مسجد قبة الصخرة في الدعاية الانتخابية لعضو الكنيست يهودا غليك
تابعنا

ما المهم: منذ إعلان حل الكنيست في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2018، والدعوة لانتخابات تشريعية، بدأت الدعايات الانتخابية تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وزاد في انتشارها اعتماد عدد كبير من المرشحين على التحريض ضد الفلسطينيين في مسعى لإقناع الناخبين وكسب الأصوات التي تؤهلهم للفوز بالانتخابات.

وأثارت الدعايات الانتخابية لعدد من المرشحين للكنيست جدلاً واسعاً، على صعيد إسرائيلي محلي، وكذلك فلسطيني، إذ كشفت مساعي استقطاب الناخبين عبر التحريض، عن توجهات المجتمع الإسرائيلي وقيادته في ظل توسع نفوذ اليمين بقيادة نتنياهو وسيطرته على الحكم لأكثر من عشر سنوات.

المشهد: من المُقرر أن تُجرى الانتخابات العامة في إسرائيل في التاسع من إبريل/نيسان المُقبل، ويرجح أن يخوض غمارها 16 حزباً، أبرزها حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو والذي ما زال يحتفظ بشعبية عالية تؤهله لقيادة دفّة الحكم مرّة أخرى، بحسب استطلاعات الرأي. ويليه حزب "يش عتيد" بزعامة يائير لبيد، ثم حزب "حوسن ليسرائيل" بزعامة بيني غانتس، و"القائمة المشتركة" التي تضم عدداً من الأحزاب العربية التي يشكلها فلسطينيو 48.

وأثارت الحملات الانتخابية لأعضاء الكنيست المنتمين إلى معسكر اليمين، انتقادات واسعة، وأبرز تلك الحملات تعود لرئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس، ورئيس جهاز الشاباك السابق آفي ديختر، وعضو الكنيست يهودا غليك، وعضو الكنيست يارون مزوز، والنائبة عنات بيركو.

بيني غانتس: أطلق غانتس على حزبه اسم "حوسن ليسرائيل"، ويعني باللغة العربية "مناعة لإسرائيل"، فيما اتخذ من جملة "إسرائيل قبل الجميع" شعاراً لحملته الانتخابية.

حتى اللحظة، نشر غانتس على صحفته الرسمية على موقع "فيسبوك" أربعة مقاطع فيديو، من ضمنها ثلاثة وصفت بأنّها مُحرضة على الفلسطينيين ومُشجّعة على القتل. ويتباهى رئيس هيئة الأركان السابق في أحد المقاطع بعملية اغتيال أحمد الجعبري القيادي في كتائب القسام عام 2012، وينهي الفيديو بجملة "القوي هو من ينتصر فقط، إسرائيل قبل الجميع".

רק החזק מנצח – 6,231 מטרות הושמדו. חלקים מעזה חזרו לתקופת האבן. #BG19

Posted by ‎בני גנץ - Benny Gantz‎ on Sunday, 20 January 2019

ونشر غانتس أيضاً دعاية انتخابية يتباهى فيها بعدد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة، ويزعم أن 1364 "مُخرباً" قُتلوا خلال تلك الحرب لأنّ "غانتس فكّر بطريقة مختلفة"، بينما أشارت تقارير فلسطينية إلى أن الحرب أودت بحياة 1742 فلسطينياً، من ضمنهم 81% من المدنيين، بينهم 530 طفلاً و302 امرأة.

آفي ديختر: رئيس جهاز "الشاباك" السابق آفي ديختر، نشر أيضاً فيديو، يظهر فيه وهو يتقمص شخصية مواطن فلسطيني يزور مكتب الرئيس محمود عباس في ضواحي مدينة رام الله، ويفاوضه على الراتب الذي قد يحصل عليه لقاء تنفيذه عمليات ضد إسرائيليين.

ويريد ديختر، المرشح ضمن صفوف حزب "الليكود"، من وراء الدعاية تسليط الضوء على المخصصات التي تدفعها السلطة الفلسطينية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ويشير إلى أنه سيسعى إلى وقفها حال نجاحه.

يارون مزوز: نائب وزير البيئة وعضو الكنيست عن حزب "الليكود" يارون مزوز، نشر على صفحته على موقع "فيسبوك" مقطعاً يظهر فيه إلى جانب الجندي أليؤور أزياريا الذي سبق وأن أدين بإعدام مواطن فلسطيني.

ويقول مزوز إن أزاريا يعد أحد أصدقائه، وأنه تم تجنيده لحزب الليكود، ودعا أعضاء الحزب للتصويت له، وهو ما عدّه مراقبون مسعى لاستقطاب الأصوات من خلال الاحتفاء بجندي قاتل، إلى جانب التحريض على القتل وإضفاء الشرعية على ما قام به أزاريا.

يهودا غليك: الحاخام وعضو الكنيست عن حزب الليكود، يهودا غليك، بنى حملته الانتخابية على وقع الدعوات لاقتحام المسجد الأقصى وتشجيع شد رحال اليهود إليه، فيما جعل من مسجد قبة الصخرة رمزاً لحملته الانتخابية، وقام بنشر صور ومقاطع لحفل زفافه الذي قال إنه لم يتم قبل توجهه إلى المسجد الأقصى.

ونشر غليك، إحصائيات تظهر أن عدد اليهود الذين اقتحموا تضاعف بشكل غير مسبوق، حيث اقتحم المسجد 35695 يهودياً خلال السنوات العشرة الأخيرة، ويشار إلى أن الإحصائيات نُشرت في إطار الحملة الانتخابية الداخلية لحزب الليكود، ويحمل التصميم شعاره.

عنات بيركو: النائبة عنات بيركو، نشرت من جهتها مشهداً تمثيلياً حظي برواج واسع، حيث ظهرت فيه بوصفها بطلة تدافع عن مستقبل إسرائيل، ومتشبثة بمبادئها.

وفي المشهد، يتم اختطاف بيركو من قبل فلسطينيين، ثم يبدأ التحقيق معها من قبل شخص ملثم، يسألها عن انضمامها إلى جيش الاحتلال وخدمتها العسكرية، وتجيبه بأنها أدت خدمتها وأنها فخورة بانضمامها إلى الجيش، وقالت إنها ساهمت في تشريع قانون يمنع المشاركات الواسعة في جنائز الشهداء.

ردود أفعال: يقول غافي فيمان أستاذ الإعلام في جامعة حيفا في مقال نشره على صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن "مشاهدة الحملات الانتخابية لبعض المرشحين والأحزاب، باتت تصيب المرء بخلل في الدماغ لا شفاء منه".

وأضاف "حتى الآن باعتقادي فإن حملة الدعاية الانتخابية لعضو الكنيست ياروزن مزوز هي الأكثر تطرفاً حتى الآن، وذلك لأنه يظهر إلى جانب جندي أدين بالقتل المتعمد، وبذلك خرق قوانين الجيش الأخلاقية".

الدوافع: يرى غافي فيمان أن بعض أنماط الدعاية الانتخابية في إسرائيل بدأت تأخذ سمة التحريض، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن رئيس الأركان السابق بيني غانتس على سبيل المثال، حاول استعراض الدمار الذي تسبب فيه الجيش في غزة، في مسعى للظهور بمظهر القائد القوي أمام المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي حصد المزيد من أصوات اليمين.

TRT عربي
الأكثر تداولاً