يعتبر البعض التصعيد الأخير في كل من الضفة الغربية والقدس شكلاً من أشكال الرد الشعبي على الصفقة (AA)
تابعنا

شهدت الضفة الغربية والقدس المحتلة في الساعات الأخيرة، ثلاثة عمليات استهدفت جنوداً إسرائيليين، أصيب على إثرها جندي في عملية إطلاق نار وسط الضفة الغربية، و12 جندياً في عملية دهس في القدس الغربية، وشرطي في عملية إطلاق نار في القدس الشرقية المحتلة.

يأتي ذلك بعد أيام من مواجهات متواصلة بين جنود الاحتلال والفلسطينيين الرافضين لخطة السلام الأمريكية المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن"، إذ يعتبر البعض التصعيد الأخير في كل من الضفة الغربية والقدس، شكلاً من أشكال الرد الشعبي على الصفقة.

3 عمليات واستنفار عسكري للاحتلال

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، الخميس، إنه قرر إرسال المزيد من قواته إلى الضفة الغربية، وأضاف أن قراره جاء "وفقاً لتقييم الوضع الذي يجري بشكل متواصل في الجيش".

وأغلق جيش الاحتلال مدخل بلدة رأس كركر وحاجز "العنب" المؤدي لقرى غربي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، عقب إطلاق النار على مركبة إسرائيلية، حسب وكالة الأناضول.

وقال شهود عيان في المنطقة إن قوات كبيرة من الجيش تنتشر في محيط بلدة رأس كركر، وتوقف المركبات الفلسطينية وتدقق في هويات المواطنين.

وفي وقت سابق، قالت القناة الإسرائيلية 12، إن جندياً إسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة، في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "دوليف" القريبة من محافظة رام الله وسط الضفة الغربية.

من جهة أخرى، أصيب 12 جندياً إسرائيلياً في عملية دهس بسيارة وسط القدس، الخميس، فيما عُثر على السيارة التي استخدمت في العملية، حسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

وفي عملية ثالثة، أصيب شرطي إسرائيلي في إطلاق نار على عناصر من الشرطة الإسرائيلية، في منطقة باب الأسباط في البلدة القديمة من مدينة القدس، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن منفذ العملية من سكان مدينة حيفا ويبلغ من العمر 40 عاماً، وقد جرى إطلاق النار عليه ما أدى إلى مقتله في المكان.

مواجهات مستمرة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، أن فلسطينيين اثنين استُشهدا خلال مواجهات في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، استخدم فيها الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والمطاطي لتفريق المتظاهرين.

من جهة أخرى، أصيب 79 فلسطينياً بجراح وبحالات اختناق، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، الخميس، في بلدة بيت جالا في محافظة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن طواقمها تعاملت مع أربعة مصابين بالرصاص المطاطي أحدها في الرأس، و75 مصاباً بحالات اختناق، إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، غالبيتهم أطفال.

واندلعت المواجهات إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي للبلدة، وتفتيش منازل ومحال تجارية، ومصادرة أجهزة تسجيل كاميرات مراقبة.

وقال مراسل TRT عربي من رام الله إن عشرات الفلسطينيين أصيبوا خلال مواجهات مع جيش الاحتلال في الضفة الغربية، وإن الاحتلال يجري عمليات تمشيط واسعة وينصب حواجز عسكرية.

رد شعبي على صفقة القرن

أدان نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، الخميس، التصعيد الإسرائيلي الذي أسفر عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس.

وقال أبو ردينة، في بيان، إن "صفقة القرن الأمريكية المزعومة، هي التي خلقت هذا الجو من التصعيد والتوتر، بما تحاول فرضه من حقائق مزيفة على الأرض"، وحذر من "التصعيد الإسرائيلي الممنهج".

وأضاف أن "الشعب الفلسطيني وقيادته سيقفون سداً منيعاً في وجه كل هذه المؤامرات، وسيسقطونها كما أسقطوا كل المؤامرات السابقة مهما بلغت التضحيات".

من جهته، قال حازم قاسم، المتحدث باسم حركة حماس إن "الفعل المقاوم الممتد على طول الضفة الغربية، والاشتباكات بين جماهير شعبنا من أقصى جنوب الضفة إلى شمالها، والفعل المقاوم في قلب القدس المحتلة، هو رد شعبنا العملي على إعلان صفقة ترمب التصفوية".

وقال المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في ورقة تقدير موقف، إنه في الوقت الذي تفتقد فيه القيادة الفلسطينية "لاستراتيجية واضحة" تعتمدها في التصدي لصفقة القرن "فإن الرهان يبقى كما كان دائماً على الرفض الشعبي".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً