نجح المسبار الشمسي “باركر” في التحليق عبر هالة الشمس أو الغلاف الجوي العلوي (NASA)
تابعنا

أعلن العلماء الثلاثاء عن نجاح مركبة فضائية تابعة لوكالة ناسا في لمس الشمس للمرة الأولى على الإطلاق، في حدث طال انتظاره وقفزة علمية عملاقة ستسهم في فهم مدى تأثير الشمس في النظام الشمسي.

ونجح المسبار الشمسي “باركر” في التحليق عبر هالة الشمس، أو الغلاف الجوي العلوي، في أبريل/نيسان لأخذ عينات من الجسيمات ومجالاتها المغناطيسية، وفقاً لبحث نُشر في مجلة Physical Review Letters، كما أُعلنَ عن الخبر في اجتماع للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في مدينة نيو أورلينز الثلاثاء.

قال مدير قسم الفيزياء الشمسية في ناسا نيكولا فوكس في مؤتمر صحفي: "لقرون كانت البشرية قادرة فقط على مراقبة هذا الغلاف الجوي من بعيد"، مضيفاً: "الآن، وصلنا أخيراً، لمست البشرية الشمس".

ستساعد المركبة الفضائية التي أُطلقَت قبل ثلاث سنوات في محاولة لدراسة الشمس ومخاطرها، العلماء على اكتشاف معلومات غير معروفة وهامة عن أقرب نجم إلى الأرض، بما في ذلك كيفية تأثير تدفق جزيئات الشمس في الكوكب.

قال جاستن كاسبر، المؤلف الرئيسي للدراسة ونائب رئيس قسم التكنولوجيا في BWX Technologies، لصحيفة The Washington Post، إن "لمس" الشمس بمسبار، وهي مهمة لم تُنجَز منذ عقود، كان "مثيرًا للغاية".

ويوضّح كاسبر، وهو أيضاً أستاذ في جامعة ميشيغان، أنه “بدا الأمر كأنك تزور كوكباً للمرة الأولى"، مضيفاً: "كان هذا هو الشعور المثير الذي حصلنا عليه".

توّجت المركبة الفضائية مهمة أخذت أكثر من 60 عاماً في طور الإعداد، إذ طالما حاول العلماء إلقاء نظرة فاحصة على الشمس، مصدر ضوء الأرض وحرارة الأرض، بالإضافة إلى العواصف الشمسية التي يمكن أن تعطّل الأقمار الصناعية وتحرق الشبكات الكهربائية.

ليس للنجم الأقرب للأرض سطح صلب، إذ وصفه أحد مقاطع الفيديو التابعة لوكالة ناسا على أنه "كرة عملاقة من البلازما الساخنة متماسكة معاً بفعل جاذبيتها".

وتساعد المادة المأخوذة من الشمس على تكوين الغلاف الجوي للنجم، الهالة، وهي منطقة أكثر سخونة بكثير من السطح الفعلي للنجم، إذ تبلغ درجة حرارة الهالة نحو 1.8 مليون درجة فهرنهايت في أشد نقطة لها حرارة، مقارنة بسطح الشمس عند نحو 10,340 درجة فهرنهايت.

ينتهي المطاف ببعض الجسيمات الساخنة والسريعة القادمة من الهالة الشمسية بالتدفق إلى الفضاء على هيئة "رياح شمسية".

وأوضحت ناسا أنه "بحلول الوقت الذي تصل فيه الرياح الشمسية إلى الأرض، على بعد 93 مليون ميل، تكون رياحاً قوية من الجسيمات والمجالات المغناطيسية".

وقالت الوكالة إن المركبة الفضائية وجدت نفسها للمرة الأولى في منطقة كانت الحقول المغناطيسية فيها قوية بما يكفي للسيطرة على حركة الجسيمات هناك.

فيما أوضح كاسبر أنه على الرغم من أن تأكيد البيانات سيستغرق شهوراً، فإن الظروف التي اكتشفها المسبار الشمسي باركر كانت دليلاً قاطعاً على أن المركبة الفضائية اجتازت "سطح ألففين" الحرج ودخلت الغلاف الجوي الشمسي.

ووفق ناسا لن تكون هذه الرحلة الناجحة هي الأخيرة من نوعها، إذ من المتوقع أن تطير المركبة الفضائية عبر هالة الشمس الشهر المقبل.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً