لجنة الانتخابات الفلسطينية تجتمع بقادة حركة حماس في قطاع غزة  (AA)
تابعنا

ترتبط عدة أسئلة في ذهن المواطن الفلسطيني عند الحديث عن انتخابات في ظل واقع الاحتلال الإسرائيلي الذي يفرض نفسه على الأرض، ويمنع إجراء الانتخابات في القدس، بالإضافة إلى الانقسام الداخلي بين حركتي فتح وحماس الذي يعطّل أي مسار سياسي.

ويرجع محللون عدم الجدّية في مسألة الانتخابات إلى عدم توافر بيئة انتخابية يمكن أن تسير بها العملية بسلاسة. ويمثّل إجراء الانتخابات في القدس أحد أكبر وأهم التحديات لأنها مرتبطة بموافقة تل أبيب، وسط توقعات بأن تمنع إسرائيل عقد أي انتخابات فيها، بخاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل.

تواجه الانتخابات عوائق كثيرة قد تؤثّر عليها وعلى فاعليتها لإنهاء الانسداد السياسي الحاصل، أهمها عدم توافر توافق كامل بين جميع الفصائل والأحزاب السياسية مما قد يمنع إجراءها في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما قد تواجه الدعوة إلى الانتخابات تحدِّياً كبيراً في حال منع الاحتلال الإسرائيلي عقدها في القدس، وعندها يمكن الدعوة لإجراء الانتخابات كشكل من أشكال المقاومة الشعبية، حسب الأمين العامّ للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي.

نحن مع الانتخابات وموافقون عليها، ونعتقد أن هذا الاستحقاق الدستوري قد طال تجاوزه منذ أمد بعيد، والشعب الفلسطيني من حقه أن يحدد خيارته ويتمسك بحقوقه كاملة غير منقوصة

رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك

الفصائل تتجاوب

وصل رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر والوفد المرافق له الأحد، إلى قطاع غزة في زيارته الثانية خلال أسبوع، واجتمع مع قادة الفصائل والمجتمع المدني للاستماع إلى رأيهم حول الانتخابات التي ينوي الرئيس محمود عباس تنظيمها.

وبعد الاجتماع قال قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، إن حماس مع إجراء الانتخابات وستعمل على تذليل العقبات في طريقها.

وأضاف: "نستقبل وفد لجنة الانتخابات لمعرفة موقف حركة فتح، وموقفنا واضح وصريح ولا تردُّد فيه، جاهزون للانتخابات وسنذلل كل العقبات في طريقها".

لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، أعلنت الأربعاء في زيارتها الأولى لقطاع غزة، أن معظم الفصائل، بما فيها حركة حماس، وافقت على عدم ضرورة تزامن اجراء الانتخابات التشريعية (البرلمانية) والرئاسية.

وأضافت اللجنة في بيان صحفي، أن "معظم الفصائل التي تنوي المشاركة في الانتخابات العامة، عبّرَت عن موافقتها على عدم ضرورة تزامن اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، بحيث تبدأ بالانتخابات التشريعية تتبعها الانتخابات الرئاسية بفارق زمني لا يزيد على ثلاثة أشهر".

وكان القيادي في الحركة سامي أبو زهري قال في أكتوبر الماضي، إن "موقف حماس المبدئي هو التمسك بإجراء الانتخابات الشاملة، التي تشمل الرئاسة والتشريعي والمجلس الوطني، على اعتبار أن هذه المؤسسات كلها منتهية الشرعية وينبغي تجديد شرعيتها، ولا طريق لذلك غير الانتخابات".

يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كلف رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، استئناف الاتصالات مع القوى والفاعليات والفصائل والجهات المعنية كافة، من أجل التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية، على أن يتبعها بعد بضعة أشهر الانتخابات الرئاسية، وفق القوانين والأنظمة المعمول بها.

لجنة الانتخابات تنهي مشاوراتها بشأن الانتخابات العامة وتلتقي الرئيس عباس 30 تشرين أول 2019 أنهت لجنه الانتخابات...

Posted by ‎لجنة الانتخابات المركزية-فلسطين Central Elections Commission-Palestine‎ on Wednesday, 30 October 2019

دعم عربي للانتخابات

أكّد الأمين العامّ لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الخميس، الأهمية الكبيرة التي تمثلها الانتخابات الفلسطينية كخطوة ضرورية لإنهاء الانقسام المستمر منذ 13 عاماً، والذي يكلف الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية كثيراً.

وأعرب أبو الغيط خلال لقائه مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، عن تطلعه إلى تجاوُب الفصائل الفلسطينية كافة مع إجراء الانتخابات، والعمل على تذليل العقبات الفنية والسياسية التي طالما أخَّرَت إجراءها في السابق.

من جانب آخر كشفت مصادر فلسطينية عن جهود كبيرة تبذلها دولة قطر والأمم المتحدة، لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفلسطينية كافة بشأن إجراء الانتخابات ضمن توافق بين حركتي فتح وحماس من جهة، ومع الفصائل من جهة أخرى، من أجل إنجاح هذه المهمة في ظل موافقة الأطراف كافة على إنجازها.

وقالت المصادر إن وجود السفير القطري محمد العمادي في الضفة الغربية ولقاءه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية، ومن ثم عقد لقاء مع قيادات حركة حماس في الضفة الغربية بخاصة ممثلوها في المجلس التشريعي، تأتي في إطار هذه الجهود لتقريب وجهات النظر، خصوصاً أنه على تواصل مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة وقيادة حماس في غزة.

ووفقاً للمصادر، فإن نيكولاي ميلادينوف مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، يتواصل مع الأطراف كافة ضمن تنسيق الخطوات مع السفير القطري العمادي، مشيرةً إلى أن اللقاء الذي جمعهما مؤخراً في القدس بحث قضية الانتخابات إلى جانب ما يتعلق بقضية التفاهمات الخاصة بالهدوء في غزة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً