واجهت بطولة خليجي 25 عديداً من التحديات على مستوى الاستعدادات والتحضيرات في العراق / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

يأمل المنتخب العراقي لكرة القدم في استعادة مكانته في واجهة بطولة كأس الخليج العربي وتصدر مشهدها، بعد 44 عاماً انتظر فيها لتعود البطولة إلى ملاعبه، إذ تستضيف البصرة جنوب البلاد منافسات خليجي 25 للفترة من 6 إلى 19 يناير/كانون الثاني الجاري.

وغيّبت الأحداث الحربية والأوضاع السياسية العراق عن أجواء البطولة المحببة لدى أبناء المنطقة، منذ الثمانينيات.

وألقت ظروف الحصار الاقتصادي في حقبة التسعينيات وكذلك الحظر الذي فرضه الاتحاد الدولي (فيفا) على العراق، بظلالها القاتمة على منتخب "أسود الرافدين"، قبل أن يعود إلى أجواء بطولات كأس الخليج عام 2004 في الدوحة مثلما انطلق منها في اول مشاركة في النسخة الرابعة 1976.

وهذه المرة الثانية التي يستضيف فيها العراق البطولة بعد 1979 في بغداد.

ولعب رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال دوراً كبيراً في عودة العراق إلى الاستضافة، بعد أن عرقلت الأحداث الأمنية في البلاد في السنوات الماضية، مساعي ملف استضافة العراق الذي يعود إلى 2007.

مدينة رياضية كاملة

تلك المساعي التي جاءت بقرارات سياسية أوصت ببناء مدينة رياضية كاملة في مدينة البصرة تكريساً لرغبة العراق في العودة الفعلية إلى أجواء الرياضة في الخليج العربي، وفي عام 2013 افتتح أكبر ملعب دولي في العراق ضمن هذه المدينة الرياضية بسعة 65 ألف متفرج.

ويقول درجال: "واجهت بطولة خليجي 25 عديداً من التحديات على مستوى الاستعدادات والتحضيرات إلا أنها حظيت بدعم حكومي كبير ساند مساعي بُذلت من أجل استعادة العراق لاستضافة بطولة كأس الخليج على أرضه".

وأضاف درجال: "رغم كل التحديات، سنظهر بطولة ناجحة وممتعة نستعيد بها ثقة الجميع بقدرة العراق وإمكانياته بتنظيم وإقامة مناسبات كرة القدم، ونأمل أن تكون خليجي 25 إيذاناً وتمهيداً لرفع الحظر عن ملاعب كرة القدم في العراق".

واستضاف العراق البطولة أول مرة عام 1979 في العاصمة بغداد وتوج بلقب النسخة الخامسة وهو أول ألقابه الثلاثة قبل لقبَيه في مسقط 1984 والرياض 1988 وكلها بعهد المدرب الراحل عمو بابا.

البصرة مستعدة

وشهدت البصرة المتاخمة لدولة الكويت، والتي تقع في أقصى جنوب البلاد وعلى رأس الخليج العربي، في السنوات الاخيرة انفجارات اجتماعية مطالبة بأوضاع خدمية وحياتية أفضل.

وذكّر محافظ البصرة أسعد العيداني: "المدينة باتت مستعدة تماماً وكل تحضيرات ومتطلبات البطولة اتخذت تدابيرها بشكل يؤدي إلى إنجاح خليجي 25. البطولة ستكون دافعاً لاستكمال منشآت وبنى تحتية اخرى في وقت لاحق فضلاً عما جرى تأمينه من فنادق وأماكن ترفيه عامة ومراكز ومناطق عامة".

واعتمدت اللجنة التنظيمية خطة أمنية منسقة مع قيادة عمليات البصرة لتأمين أجواء الملاعب وأماكن إقامة الوفود وتنقلها بشكل مريح داخل المدينة حسب مدير البطولة ونائب رئيس الاتحاد العراقي علي جبار: "أكملنا كل تحضيراتنا اللوجستية والادارية وخططنا الأمنية ونثق بشكل كبير بإنجاح الحدث مع اتحاد كأس الخليج العربي".

ورافق مشاركات العراق في بطولات كأس الخليج كثير من الأحداث، من بينها حرب الخليج الثانية إذ مُنع المشاركة في البطولة عام 1992 ليغيب عن أجوائها في ست نسخ. كما سبقت هذا التاريخ أحداث أخرى واجهها المنتخب العراقي في أثناء الحرب الإيرانية-العراقية عندما انسحب مرتين الأولى في خليجي الإمارات 1982، والثانية في الكويت 1990.

يقول الدولي السابق كريم صدام: "البطولة أحيطت بأطر سياسية على العكس من أهدافها الحقيقية المتوخاة منذ انبثاقها خصوصاً ما يتصل بمشاركة العراق فيها، لكن بعد العودة أصبحت تملك بعداً رياضياً مؤطراً ببعد سياسي للعراق . عودتنا إلى البطولة تعكس عودتنا إلى الحضن العربي من خلال بطولة كأس الخليج، وانطلاقها بعد كأس العالم في قطر نأمل فيها تحقيق كثير من النجاح".

أوّل تجربة إسبانية

يمرّ المنتخب العراقي بأوّل تجربة إسبانية بعد تعيين الإسباني خيسوس كاساس مديراً فنياً في أكتوبر/تشرين الأول، ليسدل الستارة على سلسلة من المدربين تناوبوا على تدريب المنتخب العراقي عبر عدة مدارس واتجاهات تدريبية في وقت قياسي ومنذ تصفيات الدور النهائي لكأس العالم 2022 في قطر.

وطالب كاساس بأن تكون خليجي 25 أولى محطات الاختبار الرسمي لمهمته إذ يعوّل كثيراً على مساندة الجماهير لمنتخبهم "نأمل في ان نستغل أفضلية الأرض والجمهور في تحقيق نتائج جيدة والمنافسة على اللقب في خليجي 25، هذه البطولة ستشهد مشاركة عدد من اللاعبين الشباب لنا ثقة كبيرة بهم".

واختار قائمة ضمت 23 لاعباً جلها من الأسماء الموجودة في تشكيلة المنتخب أول مرة في مثل هذه المشاركات.

عاد الحارس قائد المنتخب جلال حسن وأمير العماري وألاي فاضل وريوان أحمد من هالمستاد وغوتنبرغ ودالكورد السويدية توالياً، فضلاً عن لاعبي الكويت والسالمية الكويتيين شيركو كريم وأسو رستم، إلى جانب مجموعة من لاعبي الدوري العراقي جلهم من الشباب.

ويخوض العراق منافسات المجموعة الأولى إلى جانب اليمن وسلطنة عمان والسعودية ممثلة بمنتخبها الأولمبي.


TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً