جنود إسرائيليون في البلدة القديمة بالقدس المحتلة (AFP)
تابعنا

ما المهم: بعد أيام من التوتر والاحتجاجات، بسبب غلق قوات الاحتلال الإسرائيلية باب الرحمة في المسجد الأقصى بالأقفال الحديدية، قامت الشرطة بإزالتها في الوقت الذي فرضت فيه إجراءات مشددة في البلدة القديمة بالقدس مع توافد المقدسيين إلى ساحات المسجد الأقصى للتصدي للانتهاكات.

التصعيد الإسرائيلي في باب الرحمة يأتي بعد أيام من إخراج سكان من منازلهم في البلدة القديمة، وآخرهم عائلة أبو عصب التي أخلي منزلها في مسعى لإحلال مستوطنين إسرائيليين مكانها.

في السياق ذاته صادقت بلدية القدس الإسرائيلية على مخطط استيطاني يشمل مشاريع إسكانية وتجارية عبر بناء أكثر من 4 آلاف وحدة استيطانية في أرجاء المدينة.

في المقابل يخلو الموقف العربي من التنديد بما يحصل في القدس، خاصة مع حالة التطبيع السائدة حالياً عليه، التي بدأتها سلطنة عمان وأكدها مؤتمر وارسو الأخير.

المشهد: انتشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي ودورياتها في محيط المسجد الأقصى المبارك وبواباته وشوارع البلدة القديمة وطرقاتها وأسواقها، بعد حالة من التوتر الشديد شهدها المسجد في الأيام الأخيرة.

وطالب المصلون بفتح مبنى باب الرحمة ومُصلاه، علماً أن الاحتلال أغلق المبنى عام 2003، وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية فإن ذرائع إغلاق الباب وقتها كانت واهية ولصالح مخططات من أجل إقامة كنيس يهودي داخل الأقصى، وتحديداً في منطقة باب الرحمة، تحت اسم كنيس باب الرحمة، وذلك تمهيداً لإقامة هيكل ثالث مكان مسجد قبة الصخرة.

وجدد المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى من باب المغاربة، في الوقت الذي تسود فيه حالة من التوتر في المسجد، وسط دعوات من نشطاء مقدسيين لضرورة التوجه إلى المسجد والمشاركة في الصلوات في منطقة باب الرحمة.

واعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي العشرات من الذين رابطوا أمام باب الرحمة من أجل عدم إغلاقه، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن محامي هيئة شؤون الأسرى محمد محمود قوله "لم يصدر أي جديد بخصوص الشبان والفتية الذين اعتُقلوا، وما إذا كان سيتم عرضهم على محكمة الاحتلال أو الإفراج عنهم، علماً أن قوات الاحتلال اعتقلت وأصابت أكثر من عشرين مُصلياً خلال اعتدائها عليهم في منطقة باب الرحمة داخل الأقصى".

وقال خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس عكرمة صبري إن "باب الرحمة هو الخطوة الأولى من أجل الاستيلاء على المسجد الأقصى"، وشدد على أن "الرسالة من الأقفال الإسرائيلية هي السيطرة المعنوية على المكان".

وأشار صبري في حديثه لـTRT عربي إلى أن "أي إجراء يقوم به الاحتلال في القدس يأتي في سياق محاولات تهويد المدينة"، وأكد على أن "الاحتلال يسعى لطمس الهوية العربية والإسلامية في المدينة خاصة بعد قانون القومية الأخير".

وتوقع صبري أن تزداد أعداد الوافدين من أجل المسجد الأقصى في الساعات القادمة "لمواجهة إجراءات الاحتلال التعسفية".

ولفت إلى "استغلال الاحتلال للحالة العربية المتصالحة معه والخلاف في الصف العربي حول القضية الأولى لديهم".

باب الرحمة هو الخطوة الأولى من أجل الاستيلاء على المسجد الأقصى، والرسالة من الأقفال الإسرائيلية هي السيطرة المعنوية على المكان المقدس

عكرمة صبري - خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس

ردود الأفعال: أدانت الرئاسة الفلسطينية الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمسجد الأقصى وسط مدينة القدس المحتلة، والاعتداءات المستمرة على المصلين والمرابطين دفاعاً عن المسجد.

وشددت على أن "هذه الممارسات تندرج في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة للضغط على شعبنا وقيادته في محاولة فاشلة لثنيها عن التمسك بالثوابت الوطنية، ولرفضها صفقة القرن".

وحذرت الرئاسة من أن إسرائيل تجر المنطقة إلى "صراع ديني" عبر انتهاكاتها المتواصلة في حق الشعب الفلسطيني ومقدساته الدينية.

من جانبه طالب المجلس الوطني الفلسطيني المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية بالتحرك الفوري "لِلَجم عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة القدس المحتلة"، واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وحماية المواطنين الفلسطينيين "من خطر التطهير العرقي وإفراغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين".

وحذر المجلس من تداعيات "الحرب الشاملة والمفتوحة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، خاصة ضد المسجد الأقصى المبارك، ومدينة القدس المحتلة عاصمة الدولة الفلسطينية".

جانب من اعتداءات الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى

Posted by ‎وكالة وفا - WAFA News Agency‎ on Tuesday, 19 February 2019

بالأرقام:

ـ بلغ عدد المستوطنات في الضفة الغربية والقدس نحو 198 مستوطنة، يقطنها نحو 675 ألف مستوطن.

ـ أسفرت اعتداءات المستوطنين عن سقوط 8 ضحايا فلسطينيين بينهم طفلان خلال العام 2018.

ـ وصلت اعتداءات المستوطنين خلال العام 2018، في الضفة الغربية بما فيها القدس، إلى نحو 233 مصاباً ومصابة بينهم 28 طفلاً و6 سيدات.

ـ جرفت آليات المستوطنين ما يزيد عن 700 دونم بغرض التوسع الاستيطاني في محافظات بيت لحم والخليل والقدس ورام الله ونابلس وسلفيت.

ـ تجاوز عدد المقتحمين للمسجد الأقصى 30 ألف مستوطن في أعلى رقم سُجل منذ عام 1967.

(المصدر: مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية).

المقدسيون حطموا الأقفال الموضوعة على باب الرحمة في المسجد الأقصى (AFP)
السلطات الإسرائيلية أغلقت باب الرحمة بالأقفال الحديدية في القدس المحتلة (AFP)
TRT عربي
الأكثر تداولاً