أكثر من 200 جندي إسرائيلي اقتحموا رام الله للمشاركة في هدم بيت الأسير الفلسطيني (Reuters)
تابعنا

ما المهم:صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها القمعية تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية، بعد نحو أسبوع شهد عدداً من عمليات المقاومة واغتيال الاحتلال لعدد من الفلسطينيين، ما دفع الشارع الفلسطيني للتحرك أكثر ضد سياسات الاحتلال في الضفة الغربية.

المشهد: تواصلت المواجهات المندلعة بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في رام الله وسط الضفة الغربية، في ظل إصرار إسرائيلي على هدم منازل أسرى فلسطينيين بهدف معاقبة عائلاتهم، كان آخرها السبت، حينما نفّذ الاحتلال قرار هدم مبنى يأوي عائلات 6 أسرى فلسطينيين أشقاء بمخيم الأمعري جنوب رام الله في الضفة الغربية.

لحظة تفجير قوات الاحتلال الاسرائيلية منزل عائلة ابو حميد

Posted by Aboud Younis on Friday, 14 December 2018

واندلعت على إثر ذلك مواجهات أصيب فيها نحو 70 فلسطينياً بجراح وبحالات اختناق إثر اشتباكات مع جيش الاحتلال.

وحاصر نحو مئتي جندي إسرائيلي تساندهم أكثر من ثلاثين آلية عسكرية، مبنى عائلة أبو حميد الفسلطينية جنوب رام الله، عقب صدور قرار من الاحتلال بهدمه، في وقت اعتصم فيه عشرات المتضامنين مع العائلة بداخله.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المبنى دافعةً المعتصمين للخروج بالقوة ومعتدية عليهم بالضرب وإطلاق قنابل صوتية داخل المنزل لإجبارهم على مغادرته تمهيداً لهدمه.

في الوقت نفسه أخلت قوات الاحتلال محيط المنزل بالقوة من عشرات العائلات التي خرجت من منازلها، وبينهم أطفال ونساء وكبار في السن إلى ملعب خارج المخيم، حيث احتُجزوا لساعات في برد قارس، قبل أن يُسمح للهلال الأحمر بنقل النساء والأطفال إلى مقرّه القريب.

وعلى إثر ذلك اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال وعشرات الفلسطينيين في شارع القدس المحاذي لمخيم الأمعري، اعتدى خلالها جيش الاحتلال على الطواقم الصحفية لإبعادهم عن تصوير تفجير المنزل الفلسطيني.

يأتي هذا المشهد بعد يوم واحد من استشهاد فلسطيني وإصابة العشرات، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وبالاختناق جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات توجهت لنقاط التماس في الضفة الغربية المحتلة، فيما قمعت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية مسيرتين لحركة حماس في مدينتي الخليل ونابلس بالضفة المحتلة، بمناسبة انطلاقة الحركة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، الجمعة، عن استشهاد شاب فلسطيني يُدعى محمد يوسف رباح نخلة (18 عامًا)، جراء إصابته خلال المواجهات المندلعة عند مدخل مخيم الجلزون، شمال رام الله.

الخلفيات والدوافع: وتُعدّ هذه المرة الثالثة التي يهدم فيها الاحتلال منزل عائلة أبو حميد، التي يمضي 5 من أبنائها أحكاماً بالمؤبد في السجون بتهمة قتل إسرائيليين. وقرر الاحتلال هدم منزل العائلة من جديد بعد اعتقال نجلها إسلام (32 عاماً) واتهامه بقتل جندي إسرائيلي في يونيو/حزيران الماضي.

ونفذّت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداهمات جديدة في رام الله لليوم الثاني على التوالي بحثاً عن مُنفذ هجوم قتل فيه جنديان إسرائيليان، الخميس. بالإضافة إلى استشهاد 5 فلسطينيين برصاص الاحتلال خلال ثلاثة أيام.

فيما أعلن نتنياهو ،الخميس، اعتزامه استكمال خططه الاستيطانية في الأراضي المحتلة، وأمر بنشر مزيد من القوات وإقامة المزيد من الحواجز على طرق الضفة الغربية، التي يقيم قرابة 400 ألف مستوطن إسرائيلي إلى جانب أكثر من 2,5 مليون مواطن فلسطيني.

ما التالي: وعلى وقْع الحراك الفلسطيني الحالي وفرص تحوله إلى هَبة شعبية جماعية يرى الكاتب والباحث الفلسطيني خليل شاهين أنه منذ نهاية العام 2015 وهناك تتالٍ في الموجات الانتفاضية صعوداً وهبوطاً، من بينها العمليات الفردية الذاتية التي تحولت إلى نمط ونسق نابع من الحالة الشعبية.

ولكن شاهين في تصريحاته لـTRT عربي يشير إلى أن الأمر متوقف على سياسة الاحتلال ماضيه قدماً في شرعنة الاستيطان واستفزاز الفلسطينيين، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من المواجهات في موجة قد تمتد لأشهر.

وفيما يتعلق بالأطراف المعنية بالتصعيد أو التهدئة يقول شاهين "لا أحد معني بالتصعيد الآن، لا السلطة الفلسطينية ولا الاحتلال ولا القوى الإقليمية"، مضيفاً أن "إسرائيل معنية بإبقاء حالة التهدئة في غزة، وعدم انفجار الأوضاع في الضفة".

ويرى الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي في حديث لـTRT عربي أن الهدف من التصعيد هو محاولة تغيير قواعد اللعبة مع السلطة الفلسطينية، واستهداف موقفها السياسي مما يُسمى "بصفقة القرن".

ويشير القواسمي إلى أنه لا تراجع عن الموقف السياسي للسلطة وحركة فتح من حماية القدس، وستدعم السلطة الهبة الشعبية الفلسطينية.

وكانت حركة حماس قد صرحت في بيان سابق عن دعمها للعمليات في الضفة الغربية، توعّدت إسرائيل بالمزيد على الرغم من "التضحيات الكبيرة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً