الجفرة في يونيو/حزيران 2017، بعد تعرُّضها لقصف جوي عنيف يُعتقد أنه أجنبي.

#عملية_بركان_الغضب: مشاهد لمفرزة الهاون بسرية المدفعية بالمنطقة العسكرية #طرابلس تُظهر دقة عمليات الرصد و الاستهداف...

Posted by ‎عملية بركان الغضب‎ on Thursday, 25 July 2019

بوادر الفشل

وبعد خسارتها لمواقعها المتقدمة القريبة من طرابلس، لا سيما غريان، بدأت مليشيات حفتر تعوّل على القواعد الخلفية في مزدة ونسمة القريبتين من قاعدة الجفرة، مركز عملياته الرئيس حاليّاً.

ويعتبر البعض لجوء طيار تابع لمليشيات حفتر إلى الهرب بطائرته إلى الأجواء التونسية، ليُضطرّ إلى الهبوط بالقرب من مدنين التونسية الاثنين، مؤشراً على تراجع قوات حفتر.

وبينما أكّد مكتب الإعلام الحربي التابع لقوات حكومة الوفاق سقوط 10 قتلى في صفوف قواته، لا تعلن مليشيات حفتر عن خسائرها البشرية، لكنّ منظمة الصحة العالمية كشفت في إحصاء لها الأسبوع قبل الماضي، عن سقوط 1093 قتيلاً وإصابة 5,762 بجروح، بينهم مدنيون، منذ إطلاق حفتر هجومه على طرابلس في الرابع من إبريل/نيسان الماضي، فيما تخطى عدد النازحين 100 ألف شخص.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً