وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يؤكد رغبة بلاده في العمل مع الروس للوصول إلى مائدة التفاوض بخصوص الصراع في ليبيا (AP)
تابعنا

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في إفادة لصحفيين بمقر وزارة الخارجية إنه "لا حل عسكرياً للأزمة في ليبيا، ونريد التعاون مع روسيا لإنهاء الصراع هناك".

وعن ليبيا التي تشهد صراعاً على السلطة منذ نحو 8 سنوات، أبدى بومبيو رغبة بلاده في التعاون مع روسيا، مُذكّراً نظيره الروسي سيرجي لافروف، قبل يوم، بحظر السلاح الأممي في ليبيا، بعد أن مدده مجلس الأمن لمدة عام إضافي.

وقال بومبيو "أذكّره (لافروف) بأن هناك حظراً للأسلحة لا يزال مطبقاً في ليبيا، وأنه ينبغي ألا تقدم أي دولة مواد أخرى داخل ليبيا".

وأضاف بومبيو في المؤتمر الصحفي "نريد العمل مع الروس للوصول إلى مائدة التفاوض وإجراء سلسلة نقاشات تقود في نهاية المطاف إلى تسوية تفضي إلى ما تحاول الأمم المتحدة فعله".

الاستيلاء على طرابلس

وتحاول قوات حفتر منذ أبريل/نيسان الاستيلاء على طرابلس، ويلقى في ذلك دعماً من مصر والإمارات، ومن مرتزقة روس في الآونة الأخيرة، وفقاً لدبلوماسيين ومسؤولين ليبيين، بينما ينفي الجيش الوطني الليبي حصوله على دعم خارجي، ولم تحرز قوات حفتر تقدماً ميدانياً في العملية حتى الآن.

وكانت واشنطن طالبت الجيش الوطني الليبي الشهر الماضي بإنهاء هجومه على طرابلس، وقال بومبيو الأربعاء، إن الولايات المتحدة دعت موسكو وأطرافاً أخرى إلى وقف إرسال الأسلحة.

ورفض بومبيو التعليق على ما ذكرته القيادة الأمريكية في أفريقيا الأسبوع الماضي، بأن الجيش الأمريكي يعتقد أن الدفاعات الجوية الروسية هي في حقيقة الأمر التي أسقطت طائرة أمريكية مُسّيرة غير مسلحة، جرى الإبلاغ عن فقدها قرب العاصمة الليبية الشهر الماضي وأنه يطالب بحطامها.

التدخل الروسي

تعد ليبيا مهمة للغاية بالنسبة لروسيا كموطئ قدم عسكري في البحر المتوسط، يمكن من خلاله فتح آفاق جديدة بمقدورها توسيع مجال المناورة للروس في السياسة العالمية.

ودفع تورط روسيا في الصراع في ليبيا الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في دعمها لحفتر، بعد التزام المؤسسات الأمريكية حيادها في النزاع الليبي.

إضافة إلى ذلك، لم يغب الوجود الروسي في ليبيا عن اجتماع بين بومبيو ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد جرى في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وحسب مصادر عسكرية ليبية، لم يشارك الروس في العمليات القتالية التي قادها حفتر في بنغازي وطرابلس والجنوب.

رفض تركي

ترفض عدة دول من بينها تركيا ما يحدث في ليبيا، إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مقابلة مع شبكة TRT، إن بلاده مستعدة لتقديم الدعم لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليّاً في مجال الدفاع، "إذا طلبت ذلك من تركيا".

وأكَّد أردوغان أنه سيبحث الدعم الروسي لمليشيات حفتر في ليبيا، خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أن تركيا لا يمكن أن تتحول إلى سوريا ثانية، وتوقيع الاتفاقيات مع حكومة الوفاق المعترف بها دوليّاً لا مع حفتر.

وتتصاعد الأزمة في ليبيا؛ إذ أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الاثنين، رفع درجة الاستعداد القصوى في العاصمة طرابلس، بعد الكشف عن إحباط محاولة اقتحام قوات "متعددة الجنسيات" داعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر.

وليبيا منقسمة منذ 2014 بين فصائل عسكرية وسياسية متنافسة في العاصمة طرابلس والشرق، وتخوض الحكومة المعترف بها دوليّاً برئاسة فائز السراج صراعاً مع قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.

وأصبحت ليبيا في الآونة الأخيرة ساحة للحرب المباشرة وبالوكالة، إذ تساهم أطراف دولية عديدة في دعم مليشيات خليفة حفتر على حساب حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليّاً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً