عمر البشير وعبد الفتاح السيسي في القاهرة (Reuters)
تابعنا

ما المهم: يسعى الرئيس السوداني عمر البشير من وراء زيارته إلى القاهرة وجولته الخارجية التي بدأت بقطر إلى كسب الدعم المادي الذي قد يساهم في تهدئة احتجاجات الشارع، فضلاً عن محاولة كسب المزيد من الدعم السياسي من قبل دول المنطقة، وذلك في الوقت الذي تزداد فيه حدّة الاحتجاجات، وترتفع أصوات معارضة من أحزاب كانت حليفة له حتى وقت قريب، بعضها انسحب من الحكومة والبرلمان، وفضّل الوقوف مع الشارع الذي لم يهدأ منذ منتصف ديسمبر/كانون الأوّل الماضي.

المشهد: قال الرئيس السوداني في كلمة للصحفيين عقب محادثاته، الأحد، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة "هناك العديد من المنظمات التي تعمل على زعزعة الأوضاع في دول المنطقة، وفيما يخص السودان، فإن الإعلام الدولي والإقليمي يحاول التهويل".

وأضاف "لا ندعي عدم وجود مشكلة، هناك مشاكل في بلادنا، ولكن ليست بالحجم الذي يعرضه الإعلام، هناك محاولات لاستنساخ الربيع العربي في السودان بنفس الشعارات والبرامج والنداءات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

وأشار البشير إلى وجود دعم مصري له، وقال "شرحنا لمصر حقيقة الأوضاع في السودان، ونشكر لها دعمها استقرار البلاد منذ بدء الأزمة".

وأشاد بزيارة قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري برفقة رئيس جهاز المخابرات العامة عبّاس كامل في بداية الأزمة، ووصف الزيارة بأنها "كانت رسالة للشعب السوداني وآخرين، ودعماً لاستقرار السودان".

من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن اللقاء هو اللقاء الثامن بينه وبين البشير، وقال إن هناك تنسيقاً كاملاً لدعم المصالح المشتركة، ولفت إلى أنّ "التاريخ يؤكد أن الرباط بين مصر والسودان أزلي لا انفصام فيه"، حسب ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصريّة.

وقال السيسي عقب انتهاء اجتماعه بالبشير في قصر الاتحادية بالقاهرة، إنهما تناولا تعزيز التعاون التجاري، والمشروعات المشتركة بين البلدين كمشروع الربط الكهربائي، "كما تطرقت المباحثات لموضوع سد النهضة، والأوضاع في القرن الأفريقي".

عاااجل 📛 بيان مهم الي جماهير الشعب السوداني حزب الأمة الفيدرالي بقيادة د. أحمد بابكر أحمد نهار يفض الشراكة مع...

Posted by ‎حزب الامه الفدرالي‎ on Sunday, 27 January 2019

في سياق آخر، أعلن أحمد بابكر نهار رئيس حزب الأمة الفيدرالي المشارك في الحكومة انسحاب حزبه منها، مع سحب أعضاء الحزب من البرلمان القومي وبرلمانات الولايات. وطالب بابكر البشيرَ بالتنحي ودعا إلى تشكيل "حكومة انتقالية متفق عليها"، وقال إن "الأزمة السياسية أفرزت واقعاً مأساوياً، وأن الأزمة الاقتصادية، دفع ثمنها الشعب".

وحمّل نهار الحكومةَ المسؤولية، وقال إنها "عجزت عن توفير الحد الأدنى للمواطن، في الوقت الذي تذهب فيه معظم الموارد، بالرغم من شُحها، إلى قطاع الحكم والإدارة والصرف على الأمن، وعلى الحرب ضد أبناء الوطن".

غير أنّ 30 قيادياً من حزب الأمة الفيدرالي عقدوا مؤتمراً صحفياً، مساء الأحد، وأعلنوا رفضهم خطوة رئيس الحزب بالانسحاب من الحكومة.

وقال محمد إبراهيم مراسل TRT عربي في الخرطوم إنّ انسحاب الحزب قد لا يكون مؤثراً، لكنه يُضاف إلى انسحابات أحزاب أخرى تضامناً مع المدّ الشعبي. وأضاف أن وزير السياحة والثقافة عمر سليمان المنتمي إلى حزب الأمة الفيدرالي رفض الاستقالة من منصبه، وقال الوزير إنه سيستمر في الحكومة، وأشار إلى أن قرار الخروج من الحكومة والبرلمان لا بد أن يصدر عن المؤتمر العام للحزب.

ميدانياً، يرتقب أن تنظَّم، مساء الأحد، اعتصامات في أكثر من عشرين ميداناً في العاصمة الخرطوم، بتنسيق من تجمع المهنيين السودانيين، وتحالفات معارضة.

موجهات عامة وخرائط توضح اماكن ميادين اعتصامات يوم الاحد 27 يناير. #مدن_السودان_تنتفض

Posted by ‎تجمع المهنيين السودانيين‎ on Saturday, 26 January 2019

الخلفيات والدوافع: يخرج السودانيون في احتجاجات شبه يومية في مختلف أنحاء السودان منذ 19 ديسمبر/كانون الأول، منددين بالأوضاع الاقتصادية، في أطول تحدٍّ لحكم البشير المستمر منذ ثلاثة عقود.

وسقط خلال الاحتجاجات حوالي 30 قتيلاً بينهم اثنان من أفراد الأمن، حسب أرقام الحكومة، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن عددهم فاق 40 قتيلاً، وتشكّك المعارضة السودانية في الرقمين وتقول إن العدد يفوق ذلك.

ويتهم البشير "مندسين" وعملاء للخارج بالوقوف وراء الاضطرابات، وقال إن حكومته تتخذ خطوات لحل الأزمة الاقتصادية.

ودعا الصادق المهدي، الجمعة، زعيم حزب الأمة أكبر حزب معارض في السودان الحكومة للامتثال للاحتجاجات الحاشدة، والاستقالة، وقال إن "هذا النظام يجب أن يرحل".

بين السطور: قال المحلّل السياسي خالد التيجاني إن البشير "لا يبذل جهداً يذكر لإخفاء احتقاره للشبان والشابات الذين خرجوا للاحتجاج منذ أكثر من شهر، للمطالبة بإنهاء حكمه المستمر منذ 30 عاماً".

وأضاف لـوكالة رويترز أن "الاحتجاجات الحالية تمثل أكبر وأعمق تحدٍّ لحكم البشير لأنها تشير إلى أن الأزمة وصلت مستوى جديداً".

ومن المرتقب أن يسافر البشير إلى الكويت بعد انتهاء زيارة القاهرة، وفق وزير الإعلام السوداني بشارة جمعة.

وقالت شبكة BBC الإخبارية إن "هناك ما يبدو توافقاً إقليمياً، تلعب فيه مصر دوراً محورياً، من أجل دعم نظام الرئيس السوداني عمر حسن البشير، في مواجهة موجة الاحتجاجات الحالية التي تشهدها البلاد، وأن القاهرة تقدم للنظام السوداني نصائح أمنية، في مجال مواجهة الاحتجاجات بناء على خبراتها السابقة، في مواجهة ما عُرف بأحداث الربيع العربي".

الرئيس المصري أثناء استقبال نظيره السوداني  (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً