تواصُل الاحتجاجات في العراق بعد وصول مئات المحتجين من جنوب البللاد إلى ساحة التحرير بالعاصمة استجابة لدعوات "مليونية" مُرتقبة (Reuters)
تابعنا

تتواصل الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق الثلاثاء، مع اتخاذ المحتجين من الجنوب بغداد قبلة للتظاهر، وذلك بعد سلسلة تفجيرات وقعت في مدينة العمارة، جنوب البلاد استهدفت مقار فصائل مسلحة مقربة من إيران.

وقال مصدر في شرطة العمارة لوكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء "وقعت أربعة انفجارات متزامنة، ثلاثة بعبوات صوتية وأخرى ناسفة رافقها إطلاق نار بُعيد منتصف ليل الاثنين".

وأشار المصدر إلى استهداف فصيلين تابعين لقوات الحشد الشعبي، وأضاف "استهدفت العبوة الناسفة قيادياً في حركة أنصار الله، من دون وقوع ضحايا، واستهدفت العبوات الصوتية مقرين وقيادياً في حركة عصائب أهل الحق". بينما أكدت مصادر طبية إصابة ثلاثة أشخاص بجروح ونقلهم إلى مستشفى المدينة.

كما تعرض مرأب يسيطر عليه محتجون منذ أسابيع بالقرب من ساحة التحرير مساء الجمعة، إلى هجوم مسلح أسفر عن مقتل 20 متظاهراً على الأقل وأربعة من عناصر الشرطة، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.

وفي مدينة كربلاء جنوب العاصمة، حاصر متظاهرون مقر مديرية الشرطة، مطالبين قوات الأمن بالكشف عن أدلة حيال اغتيال الناشط المدني فاهم الطائي ومحاولة اغتيال ناشط ثان وتفجير سيارة ثالث.

والغالبية العظمى من الضحايا من المحتجين الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، حسب المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، ولكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.

بدوره دعا نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى احترام خيارات العراقيين بعيداً عن التدخلات الخارجية في إشارة إلى إيران، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس العراقي برهم صالح وفق بيان صادر عن الرئاسة العراقية.

ونقل البيان، عن بنس تأكيده دعم بلاده "لاستقرار العراق وتطلعات العراقيين في الإصلاح والسلام ونبذ العنف".

وكانت واشنطن قد فرضت مؤخراً عقوبات على 3 من قادة فصائل شيعية مقربة من إيران، لـ"دورهم في قمع الاحتجاجات" المناهِضة للحكومة والأحزاب الحاكمة.

ومن جانبه تعهّد الجيش العراقي بحماية وتأمين المتظاهرين قبيل مليونية مرتقبة دعا إليها النشطاء، حيث أكد رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عثمان الغانمي، خلال كلمة له في بغداد، إن قوات الجيش موجودة لتأمين المتظاهرين لحين تحقيق مطالبهم المشروعة التي كفلها الدستور.

وأكد الغانمي أن "التظاهرات أعادت الصورة الناصعة والمشرقة التي كسبها الجيش العراقي خلال معارك التحرير، عندما نرى التلاحم الكبير بين المتظاهرين المطالبين بحقوقهم وإخوانهم من الجيش الذين يقدمون لهم الحماية".

والاثنين، وصل مئات المحتجين من محافظات وسط وجنوبي البلاد إلى ساحة التحرير بالعاصمة استجابة لدعوات ناشطين بتنظيم احتجاجات حاشدة وصفوها بـ"المليونية"، في تواصل للاحتجاجات رغم استقالة حكومة عادل عبد المهدي، واستمرار مطالبة المتظاهرين برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر الأموال.

ومنذ بدء الاحتجاجات في العراق مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سقط 486 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصائية أعدتها الأناضول، استناداً إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان الرسمية المرتبطة بالبرلمان ومصادر طبية وأمنية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً